حقوق وحريات

معلومات "سربت" من سجون مصر.. كشفت معاناة 10 سنوات من حكم السيسي

وثقت منظمات حقوقية انتهاكات جسيمة ترتكب ضد المعتقلين في السجون المصرية- جيتي
وثقت منظمات حقوقية انتهاكات جسيمة ترتكب ضد المعتقلين في السجون المصرية- جيتي
لا تعد المقاطع المسربة الحديثة من داخل مجمع سجون بدر في مصر، للزنازين التي تعتقل بها قيادات من معارضة تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين وغيرهم، جديدة أو غير مسبوقة، بل منذ 2013 خرج العديد من التسريبات وانكشف العديد من الحوادث التي تصف أوضاع السجون غير الإنسانية، وتظهر مدى بشاعة الإجراءات ضد المعتقلين.

ومنذ عزل الرئيس الراحل محمد مرسي في 3 تموز/ يوليو 2013 وحتى أيار/ مايو 2014، أصبح 41 ألف شخص على الأقل بين معتقل ومُتهم، مع اعتقال 26 ألفا آخرين منذ بداية 2015، بحسب ما نقلت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عن محامين وباحثين حقوقيين.

وفي ما يلي، أبرز الانتهاكات بحق المعتقلين في السجون المصرية، سواء التي كشفتها تسريبات مباشرة أو شهادات لذوي المتعتقلين أو بعد الإفراج عنهم، إضافة لبعض التوثيقات من المنظمات الحقوقوية.


"سيارة الترحيلات"
في نهاية عام 2014، انشتر تسريب منسوب للقاء بين عباس كامل، الذي كان يشغل حينها منصب مدير مكتب عبد الفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع، وممدوح شاهين مساعد الوزير حينها، وتم الاتفاق فيه على تسوية خارج القضاء بحق أحد الضباط في قضية تعرف بقضية "سيارة ترحيلات أبو زعبل".

وطلب كامل من شاهين التدخل لدى القضاء من أجل مساعدة أحد الضباط المتهمين بـ "القتل الخطأ"، في القضية التي حدثت في آب/ أغسطس 2013؛ لأنه ابن لواء في الجيش، وهو ما قوبل بالموافقة والوعد بتسوية الأمر.

وتتلخص حادثة "سيارة الترحيلات" بأن أفرادا من الشرطة المصرية، قاموا بحشر 45 رجلا، في سجن أبو زعبل، متهمين بمعارضة الانقلاب العسكري مكبلين داخل سيارة تتسع لـ 24 شخصا، في ظل اكتظاظ شديد وصعوبة بالغة في التنفس، وفي درجة حرارة تقارب الأربعين.

وعندما بدأ المعتقلون بالاستغاثة وطرق أبواب سيارة الترحيلات، قامت الشرطة بقذفهم بقنبلة غاز، وظلوا محتجزين، وقضى منهم 37 شخصا اختناقا.


إظهار أخبار متعلقة


تعذيب وقذارة 
في 14 شباط/فبراير 2014، كشف الناشط الحقوقي المصري، هيثم أبو خليل، عن صور مسربة من داخل أحد أقسام الشرطة، تظهر آثار تعذيب على المعتقلين الرافضين للانقلاب، وآثارا للدماء على ملابس أحدهم داخل قسم شرطة "قطور" بمحافظة الغربية بدلتا النيل.

Image1_9202314165549702877134.jpg

وقال أبو خليل؛ إنه "تم الاعتداء على المعتقلين بشكل وحشي داخل قسم شرطة قطور - محافظة الغربية من قبل ضابط مباحث"، مضيفا أنه تم تلفيق عدد من الأدلة للمتهمين، وهي عبارة عن "ألعاب نارية وقنابل مولوتوف وأقنعة وأسلحة بيضاء، وقاموا بتصويرهم معها بعد تعذيبهم".

Image1_9202314165632626928841.jpg

وفي آذار/ مارس 2014، نشرت صحيفة "التلغراف" البريطانية لقطات مصورة من داخل أحد السجون المصرية، مع مقابلات لمساجين أكد أحدهم تعرضه "للتعذيب لإجباره على الاعتراف بتهم إرهابية ملفقة".

وقالت الصحيفة حينها؛ إن "هذا الفيديو يصور ظروفا قاسية يعاني منها آلاف السجناء في مصر"، مضيفة أن هذه اللقطات وصلت إليها من أحد السجناء الذي خضع لإجراءات أمنية.

ورأت الصحيفة، أن هذا الفيديو- إن صح- فهو يصور ظروفا قاسية يعاني منها آلاف السجناء في مصر، وقالت الصحيفة؛ إن هذه اللقطات وصلت إليها من أحد السجناء قالت عنه؛ إنه يخضع لإجراءات أمنية مشددة، لكنه نجح في تصويرها.



