اقتصاد عربي

تضاعف أسعار الأضاحي بسوريا يخفض الإقبال عليها إلى النصف (صور)

تراجع في مشاريع الأضاحي للمؤسسات الإغاثية بسبب الزلزال- عربي21
تراجع في مشاريع الأضاحي للمؤسسات الإغاثية بسبب الزلزال- عربي21
سجلت أسواق الأضاحي في مختلف المناطق السورية، حالة من الركود قبيل عيد الأضحى، وذلك بسبب ضعف القدرة الشرائية وتضاعف أسعار المواشي مقارنة بالعام الماضي، وندرة مشاريع الأضاحي التي اعتادت المنظمات الإغاثية على تنفيذها.

وفي أسواق أرياف حلب، يبلغ سعر كيلو الخروف القائم 5 دولارات أمريكية، أما في دمشق فيباع بنحو 45 ألف ليرة سورية (نحو 5.0 دولارات أمريكية)، ليصل سعر الأضحية إلى نحو 300 دولار، أي ضعف سعر العام الماضي.

وأرجع تاجر المواشي محمود اليوسف ارتفاع أسعار الأضاحي إلى قلة المعروض في السوق، وتكلفة التسمين المرتفعة بسبب غلاء الأعلاف والجفاف، مؤكداً في حديثه لـ"عربي21" أنه رغم قلة المواشي في الأسواق فإن الطلب عليها في الحد الأدنى، لأن الأهالي يعجزون عن تدبير معيشتهم في ظل هذا الغلاء.

وقال إن متوسط الأجور في الشمال السوري عند 100 دولار أمريكي، وهذا يعني أن ثمن الأضحية يعادل معاش ثلاثة أشهر، ولذلك تعجز الغالبية العظمى من الأهالي عن شراء الأضحية.

ونتيجة ارتفاع أسعار لحم الخروف، فإن البعض يقبلون على شراء إناث الأغنام حيث يباع الكيلو بـ3.5 دولار أمريكي، وهو ما فعلته ربة المنزل صفاء، قائلة لـ"عربي21": "اشتريت غنمة بـ180 دولار أمريكي، أعلم أن الخروف أفضل للأضحية، لكن ما البيد حيلة".

اظهار أخبار متعلقة


من جهته يؤكد تاجر الأغنام بمدينة أعزاز شمالي حلب، محمد عبد السلام، أن الطلب ازداد هذا العيد على الأغنام أكثر من الخروف، بسبب الفرق في السعر، ويوضح لـ"عربي21" أن "هناك مخاوف بين التجار والمربين من خسائر كبيرة بسبب الكساد".

ضعف الإقبال

وفي دمشق، توقع رئيس جمعية اللحامين محيي الدين الريس أن ينخفض عدد الأضاحي هذا العام إلى النصف مقارنة بالعام الماضي، وذلك بسبب ضعف القدرة الشرائية وارتفاع أسعار الأضاحي بفارق كبير.

وأوضح أن سعر خروف الأضحية يناهز الـ43 ألف ليرة للكيلوغرام وذلك للخراف التي يتراوح وزنها من 50 إلى 60 كيلوغراماً.

وتوقع الريس انخفاض سعر اللحوم الحمراء بعد العيد لتعود إلى مستوياتها الطبيعية وفقاً للواقع وذلك لحاجة المربين لتصريف ما تم تسمينه من خراف استعداداً للعيد، ولم يتم بيعها، إضافة إلى إحجام المستهلكين عن الشراء نتيجة انخفاض القدرة الشرائية، مؤكداً أن السعر الواقعي للخروف القائم يجب أن يكون عند 35 ألف ليرة للكيلوغرام.

ندرة مشاريع الأضاحي

وبحسب ما رصدت "عربي21"، فقد تراجعت مشاريع الأضاحي التي تنفذها جمعيات ومنظمات إغاثية في الشمال السوري هذا العام.

وحول الأسباب يشير أحد مسؤولي المنظمات إلى نقص في عمليات التمويل، موضحاً لـ"عربي21" أن "المساعدات والتبرعات ذهبت لمساعدة ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال سوريا في شباط/ فبراير الماضي، حيث وصلت إلى سوريا كميات كبيرة من المساعدات، وهو ما أدى إلى نقص الدعم المخصص للأضاحي".

استنزاف الثروة الحيوانية

وتقدر أرقام رسمية نسبة الخسارة التي تعرضت لها الثروة الحيوانية في سوريا منذ اندلاع الثورة في العام 2011 بنحو 50 في المئة، بسبب عدم الاستقرار والتهريب والذبح العشوائي، إلى جانب الجفاف.

وأوضحت صحيفة "الوطن" شبه الرسمية أن "تهريب الثروة الحيوانية إلى الدول المجاورة كالعراق والأردن، ومنها إلى دول الخليج التي تطلب لحم الغنم العواس بكثرة، يحدث بسبب الحدود المفتوحة مع تلك الدول".

وقالت بالإشارة إلى استنزاف الثروة الحيوانية، إن بعض المربين أصبحوا يبيعون جزءاً من القطيع ليتمكنوا من تربية الجزء الآخر، نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف.

ويعيش غالبية السوريين تحت خط الفقر، وقدرت الأمم المتحدة أعداد الفقراء في سوريا بأكثر من 90 في المئة.


Image1_620232752422505591950.jpg
Image2_620232752422505591950.jpg
Image3_620232752422505591950.jpg
Image4_620232752422505591950.jpg
Image1_620232752447111688961.jpg
Image2_620232752447111688961.jpg
التعليقات (0)