طب وصحة

7 أسباب نفسية تقف وراء شعورك بالملل.. كيف تتغلب عليها؟

على الإنسان أن يفهم ما يريده من الحياة- CC0
على الإنسان أن يفهم ما يريده من الحياة- CC0
من وجهة نظر علمية؛ الملل هو حالة لا يشعر فيها الإنسان بالإثارة ويشعر بعدم الرضا والإحباط. وفي الوقت نفسه، فإن للملل وظيفة تطورية مهمة وهو يحفز على التعرف على البيئة بشكل أفضل.

ونشر موقع "هيروين" الروسي تقريرًا - ترجمته "عربي21" - قال فيه إنه إذا كان الشخص يعاني من الملل بشكل مستمر، فقد يكون ذلك علامة على أنه يواجه مشاكل خطيرة، مستعرضًا عددًا من هذه المشاكل في سياق هذا التقرير:

عدم وجود أهداف محددة
أوضح الموقع أن أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الإنسان ينغمس في الملل هو عدم وجود خطط لحياته. وفي هذه الحالة، فإنه ليس لديه أي دافع لفعل أي شيء، ناهيك عن التغلب على العقبات، حيث إن عدم وجود أهداف محددة في الحياة يسبب مشاكل عاطفية خطيرة أخرى.

وأفاد الموقع بأنه للتغلب على الملل، فإن على الإنسان أن يفهم ما يريده من الحياة، فليس من الضروري أن يخطط لحياته لعدة عقود مقبلة؛ ولكنه يحتاج أولاً إلى تحديد الانتصارات الصغيرة والمهمة التي يمكن تحقيقها في غضون أسبوع أو شهر أو سنة.

الصدمات غير الحية
وبين الموقع أن الشخص الذي نشأ في بيئة غير مواتية في مرحلة البلوغ قد يعاني لأنه لا يشعر بالأمان أبدًا، فغياب الأمان يسبب مشاعر متضاربة، مثل الغضب والخوف والتحول إلى التعب الشديد واللامبالاة.

وللتعامل مع هذه المشاعر، فقد يحاول الشخص "إيقافها"، وإحدى طرق القيام بذلك هي الملل، الذي سيكون نتيجة الصدمات غير المعيشية وعدم القدرة على التحكم في عواطفك.

وللتعامل مع هذه الحالة؛ فإن الشخص يحتاج إلى تعلم كيفية التعايش مع ماضيه وإيجاد طريقة للمضي قدمًا.

اظهار أخبار متعلقة


محو الحدود الشخصية
وأشار الموقع إلى أنه إذا لم يكن الشخص قادرًا على تحديد حدوده الشخصية بوضوح، فسوف يندمج مع زملائه وأصدقائه. وبمرور الوقت، سيؤدي ذلك إلى أنه لن يفهم ما هو مثير للاهتمام وضروري بالنسبة له، وعندها ستبدأ الحياة بأن تبدو مملة، ولتغيير الوضع فإن عليه أن يعترف بوجود المشكلة، ثم يحدد نوع الموقف الذي يعجبه تجاه نفسه وما الذي يبدو غير مقبول، وبعد ذلك فإنه يمكنه توجيه الآخرين إلى قواعد التواصل واحترام الحدود التي يضعها.

تحاول أن تكون آمنًا
ولفت الموقع إلى أن بعض الأشخاص يرفضون عمدًا فرصة القيام بشيء مثير للاهتمام لأنهم يخافون من إيذاء أنفسهم، فهم يشعرون بالقلق من أنهم قد يهدرون المال، أو يخاطرون بصحتهم، أو يقللون من أمن حياتهم، ولكن الحياة اليومية فيها صعوبات مستمرة، ولا تعطي أي متعة. وعلى المدى الطويل، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تطور الاكتئاب وفقدان معنى الحياة.

وينصح الموقع لتغيير الوضع في هذه الحالة ببذل الجهد على النفس وترك منطقة الراحة الخاصة، بما في ذلك التوقف عن رفض الدعوات للحفلات والقيام على الأقل أحيانًا بشيء يخيفك.