وأظهرت اللقطات زنزانات صغيرة للغاية، وغرفا قذرة لما يبدو أنها صممت لتكون سجنا انفراديا، غير أنها لثلاثة سجناء في وقت واحد، وينبغي عليهم تناول الطعام والنوم، وسط أسراب الحشرات ومياه الصرف الصحي.

ويوجد في إحدى زوايا الزنزانة "مطبخ بدائي" يحتل مساحة صغيرة للغاية، حيث يمكن للسجناء إعداد الطعام، وهو بجوار "مرحاض أرضي قذر، في حين تمثل مساحة لا تزيد عن بضع بوصات في الجزء العلوي من الزنزانة المصدر الوحيد للضوء والهواء.

"الاغتصاب كسلاح" 
في كانون الثاني/ يناير 2015 كشفت صحيفة "التلغراف" أيضا أنه يتم استخدام الاغتصاب كسلاح من قبل الشرطة المصرية ضد الرجال والنساء على حد سواء، وسط وجود أعداد متزايدة من الأشخاص الذين تم إطلاق سراحهم، قائلين إنهم تعرضوا لاعتداءات جنسية.

وأكدت الصحيفة أنها وثقت مجموعة كبيرة من الادعاءات من معتقلين سابقين، بدءا من "التحقيقات الشرجية القسرية إلى التحسس"، مؤكدة وجود ضغوط متزايدة على السلطات، بسبب عشرات الآلاف من الأشخاص الذين اعتقلوا في الاحتجاجات وغيرها من الاعتقالات الجماعية".

أما في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام نفسه، كشفت رسالة تمّ تسريبها من سجون الأمن الوطني في الفيوم عن حجم التعذيب الوحشي الذي تمارسه السلطات المصرية ضد المعتقلين السياسيين في سجونها.

وكشفت الرسالة التي كتبها أحد المعتقلين بخط يده، كيفية تحول عمليات التعذيب في السجون المصرية، إلى عملية ممنهجة لها قواعدها وأوضاعها التي يتم تعميمها على المعتقلين السياسيين، لاستنطاقهم باعترافات ترغب بها الجهات الأمنية، أو لكسر المعتقل نفسيا.

وذكرت أن التعذيب بالكهرباء للأعضاء التناسلية أصبح منهجيا داخل أروقة سجون الأمن الوطني في مصر، حيث يتم توصيل أسلاك كهربائية بأعضاء المعتقل التناسلية، وصعقه مرارا حتى يغشى عليه.


إظهار أخبار متعلقة


النظافة الشخصية
ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها نشر بأيلول/ سبتمبر 2016، أن السلطات المصرية بسجن العقرب لا تسمح للنزلاء بحيازة الضروريات اللازمة للراحة والنظافة الشخصية، وتشمل الصابون والشامبو والأمشاط ومعجون وفرش الأسنان وأدوات الحلاقة والأطباق وأواني تناول الطعام، أو حتى أغراض أخرى مثل الساعات والكتب وأبسطة الصلاة أو الأوراق وأدوات الكتابة. 

وأكدت أن الحرمان من الضروريات الأساسية اللازمة للنظافة الشخصية، يؤدي إلى الأمراض من قبيل الطفح الجلدي وأشكال العدوى الجلدية الأخرى، مع عدم قدرة النزلاء على الاعتناء بنظافتهم الشخصية ومظهرهم المعتاد.

ونقلت المنظمة عن الأهالي قولهم؛ إن "السجون في العقرب لا توجد بها أسرّة، إنما ينام النزلاء على مصاطب خرسانية منخفضة، وبعضهم لم يناموا مطلقا على أفرشة، ويعتمدون على بطانيتين أو 3 بطانيات توفرها سلطات السجن، أو يستخدمون صناديق كرتونية مطوية".
وأوضحت أن حرمان السلطات للنزلاء من الأغراض الأساسية اللازمة للراحة والنظافة الشخصية، يرقى بموجب المعايير الدولية لمعاملة السجناء، إلى مصاف المعاملة التي تنتهك الكرامة، والقصد منها على ما يبدو إهانتهم.



الشبان الأربعة
أظهرت صورة مسربة نشرتها قناة "الجزيرة مباشر" في آب/ أغسطس 2016 الشبان الأربعة الفلسطينيين، الذي اختطفوا داخل الأراضي المصرية في محافظة شمال سيناء، بعد عام على اختطافهم في 2015.

ويظهر في الصورة المسربة مجموعة شبان عراة إلا من لباسهم الداخلي، وفي حالة مزرية ولحاهم كثيفة ويعانون من ضعف عام، ظهر من بينهم اثنان من المختطفين الأربعة.


