سياسة دولية

احتجاجات في الهند ضد مشروع حكومي مشترك مع السعودية والإمارات

المشروع تشارك فيه شركة "أرامكو" السعودية و"أدنوك" الإماراتية- تويتر
المشروع تشارك فيه شركة "أرامكو" السعودية و"أدنوك" الإماراتية- تويتر
يحتج الآلاف على خطط بناء أكبر مصفاة للبتروكيماويات في العالم في منطقة راتناغيري بولاية ماهاراشترا غربي الهند.

المصفاة ستقوم بتحويل تربة اللاتريت الغنية بالمعادن في الهضبة المحيطة بقرى الصيادين وبساتين المانجو والصخور القديمة إلى منتجات بتروكيماوية.

يذكر أن المشروع الضخم يتم تنفيذه بالتعاون بين الشركات النفطية الهندية، وشركة أرامكو السعودية، وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك).

وتسببت هذه الخطط في اندلاع احتجاجات غاضبة من قبل السكان المحليين والنشطاء المناهضين للمشروع.

اظهار أخبار متعلقة


أسباب المعارضة
المعارضون للمشروع يعبرون عن قلقهم بشأن تدمير البيئة الطبيعية، حيث تعتبر الهضبة مصدرًا للمياه، وتعتبر منطقة هامة للبحث عن التوت وزراعة الخضروات. كما أن الصيادين يشعرون بالقلق بسبب تأثير المصفاة على ممارسة صيدهم وتقليل فرص الصيد في المنطقة.

كما أن هناك اعتراضات على الطرق القانونية والديمقراطية التي اتخذتها السلطات في التعامل مع المعارضة للمشروع. وتم اعتقال العديد من المتظاهرين والناشطين المناهضين للمشروع، واستخدمت الشرطة الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.

وتعبر المعارضة للمصفاة عن استياء عام في المنطقة، وتشمل القرويين ومزارعي المانجو والنشطاء البيئيين.

وتنقسم الآراء حول المشروع بين من يرون فيه فرصة للتطور، على الرغم من المزاعم بأن المشروع سيؤدي إلى توفير فرص عمل وتنمية اقتصادية في المنطقة، إلا أن المعارضين يشككون في هذه الفوائد المزعومة، ويرجحون أنها ستكون ضارة على المدى الطويل.

ويقول معارضو المشروع، إنه قد يتسبب تلوث الهواء والمياه والتأثيرات البيئية الأخرى الناجمة عن المصفاة في تدهور جودة الحياة والصحة العامة في المنطقة، ما يؤثر على السكان والمحاصيل الزراعية.

اظهار أخبار متعلقة


Image1_620231834458450183615.jpg
قمع متزايد
نشرت شبكة "بي بي سي" تقريرا حول القضية، قالت فيه إن "المعارضة للمشروع تزداد تصاعديًا، وإن الاحتجاجات والاعتقالات قد ازدادت بشكل ملحوظ. يعارض السكان المحليون المشروع بقوة، ويطالبون بحماية بيئتهم الطبيعية ووسائل عيشهم التقليدية. في المقابل، تعتبر الحكومة المشروع فرصة للتنمية الاقتصادية وزيادة الاستقلالية الطاقوية للبلاد".

وأضافت أن مشاريع التنمية الصناعية كهذه غالبًا ما تثير صراعًا بين المصالح الاقتصادية وحماية البيئة والمجتمعات المحلية. ينبغي أن يتم التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية وحماية البيئة وصحة السكان في الأخذ في الاعتبار لتحقيق التنمية المستدامة.

ومن المهم أن تتضمن عمليات اتخاذ القرار في مثل هذه المشاريع مشاركة واستماع السكان المحليين، وضمان تقديم المعلومات الكافية لهم لتمكينهم من اتخاذ قرارات مستنيرة.

ففي أواخر أبريل/ نيسان، اندلعت احتجاجات غاضبة في منطقة راتناغيري بولاية ماهاراشترا غربي الهند، عندما بدأت السلطات بفحص التربة استعدادا للمشروع الضخم.

وتحدى آلاف القرويين، بقيادة نسائية، درجات الحرارة الشديدة في الصيف، حيث تمددن على الطرقات لمنع المسؤولين من دخول الموقع، بينما حلق كثيرون رؤوسهم، وأضربوا عن الطعام لإظهار معارضتهم.

وعندما لم تنجح المحادثات مع القرويين، فرضت الشرطة حظر تجول على تحركاتهم، واستخدمت الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. واعتُقِلت المتظاهرات والناشطات المناهضات للمشروع، حيث قضى بعضهن في الحبس أياما عدة.

التعليقات (0)