قضايا وآراء

وثيقة ومشاريع التحرر من الاستبداد.. مصر نموذجا (1)

إبراهيم الديب
الهدف هو التخلص من الحكم العسكري- عربي21
الهدف هو التخلص من الحكم العسكري- عربي21
أهداف المقال:

1- توجيه ميول الراغبين في الإصلاح إلى الوحدة والاحتشاد على نظرية عمل ومشروع وطني واحد للتحرر من الاستبداد، وبناء دولة الحكم الديمقراطي الرشيد.

2- تمكين العاملين للإصلاح بالأساس الفكري والإطار النظري لمشروع التحرر ومشاريعه الفرعية التفصيلية اللازمة لتحقيقه.

3- تمكين العاملين للإصلاح بنظرية عمل وأدوات عملية للوحدة والاحتشاد في مشروع عمل موحد.

Image1_42023301827727706491.jpg

- معجزات الأنبياء السابقين مادية حسية، ومعجزة الإسلام معجزة فكرية في القرآن الكريم ومنهاج رباني صالح لكل زمان ومكان. ودور المصلحين في كل عصر هو فهم القرآن، وإدراك حقائق ومعطيات الواقع، وإنتاج أفكار وإجابات من وحي فهم حقائق ومقاصد القرآن الكريم للإجابة على تحديات وأسئلة الواقع. وأزمتنا الإسلامية المعاصرة فكرية بامتياز، وأول خطوات التحرر والإصلاح هي مجال الفكر يتبعه التخطيط ثم العمل.

- جهود التغيير والإصلاح متتالية ومنتظمة فكرية ثم خططية ثم تنفيذية، في شكل دورة حياة متجددة تبعث القوة والحيوية الحضارية للمجتمع والأمة.

1- مهام المرحلة الأولى مرحلة التفكير والإنتاج الفكري

1- الاستقراء المستمر لتحديات ومعطيات الواقع.

2- الدراسات القرآنية المتجددة.

3- البحث العلمي في العلوم الإنسانية.

4- الإنتاج المعرفي والفكري المتجدد.

5- تصميم وبناء التصورات والرؤى المستقبلية.

2- مهام المرحلة الثانية مرحلة التخطيط وتصميم المشاريع

6- إعداد الخطط الاستراتيجية.

7- تصميم المشاريع والسياسات.

8- تصميم معايير الأداء ومؤشرات الإنجاز.

3- مهام المرحلة الثالثة مرحلة التنفيذ الميداني:

9- توفير الوسائل والأدوات.

10- تنفيذ البرامج التنفيذية.

11- المتابعة والتقويم والتطوير.

12- تقارير الإنجاز والاستقراء المتجدد للواقع.

- لكل تحول اجتماعي وتغير سياسي شامل في حياة المجتمعات والأمم منظومة أسباب متكاملة، تبدأ بالأفكار ثم نظرية العمل ثم تترجم إلى مشروع ثم استراتيجية عمل تقسّم إلى مشاريع عمل تفصيلية.

هذا هو ما قررته سنن الله تعالى التي لا تبديل ولا تحويل لها، وقننه العقل والمنطق، ووثقه العلم، وعاينته البصيرة البشرية في تاريخ المجتمعات والأمم، ومن ثم الالتزام بها واجب ديني وضرورة منطقية والتزام منهجي علمي، والخروج عليها تمرد على الحق وانحراف عن منهج الله تعالى، وعقوق للمنطق ومجافاة للعلم، وتقصير عن علم في حق الشعب والوطن، وصفحة مؤلمة في تاريخ مصر والعالم.

- الاستبداد حقيقة تاريخية وأزمة واقعية وثقها وحذر منها القرآن الكريم وكشف أسبابها ونتائجها الكارثية على البشر، وبيّن أسباب الوقاية منها، وكيفية مقاومتها والتحرر منها في نماذج قصصية متكررة:

لذلك كان وما يزال وسيظل التحرر من الاستبداد الذي يستعبد الناس من دون الله ويضلهم عن سبيل الله تعالى، ويحرمهم حقهم في الحكم والسلطة وحرية اختيار من يحكمهم، ويستضعف الشعب ويستحيي نساءهم وأموالهم ويذيقهم صنوفا من التجهيل والعذاب والإذلال وسوء العيش والمنقلب.. هو قضيتنا الأولى، وواجب الوقت على كل مسلم ومسلمة. وكما قرر الأصوليون وأهل المقاصد، فليس بعد الفريضة من سنن أفضل من الأعمال المتعدية، وأعظمها تحرير الأمة وشعوبها وأجيالها التالية من ربقة الاستبداد.