Image1_92023141713136725837.jpg

في شباط/ فبراير 2019، أعلن رئيس حركة حماس أن السلطات المصرية أفرجت عن أربعة من عناصر الحركة، بعد احتجازهم لأكثر من ثلاث سنوات في ظروف غامضة بعد دخولهم الأراضي المصرية عبر معبر رفح، حيث كانوا في طريقهم للسفر إلى تركيا.

23 ساعة ونصف
كشف تقرير جمعية "لجنة العدالة" للدفاع عن حقوق الإنسان ومقرها في جنيف، أن السلطات في سجن "وادي النطرون 440" يتبعون نوعا آخر من أنواع التعنيف والتعذيب في تلك الزنازين، وهو أن يتم ربط أيدي المعتقل إلى الخلف في أحد العمدان من شروق الشمس حتى الغروب، في الغالب يتعرض المعتقل إلى الضرب من كل الحراس في أثناء مرورهم طوال النهار. 

وتضمن التقرير شهادات أن الأجنحة أرقام 2 و 8 و 9 من السجن مزدحمون بالمعتقلين طوال الوقت، بواقع 22 إلى 27 معتقلا في الزنزانة الواحدة، التي لا تحتوي على مساحة كافية للمعتقل أن ينام إلا على جانب واحد فقط ولا يتحرك إطلاقا.

وجاء في التقرير أن هذه الزنازين قذرة ويوجد فيها حشرات وصراصير، ويعاني الكثير من المعتقلين من الحساسية والطفح الجلدي بسبب انعدام النظافة في الزنازين وعدم تهويتها. وتضمن التقرير أن المعتقل يقضي 23 ساعة ونصف في الزنزانة الخالية من دورة مياه، ولا يسمح له بالخروج لاستخدام دورة المياه، إلا خلال نصف ساعة محددة قَبْلا من إدارة السجن.

في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، عادت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بتقرير جديد، يؤكد أن السلطات المصرية عذّبت واغتصبت المواطن المصري الأمريكي، خالد حسن، الذي احتجز بمصر سرّا لأربعة أشهر".

وردّت السلطات المصرية على الاتهامات نافية أنه تعرض للتعذيب، إلا أن خبراء الطب الشرعي المستقلين الذين راجعوا صورا لجروح ساق حسن، وجدوا أنها تتطابق مع روايته عن التعذيب.

وروى حسن لـ "رايتس ووتش" تفاصيل تعذيبه قائلا؛ إنه "خلال اعتقاله بمعزل عن العالم الخارجي، ضربه عناصر الجهاز بشكل مبرح وجرحوا ذقنه وأدموا أنفه، كانوا يجردونه من ملابسه عادة في أثناء الاعتداء، كما علقوه من ذراعيه لأيام متسببين بخلع كتفيه، وصعقوه مرارا بالكهرباء في الرأس واللسان والشرج والخصيتين". 


وفاة مرسي
جرى الإعلان عن وفاة الرئيس الراحل مرسي في 17 حزيران/ يونيو 2019؛ بعدما أنهى كلمة له خلال محاكمته، حيث أصيب بنوبة قلبية توفي بعدها بشكل فوري، وهو ما دفع دعوة مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إلى إجراء تحقيق مستقل حول الوفاة، وكل جوانب معاملته في أثناء احتجازه على مدى 6 سنوات في سجن العقرب.

ويذكر أن لجنة برلمانية بريطانية قد أصدرت تقريرا يقع في 53 صفحة عن ظروف اعتقال مرسي ووضعه الصحي، بناء على شهادات ذويه الذين التقوا به وطبيبه السابق.

وحسب اللجنة، أوضح مرسي خلال جلسة محكمته في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 ظروف اعتقاله، وتأثيرها على وضعه الصحي بأنه يعاني من السكري ويتناول الأنسولين، ويحتجز في زنزانة انفرادية، ومستوى السكر لديه ينخفض في أثناء النوم ومرّ بحالات من فقدان وعي كلي، ولا يتناول الطعام المناسب لوضعه الصحي.

وذكر أنه محروم من التواصل مع أي شخص لمدة 23 ساعة في اليوم، وهو في عزلة تامة لا يسمع أحدا ولا يسمعه أحد، وحاسة البصر تدهورت لديه بسبب مرض السكري، إضافة لطلبه الرعاية الطبية عبر المحكمة، فوافقت الأخيرة على طلبه، لكن سلطات السجن لم تنفذ ذلك.

