سياسة دولية

مؤشرات على تراجع نفوذ أمريكا بالشرق الأوسط بعد تقارب الرياض ودمشق

بالنسبة للأسد فاتفاقية مع السعودية ستكون المظهر الأخير لانتصاره في الحرب - الأناضول
بالنسبة للأسد فاتفاقية مع السعودية ستكون المظهر الأخير لانتصاره في الحرب - الأناضول
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا قالت فيه إن التقارب السعودي- السوري قد يترك الولايات المتحدة على الهامش أثناء فترة من التحولات الدراماتيكية في الجيوسياسة للشرق الأوسط.

وأكدت الصحيفة في تقرير لمراسليها من الشرق الأوسط، أن السعودية وسوريا تقتربان من إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد وساطة روسية، حسبما قال مسؤولون سعوديون على معرفة بالمفاوضات.

وقالت الصحيفة إن المحادثات مستمرة بعد جولات من النقاش في موسكو والرياض جرت في الأسابيع الماضية. ولو تم التوصل لاتفاق فسيكون بمثابة خطوة مهمة لإعادة دمج سوريا ورئيسها بشار الأسد في المنطقة بعد حرب أهلية شرسة.

ورأت الصحيفة أنه بعد الصفقة التي رعتها الصين لإعادة العلاقات بين السعودية وإيران فإن بروز التقارب بين دمشق والرياض لو لم يحدث ما يوقفه سيجعل الولايات المتحدة بعيدة عن تطور جديد في المنطقة.

وقال مسؤولون في سوريا والسعودية للصحيفة، إن المحادثات تهدف إلى صفقة قبل الزيارة المحتملة لوزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان إلى دمشق بعد عطلة عيد الفطر، نهاية الشهر المقبل. ولكنهم حذروا من أن المحادثات قد تنهار.

وقال التلفزيون السعودي الرسمي يوم الخميس إن المفاوضات بدأت مع سوريا لاستئناف الخدمات القنصلية في كلا البلدين.

اظهار أخبار متعلقة


وقطعت السعودية وسوريا العلاقات بينهما في 2012 بسبب رد الأسد على الاحتجاجات السياسية التي أعقبت اندلاع ثورات الربيع العربي وما فعله في أثناء الحرب الأهلية.

وساهمت السعودية في تنظيم عملية إخراج سوريا من الجامعة العربية وقدمت الدعم لمعارضة الأسد ولعدة سنوات.

وتوصلت الحكومة الروسية إلى اتفاق مبدئي عندما زار الأسد موسكو في الأسبوع الماضي، حسب قول مسؤولين سعوديين وسوريين ومن دول عربية أخرى لها علاقات بالمحادثات.

وزار مسؤولون سوريون بارزون السعودية في الأسابيع الأخيرة. ولو تم التوصل لاتفاق رسمي فستكون سوريا ضمن أجندة الجامعة العربية واجتماعها المقبل في السعودية بأيار/مايو المقبل، أي إعادة عضويتها للجامعة والتصويت على المساعدة في عمليات الإعمار وإعادة دمج البلد في النظام العربي من جديد.

وتعلق الصحيفة أن معظم العالم العربي قد تحرك منذ بداية الربيع العربي عام 2011 وأطاح بحكومات في الشرق الأوسط.

وقام الأسد بالتواصل مع عدد من الدول العربية لإنهاء عزلته، وقال وزير الخارجية السعودية قبل فترة إن "الوضع الراهن لا يمكن استمراره".

وشجعت إيران سوريا على عقد صفقة مع السعودية بعد توصل الرياض وطهران لصفقة في بيجين لاستئناف العلاقات التي قطعت عام 2016، حسبما قال مسؤولون إيرانيون ومستشارون سوريون.

وقال مسؤولون عرب على معرفة بالمحادثات إن عمان والأردن دعمتا التقارب بين دمشق والرياض. وكان التركيز في المحادثات على الأمن، حسبما قال مستشارو الحكومة السورية. وتريد المملكة حل موضوع المعتقلين السعوديين الذين ألقي القبض عليهم بعد انضمامهم إلى الجماعات الجهادية أثناء الحرب الأهلية. وتريد دمشق مساعدة من الرياض لقطع الدعم للتجنيد في الجماعات الأصولية التي تقاتل في سوريا، حسب قول المسؤولين.

