ملفات وتقارير

كيف أثرت حملة المقاطعة على الشركات المؤيدة للاحتلال في مصر؟

انخفضت مبيعات شركة ماكدونالدز في مصر بنسبة 70 بالمئة منذ بدء العدوان على غزة- "عربي21"
انخفضت مبيعات شركة ماكدونالدز في مصر بنسبة 70 بالمئة منذ بدء العدوان على غزة- "عربي21"
"هل هذا المنتج مقاطعة أم لا؟".. أصبح أكثر الأسئلة شيوعا في السوق المصري من قبل بعض المواطنين الذين حرصوا على المشاركة في مبادرة مقاطعة منتجات الشركات التي تؤيد وتدعم دولة أو جيش الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب العدوان على قطاع غزة.

مع دخول الهدنة المؤقتة حيز التنفيذ قبل أيام، ارتفعت حصيلة الشهداء في القطاع جراء العدوان الإسرائيلي إلى 14 ألفا و532 شهيدا، بينهم أكثر من 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وسط توقعات بزيادة هذه الأرقام بسبب وجود آلاف تحت الركام.

وأثارت مشاهد القتل والتدمير والخراب واستهداف الإنسان والجماد وكل مظاهر الحياة من مستشفيات ومراكز طبية ومدارس ومساجد وجامعات ومحطات مياه ومخابز والتي وصفت بأنها حرب إبادة، مشاعر الغضب العربي والعالمي.

ومع الأيام الأولى للعدوان ظهرت دعوات لمقاطعة الشركات الأجنبية وخاصة الأمريكية التي تؤيد وتدعم دولة الاحتلال وجيشها، خاصة مع ظهور منتجات تلك الشركات مع جنود الاحتلال خلال حربهم على قطاع غزة وقتل آلاف المدنيين.

اظهار أخبار متعلقة


وانتشرت دعوات المقاطعة بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي في مصر والعالم، ووفرت بعض المنصات قائمة بأسماء الشركات الداعمة للاحتلال على غرار كنتاكي وستاربكس وماكدونالد وحتى سوائل الغسيل وبعض أنواع الشكولاته وكل أنواع المشروبات الغازية الشهيرة، ودعت إلى استبدالها بمنتجات محلية وطنية بديلة لا تدعم الاحتلال الإسرائيلي.



أثر المقاطعة على الشركات الأجنبية
كشفت مواقع محلية عن أثر المقاطعة على بعض الشركات، وأشاروا إلى أن شركة "ستاربكس" أصبحت تمر بظروف استثنائية خلال الفترة الحالية، بسبب موقفها من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وانخفضت مبيعاتها بشكل كبير.

ونقلت عن مصادر خاصة، أن إدارة "ستاربكس" أبلغت بعض موظفيها بالاستغناء عنهم بسبب التراجع الكبير في حجم مبيعاتها بفعل المقاطعة على خلفية اتهامها بدعم الكيان الصهيوني في حربه على القطاع المحاصر.

ونقلت وكالة رويترز عن موظف بمكاتب شركة ماكدونالدز في مصر، أنهم يكافحون لتغطية النفقات، مشيرا إلى أن مبيعات السلسلة خلال شهري تشرين أول/ أكتوبر وتشرين ثاني/ نوفمبر انخفضت بنسبة 70 بالمئة على الأقل مقارنة بنفس الأشهر من العام الماضي.

Image1_112023278137364042880.jpg

مصائب قوم عند قوم فوائد
في المقابل استفادت الشركات المحلية من أثر المقاطعة وراجت منتجاتها بشكل كبير وحققت أرباحا أكثر من المعتاد، وشهدت إقبالا من قبل المواطنين الذين يسألون عن المنتجات البديلة التي يمكن أن تحل محل منتجات الشركات الأجنبية الداعمة للاحتلال.

خلال البحث عن بعض المنتجات المحلية للمنتجات الأجنبية في العاصمة المصرية القاهرة، قال أحد أصحاب المحلات التجارية بوسط البلد: "يسألني كل يوم العديد مثل هذا السؤال، وأدلتهم على المنتجات المحلية رغم أنها قد تكون أقل جودة ولكن لا أملك سوى مساعدتهم وفي جميع الأحوال سوف أبيع هذا المنتج أو ذاك، وقد ساعد ذلك بعض الشركات في رواج منتجاتها بالفعل".

اظهار أخبار متعلقة


وأوضح لـ"عربي21": "بسبب تراجع مبيعات بعض الشركات وعلى رأسها شركات المياه الغازية والبطاطس المقرمشة والشكولاتة إلى جانب شركات مسحوق غسيل الملابس والأدوات المنزلية وهي كثيرة في السوق المصري بحكم أن مصر أحد أكبر الأسواق لتلك الشركات، وتعرض الشركات على أصحاب المحلات حوافز و "بونص" من أجل عرض منتجاتها وزيادة مبيعاتها".

على الجانب الآخر، يقف بعض المشترين يقلبون في أنواع البضاعة التي يرغبون في شرائها من بينهم رجل بصحبة طفل صغير ركض تجاه أحد أنواع البطاطس التابع لإحدى الشركات المؤيدة للاحتلال لكنه نهره عن الإمساك بها قائلا: "لا ..تلمسه.. اتركه، هذا منتج مقاطعة"، فنظر الطفل في استغراب لا يفهم ما يعنيه والده الذي أردف: "سوف أشتري لك نوعا آخر أكبر.. هذا المنتج يدعم إسرائيل التي تقتل الأطفال في فلسطين".



كيف تحقق المقاطعة هدفها؟
بشأن نجاح دعوات المقاطعة، يقول منسق تجمع اتحرّك لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع، محمد العبسي: "ظهرت حركة المقاطعة لمنتجات الشركات الأجنبية خلال العقدين الماضيين في العديد من المناسبات السياسية والدينية وفي أعقاب اندلاع حروب في المنطقة العربية مثل الحرب في العراق عام 2003، وحرب تموز 2006 في لبنان، والحروب التي شنها الاحتلال على قطاع غزة منذ عام 2008".

مضيفا لـ"عربي21": "إلا أن هذه الدعوة تعد الأكثر انتشارا وشملت الكثير من بلدان الوطن العربي والعالم، ولم تقتصر على الدول العربية بسبب حرب الإبادة التي شنها جيش الاحتلال على قطاع غزة المحاصر، وزاد التجاوب الشعبي مع الدعوات بشكل أكبر من المتوقع جعل بعض الشركات تراجع مواقفها، سلام المقاطعة يجب أن يكون ضمن ثقافة المواطن العربي".

ولفت العبسي إلى أن "الشركات الداعمة للاحتلال تفاجأت بانتشار الدعوة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب واتسع حجم خسائرها، وبعض هذه الشركات أعلن صراحة أنه يزود جيش الاحتلال بمنتجاته بشكل دوري أو يومي ما أثار حفيظة الشعوب المتحررة".

وبشأن الهدف من المقاطعة، أوضح العبسي أن "الخسائر المادية وحدها ليست هي الهدف الذي نسعى إلى تحقيقه إلى تلك الشركات مع أنه مطلوب ومهم لتحقيق الغاية المنشودة وهي توقف تلك الشركات والمؤسسات عن دعم وإعلان مساندة الاحتلال ضد شعب أعزل، وهذه المرة كان الدرس قاسيا ولا يزال ولا أتوقع أن يكون الدعم للاحتلال بهذا الشكل السافر".

Image1_112023278323543220188.jpg

Image1_11202327885507240957.jpg




التعليقات (0)