وكان مرسي يعاني من آلام في الظهر والعظام؛ وقيل له إن ذلك يعود إلى تقدمه في العمر ونومه على الأرض، إضافة إلى آلام في الرقبة ومرض في الفكين واللثة، كما أن الغيبوبة الناجمة عن نوبات انخفاض السكر قد تؤدي إلى الوفاة.

إظهار أخبار متعلقة


سارة حجازي وحبش 
في حزيران/ يونيو 2020، أقدمت الناشطة المصرية، سارة حجازي، على الانتحار، في مكان إقامتها بكندا، وذلك بعد أن تعرضت للاعتقال والتعذيب في السجون المصرية، وذلك بعد أن اتهمها القضاء المصري بالترويج للمثلية الجنسية في 2018.

وسبق أن كشفت حجازي لمحاميها أن ضباط الشرطة في "قسم شرطة السيدة زينب" بالقاهرة، سمحوا لمعتقلات أخريات بضربها، والتحرش بها جنسيا، بعد إبلاغهن بسبب اعتقالها.

وفي ذلك الوقت، دعت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" الحقوقيتان، السلطات المصرية، إلى "وقف ملاحقة مثليي الجنس".


كما توفي الفنان الشاب شادي حبش (24 سنة)، في أيار/ مايو 2020 داخل محبسه في سجن تحقيق طرة بمحافظة القاهرة، وذلك بعد استغاثات عديدة من زملائه المعتقلين داخل الزنزانة لإنقاذه، ولكنها لم تلق استجابة من قبل ضباط وإدارة السجن.

وجرى اعتقال حبش في 2018، بعد إخراجه لأغنية "بلحة" الساخرة، التي حملت نقدا لاذعا للسيسي، ولاقت رواجا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.



وطالب حبش في رسالة له خرجت من سجن طرة عام 2019 بإنقاذه من الموت في السجن، قائلا: "السجن مابيموتش بس الوحدة بتموت، أنا محتاج دعمكم عشان ماموتش. في السنتين اللي فاتوا أنا حاولت أقاوم كل اللي بيحصلي لوحدي عشان أخرج لكم نفس الشخص اللي تعرفوه بس مبقتش قادر خلاص. مفهوم المقاومة في السجن: إنك بتقاوم نفسك وبتحافظ عليها وإنسانيتك من الآثار السلبية من اللي بتشوفوا وبتعيشوا كل يوم وأبسطها إنك تتجنن أو تموت بالبطيء".



تجريد الزنازين
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، جرى الكشف عن رسالة سربها معتقلو سجن الفيوم ونشرها مركز الشهاب لحقوق الإنسان، جاء فيها أنهم "يتعرّضون إلى تجريد الزنازين من كل متعلقاتهم، وسط انتهاكات تخالف جميع القوانين والأعراف".

وجاء في الرسالة أن التجريد "يشكل خطورة على صحة المواطنين؛ نتيجة مصادرة الطعام والدواء والملابس والأغطية، بل أيضا يشكل خطورة على حياة المرضى وكبار السن؛ نتيجة عدم تحمل هذه الأوضاع الصعبة، وخاصة في ظل وباء كورونا".

وجاءت هذه الرسالة بعد أخرى مسربة أيضا من معتقلي سجن الفيوم، الذين أكدوا تعرضهم لانتهاكات مثل التعذيب البدني والنفسي، من خلال ضرب وإهانة المعتقل، وتعليقه بعد تجريده من ملابسه، وكهربته، وصبّ الماء البارد عليه شتاء، وماء الصرف صيفا، مع الضرب بالكرباج".

تعذيب ونفي

في كانون الثاني/ يناير 2022، تصدر وسم #تسريبات_سجون_مصر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول صور ومقاطع فيديو تظهر تعذيب موقوفين بقسم شرطة في القاهرة، وهذا رغم نفي وزارة الداخلية، قائلة إنها "مفبركة".

وكشف ناشط حقوق الإنسان المصري، علي حسين مهدي، أنه صاحب المقاطع المصورة، وأنها وصلت إليه من مصادر داخل مصر.



وبحسب ما جاء في أحد المقاطع، فقد تم تعليق بعض المحتجزين من أيديهم نصف عراة، على شبك معدني، بينما أظهر مقطع أخر بعض المعتقلين في زنزانة مكتظة، ويتهمون الشرطة بتعذيبهم، ويعرضون رؤوسهم والكدمات على أجسادهم ناتجة عن ضربهم بالعصي.

ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية حينها تقريرا عن القضية، قائلة؛ إن "مقطع فيديو حصلت عليه للشرطة المصرية وهي تعذب معتقلين في مركز شرطة بالقاهرة، يظهر مدى قدرة الضباط على ممارسة العنف على المدنيين، مع إفلات شبه كامل من العقاب".
التعليقات (0)