- للتدافع والصرع قوانينه، والحرب خدعة تمارَس فيها كافة أشكال الفكر والمكر والحيلة والقبضة الحديدية للنظام الاستبدادي الظالم الغاشم، وملاحقته لكل صاحب فكر ورأي تستوجب على الشعب العظيم الساعي لتحرير نفسه بنفسه من قيود الاستبداد أن يستخدم الحكمة وسعة الحيلة لمقاومه الطاغية المستبد والتخلص منه، عبر امتلاك مشروع واحد وواضح لكل أفراد الشعب، والعمل بنظام وحدة الأفكار التحررية لكافة شرائح الشعب، وتحديد المهام الخاصة بكل مؤسسة وفرد كل بحسب موقعه ومكانه، وفتح باب الاجتهاد لكل موهوب ومبدع في نيل شرف المساهمة بأكبر عدد ممكن من الأسهم في مشروع تحرير شعبه ووطنه، وذلك ما يستحيل على المستبد متابعته أو ملاحقته وحصاره أو وقفه.

وويل لطاغية ومستبد عادى وظلَم الشعب المصري، ذلك شعب حليم صبور، الذي إذا نفد صبره وثار غضبه، ترى منه مفاجآت وعجائب لم يعرفها التاريخ من قبل.

-أهم نماذج تحرر وإعادة بناء وتطور الدول التي عرفها التاريخ البشري:

النموذج الأول: نبي مرسل من الله تعالى يوحي الله تعالى له بمنهج ورسالة يؤمن الناس بها ويجتمعون على تحقيقها، وأهمها في التاريخ الإنساني سيدنا موسى مع فرعون؛ حيث تحقق له التمكين بمعجزة وتدخل إلهي، ثم نموذجنا الإسلامي الأول خاتم الأنبياء وإمام المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش والإمبراطورية الرومانية والفارسية المسيطرة على العالم حينئذ، تم تحرر البشرية والتمكين للمنهج الجديد بفكر وجهد بشري وولاية ربانية مستحقة لفئة عملت بمنهاج الله تعالى ومقررات القرآن الكريم.

النموذج الثاني: الفتح الإسلامي عبر دولة أممية مركزية تقوم بإرسال رُسل ثم جيوش لتحرير شعوب وأقاليم العالم من ظلم الأديان المنحرفة، والنظم الحاكمة المستبدة، ومنها فتح مصر وتحرير شعبها من ظلم الرومان.

النموذج الثالث: قيادة تاريخية ملهمة تمتلك رؤية ومشروع للتحرر وبناء الدولة الجديدة كما في حالة غاندي ومانديلا، ومهاتير محمد وأردوغان مع اختلاف في التفاصيل فيما بينها.

النموذج الرابع: حركة تحرر وطني وثورة عسكرية كما فعل فيديل كاسترو في كوبا ليطيح بحكومة فولغينسيو باتيستا ويؤسس نظاما للحكم الشيوعي في كوبا أكثر طغيانا واستبدادا وظلما وقهرا للشعب الكوبي. ونعده نموذجا غير مطروح من الناحية الشرعية والعلمية والعقلية لمنافاته قواعد الشرع والعلم والمنطق وتاريخ الإصلاح، حيث إن مجتمعنا المصري مجتمع إسلامي تعرض لموجات طويلة من تغييب الوعي تحت سطوة الاستبداد الغاشم، وفي حاجة إلى من يحنو عليه ويصحح وعيه ويوقظ همته، ويعزز ويدير قدراته الذاتية على تحرير نفسه والتحول السلمي التدريجي لنظام حكم ديمقراطي راشد.