عدم القدرة على إدراك الاحتياجات الخاصة
وأضاف الموقع أن الرغبة قد تنشأ كدافع يرسله الدماغ إلينا حتى نتمكن من تلبية احتياجاتنا، وإذا لم يكن الشخص قادرًا على التعرف على هذه الاحتياجات، فإنه يمكنه أن يشعر بالملل باستمرار. علاوة على ذلك؛ فإنه عندما لا يفهم الشخص ما يريد، فإنه لا يشعر بالفرح. وهذا يعني انخفاض إنتاج الدوبامين، وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.

ووفق الموقع؛ فإن لتغيير هذا يجب إيجاد طريقة للتعرف على النفس مرة أخرى، فمثلًا يمكن أن يكتب على قطعة من الورق كل ما يرغب في القيام به إذا لم يكن مقيدًا بالتمويل أو الحواجز الأخرى.

اظهار أخبار متعلقة


النظرة السطحية للعالم
ويرى الموقع أنه يمكن أن يكون الملل أيضًا علامة على أن الشخص ينظر إلى العالم بشكل سطحي، فإذا رفض الخوض في دراسة بعض القضايا ويسترشد بالقوالب النمطية الموجودة، فإنه يحرم نفسه من التنوع.

في هذه الحالة، فإنه من أجل تغيير الوضع، تحتاج إلى تطوير التفكير النقدي والتوقف عن الاعتماد على استنتاجات الآخرين، وذلك عن طريق - مثلًا - مقابلة أشخاص جدد والتواصل معهم بكثرة؛ حيث إن تكوين صداقات من مهن مختلفة سيساعد في توسيع حدود المعرفة والتخلص من الأحكام المسبقة .

التركيز على المهام المستحيلة
واختتم الموقع التقرير بالقول إنه غالبًا ما يعاني الأشخاص من الملل المستمر بسبب المهام التي لا يستطيعون التعامل معها، فإذا كان الشخص يعاني من الكمال المفرط ويحاول مواكبة شيء سريع الزوال وفشل فيه فإنه يفقد الثقة في نفسه، ويكتئب، ويبدأ بالشعور بالملل. ولهذا فأفضل ما يمكن فعله في هذه الحالة هو البدء في تحديد أهداف واقعية لنفسك، وبدلا من السعي لتحقيق المثالية، فإنه يجب تعلُّم كيفية تقدير العمل والثناء على النفس في كثير من الأحيان حتى على النجاحات الصغيرة.
التعليقات (1)
علي نوراني
السبت، 26-08-2023 11:16 ص
سيصدر قريبا ان شاء الله عن دار وائل الأردنية في عمان كتاب مهم عنوانه (الملل في التربية العربية) لمؤلفه الأستاذ الدكتور يزيد عيسى الشورطي أستاذ أصول التربية في الجامعة الهاشمية. والكتاب يتصدى لدراسة ظاهرة تربوية واسعة الانتشار عالميا وعربيا تحمل في طياتها الكثير من السلبيات والمخاطر والتهديدات هي الملل التربوي. فالملل شر مستطير يكاد يقيم في معظم أركان وزوايا التربية العربية، فيعيق تحقيقها لأهدافها، ويضعف دافعية الطلبة للتعلم وينفرهم من المؤسسات التعليمية ويجعل مشوارهم الدراسي أشبه برحلة عذاب. ولذلك يحلل الكتاب طبيعة الملل التربوي، وماهيته، ومظاهره، وأسبابه ومصادره، وآثاره ونتائجه السلبية التي يتخللها بعض الايجابيات، والعوامل المؤثرة فيه، وسبل التغلب عليه، وعلاقته بكل من الانتباه، والاهتمام، والاندماج، والدافعية، وال جذوره ابداع، والتفاؤل الأكاديمي، والروح المعنوية، والاغتراب الاجتماعي، والاحتراق النفسي، والذكاء، في سياق التربية في الوطن العربي. وقد يسهم الكتاب في محاصرة الملل التربوي العربي، والتخفيف من حدته، ومنع تصاعده، والتقليل من مستوى انتشاره، تمهيدا للقضاء عليه، ووضع حد له، وتعافي الجسم التربوي العربي منه عبر التخلص من أسبابه، والقضاء على العوامل التي تمده بالحياة، وتجفيف منابعه، وقلع جذوره.