صحافة دولية

كيف تسعى "كتائب بابليون" للسيطرة على أموال وممتلكات المسيحيين في العراق؟

تأسست كتائب بابليون المسيحية ضمن ميليشيا الحشد الشعبي عام 2014- تويتر
تأسست كتائب بابليون المسيحية ضمن ميليشيا الحشد الشعبي عام 2014- تويتر
نشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، دراسة حول سعي زعيم مليشيا المدعوم من إيران والخاضع للعقوبات الأمريكية ريان الكلداني إلى تهميش البطريرك الكلداني في العراق لويس ساكو والاستحواذ على ممتلكات مسيحية تُقدر بمليارات الدولارات.

وبحسب الدراسة التي كتبها يعقوب بيث أدي الخبير العراقي في المليشيات النشطة بسهل نينوى، ومايكل نايتس ومتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج، فإن البطريرك لويس ساكو انسحب إلى ديرٍ في إقليم كردستان العراق، بعد صدور مذكرة استدعاء بحقه.

اظهار أخبار متعلقة



وأصدرت محكمة عراقية مذكرة استدعاء ضد ساكو على خلفية التعليقات التي أدلى بها على وسائل الإعلام حول ريان الكلداني، مؤسس "اللواء 50" في مليشيا "الحشد الشعبي" المعروف أيضا باسم كتائب بابليون، وهو أحد المدرجين على لائحة العقوبات الأمريكية بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وأكدت الدراسة على عدم السماح للكلداني بالاستمرار في تشويه سمعة البطريرك وإضعافه وإثبات نفسه كزعيم لمسيحيي العراق، وهو دورٌ من شأنه أن يضع الأوقاف المسيحية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات تحت تصرفه.

في 12 من الشهر الجاري سحب الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد "المرسوم رقم 147"، وهو الأمر التنفيذي الصادر في بغداد عام 2013 والذي يعترف بتعيين الكاردينال لويس روفائيل ساكو رئيساً (بطريركاً) للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية "في العراق والعالَم" ويكلّفه بمسؤولية "أوقاف الكنيسة".

وذكرت الدراسة أن الكلداني يسعى إلى الهيمنة على المجتمع المسيحي في العراق، ولكن العديد من العوامل تظهر أنه لا يمكنه المطالبة بهذه المكانة.

وبحسب المعهد فإن أبرز تلك العوامل، هي القاعدة المزيفة من الناخبين المسيحيين إذ لا يحظى الكلداني بدعم المسيحيين على الرغم من سيطرته على أربعة مقاعد من أصل مقاعد الكوتا الخمسة المخصصة للمسيحيين في البرلمان العراقي.

اظهار أخبار متعلقة



وأضاف أن الكلداني يعتمد على إفساد القادة المسيحيين واستقطابهم، حيث نجح في إقناع رئيس الأساقفة السابق للسريان الكاثوليك يوحنا بطرس موشي بالتوقف عن معارضة خطط "كتائب بابليون" لتأسيس قاعدة قوة في قضاء الحمدانية. ونتيجة لذلك، أُرغمت مؤخراً "وحدات حماية سهل نينوى"، وهي آخر فوج للميليشيا المسيحية في العراق، على الانضواء تحت راية "كتائب بابليون".

ولخصت الدراسة العامل الثالث بانحياز الكلداني إلى إيران ووكلائها، حيث يدعم الكلداني سردية الميليشيا المدعومة من إيران والتي تُعتبَر غريبة تماماً عن المجتمع المسيحي في العراق. خصوصا أنه كان مقربا من كبار الشخصيات المصنفة على قائمة الإرهاب الأمريكية، ابتداءً من قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وصولا إلى زعيم الميليشيا الحالي قيس الخزعلي.

في نهاية المطاف، يهدف الكلداني إلى أن يصبح صانع القرار الوحيد فيما يتعلق بالأوقاف التي تركها المسيحيون العراقيون وراءهم بعد عقدين من الاضطهاد أو القتل أو الفرار قسراً من منازلهم. ولتحقيق هذه الغاية، يحاول الكلداني ترهيب ساكو البالغ من العمر خمسة وسبعين عاماً لكي يذهب إلى المنفى والتقاعد حتى يتمكن من استمالة خلفه، وفق الدراسة.

وذكرت الدراسة أن تخلّف هذه القضية تداعيات واسعة النطاق على المصالح الأمنية الأمريكية في العراق تتجاوز الهدف المهم المتمثل في حماية القادة المسيحيين. وبناءً على ذلك، من الضروري أن تتحرك واشنطن وتحث بغداد على التحرك أيضاً.

اظهار أخبار متعلقة



وأوصى المعهد إدارة بايدن بعدة نقاط للحد من تداعيات القضية على السياسية الأمريكية، تتمثل بالاستمرار في مناشدة الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، ووضع حد لتزوير الأصوات المتعلقة بمقاعد الكوتا للأقليات في البرلمان العراقي، بالإضافة إلى الاستفادة من التقرير الأمريكي حول الحرية الدينية والذي ينعكس على المساعدات المقدمة لبغداد.

وختم المعهد دراسته، بمطالبة واشنطن بالتحقيق في شبكة الكلداني الأوسع نطاقاً، إذ يجب على سلطات العقوبات الأمريكية إلقاء نظرة عن كثب على الدور الذي لعبته دائرة الكلداني لتسهيل انتهاكات الميليشيات، ومن بين أولئك الذين يجب التدقيق فيهم بشكل خاص صهره نوفل بهاء وثلاثة من أشقاء كلداني بالدم وهم أسامة (قائد "كتائب بابليون") وأسوان (عضو في مجلس النواب) وسرمد (نائب وزير الهجرة السابق).
التعليقات (0)