النموذج الخامس: نموذج الثورة الفرنسية التي شهدت اضطرابات ممتدة لعقد كامل، والتي انتهت بتحالف القوة الثورية البورجوازية مع دكتاتور جديد هو نابليون وإسقاط المَلكية وتأسيس أسوأ جمهوريات التاريخ البشري؛ ممارسة للاستعمار وتدمير ونهب شعوب ودول بأسرها حتى الآن.

ما نوجزه من دروس مفادها؛ غضب وحراك شعبي غير منظم وغير منضبط يفتقد القيادة والمشروع الإصلاحي الديني أو الأخلاقي، ثم سرقته من قبل دكتاتور طموح يمتلك مشروعا استعماريا، وهذا النموذج مرفوض لدينا شرعا وعلما ومنطقا وتاريخا.

نموذجنا الخاص: ينتمي إلى هدى الإسلام ويقتدي برسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، ويدرك حقائق الواقع المحلي والإقليمي والدولي، ويتعلم من الدروس الإيجابية في التاريخ.

نظرية التحرر من الاستبداد- الكواكبي مالك والديب

في ضوء ما قمت به من دراسات لتحليل الكواكبي للاستبداد وبيان مقوماته وصياغة مبادئ ثلاث أساسية للتحرر: "الوعي والبديل والتدرج السلمي"، وما بيّنه مالك بن نبي حول تغير طبيعة الشعوب تحت الاستبداد وحاجتها إلى إعادة الإحياء الإسلامي، واستعادة فطرتها الإنسانية وعقيدتها الإسلامية، لتمتلك رغبة وإرادة حقيقة للتحرر من العبودية لغير الله ومن الحكم بغير منهج الله تعالى، حتى تكون قادرة على التحرر، وكذلك ما قمت باستكماله من المقومات الخارجية للاستبداد، وبناء مفهوم الوعي الجمعي للمجتمع المسلم ومبادئه ومكوناته ومضمونه وشروطه ومعاييره كأساس لتفكيك المقومات الأساسية للاستبداد.. قمت بتصميم نظرية عمل متكاملة للتحرر الكامل والدائم من الاستبداد المحلى والدولي، وصممت لها استراتيجية تنفيذ تنقلها من النظرية إلى إمكانية التطبيق؛ وضعتها تفصيلا في كتاب نظرية واستراتيجية التحرر الدائم من الاستبداد.

Image1_42023302126347231570.jpg

وثيقة نظرية التحرر من الاستبداد:

استعادة وعي ووحدة واحتشاد الشعب المصري وأمنه وجيشه الوطني لتفكيك وتقويض أركان الاستبداد الظاهرة والعميقة، وحصار عصابة الاستبداد ودولته العميقة والتخلص الناعم منها بأقل تكلفة ممكنة، وإحلالها بهُويَّة ومشروع وطني وقيادات وطنية بديلة، والتحول إلى بناء نظام ديمقراطي راشد حقيقي متكامل الأركان الثقافية والقانونية والمؤسسية.

Image1_42023302228858401365.jpg

مشروعنا الأم الكبير: التحرر من الاستبداد والتحول لحكم ديمقراطي راشد باختيار ومراقبة الشعب.

هدفنا الكبير: تحرير مصر من نظام الحكم العسكري، وتسليم الحكم للشعب ليختار ويدير ويراقب بنفسه.

استراتيجيتنا: الشعب المصري الواعي يتحمل المسئولية متحدا ومحتشدا لتحرير نفسه ونهضه مصر.

حيلتنا المبتكرة: لكل استراتيجية عمل حيلة مبتكرة خاصة ومناسبة لطبيعتها تفاجئ الخصم وتقضي عليه، وحيلتنا هي وحدة الأفكار والمشروع والأهداف، وإن لم يعرف بعضنا بعضا، يكفي أن تتضح وتتكامل أفكارنا، ونفهم ونعيش مشروعنا، وندرك أهدافنا، ويقوم كل منا بتنفيذ واجبه بحكمة وهدوء وتدرج سلمي، مع المحافظة على أنفسنا ومقدرات وممتلكات بلدنا.
التعليقات (0)