وأي اتفاق سيحصل بين السعودية وسوريا وبرعاية روسية سيكون بمثابة دبلوماسية صاخبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان. فقد قام ولي العهد الذي يحكم السعودية بشكل فعلي بإعادة ضبط العلاقة مع الولايات المتحدة التي ظلت الحامي الرئيسي للمملكة وأقام علاقات مع الصين وروسيا.

وواجه ولي العهد عزلة دبلوماسية بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي، ولكنه حاول الالتزام بالحياد منذ بداية الحرب في أوكرانيا العام الماضي. وحاول استخدام فرصة الحرب لتشكيل سياسة خارجية مستقلة تستند على نفوذ المملكة كأكبر مصدر للنفط في العالم.

اظهار أخبار متعلقة


وقالت كارين يونغ، الباحثة في الشرق الأوسط بمركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا: "الدول المصدرة للنفط والديكتاتورية تشترك فيما بينها بالعديد من الملامح أكثر من الغرب الديمقراطي واستخدامه العقوبات ونفاقه فيما يتعلق بالسيادة".

وأضافت: "التوجه العام هو الإجماع على اعتبار عدم التدخل في الشؤون المحلية كمبدأ". وستعزز الوساطة الروسية بين السعودية وسوريا موقع موسكو في المنطقة، فقد كان الطيران الروسي حاسما في بقاء الأسد بالسلطة كما وتقرب الرئيس فلاديمير بوتين من السعودية وتعاون معها في منظمة أوبك وأسعار النفط العالمية.

وبالنسبة للولايات المتحدة فإن الصفقة هي تذكير بأن تأثيرها يتلاشى بالمنطقة، رغم ما لديها من قوة عسكرية ودبلوماسية متفوقة فيها.

ولا تزال القوات الأمريكية في سوريا حيث تقوم بعمليات مشتركة مع المقاتلين الأكراد ضد تنظيم الدولة. ولكن البيت الأبيض أرسل رسائل بأنه يريد حرف التركيز عن الشرق الأوسط باتجاه الصين، وهو ما بدا في تقرير نشرته الصحيفة يوم الخميس عن خطط أمريكية لإرسال طائرات حربية قديمة إلى المنطقة ونقل الأحدث منها إلى منطقة الباسيفك.

وقال ويليام ويشسلر، المسؤول السابق في وزارة الدفاع ومدير مركز رفيق الحريري في واشنطن، إن "أهم عامل مؤثر على المنطقة هو مفهوم الانسحاب الأمريكي الذي يخلق فراغا دفع الدول الأخرى للدخول إليه".

وشهد الشرق الأوسط في السنوات الماضية تسوية لملفات وإعادة تشكيل للصفوف، فقد حلت السعودية خلافها الدبلوماسي مع قطر وسوت مشاكلها مع تركيا وخفتت النزاعات الطويلة في ليبيا واليمن وسوريا.

وتواصل الولايات المتحدة محاولاتها لتطبيع العلاقات السعودية مع إسرائيل، لكن هناك عقبات كبيرة. ويقول فابريس بلانش، أستاذ شؤون الشرق الأوسط بجامعة ليون الثانية في فرنسا "بعد الاتفاقية السعودية- الإيرانية وتقارب محتمل بين سوريا والمملكة، يعني أن الولايات المتحدة همشت" و"تقوم دول الشرق الأوسط بصناعة السلام بدون واشنطن".

وبالنسبة للأسد، فاتفاقية مع السعودية ستكون المظهر الأخير لانتصاره في الحرب التي مضى عليها 11 عاما، وليس فقط ضد المعارضة، ولكن مجموعة من الدول التي دعت للإطاحة به بما فيها الولايات المتحدة والسعودية. واستخدم الأسد كارثة الهزة الأرضية الشهر الماضي للدفع بالدبلوماسية، وزار عمان والإمارات العربية المتحدة، لكنه لا يزال منبوذا في عدد من دول العالم وبأدلة عن استخدامه السلاح الكيماوي ضد السوريين وأشرف على قتل عشرات الآلاف من المدنيين.
التعليقات (2)
مواطن عربي بسيط
الجمعة، 24-03-2023 07:08 م
تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" فيه دجل و تضليل . الربائب ، أي من تربوا على أيدي نفس السيد لا يملكون سوى تنفيذ تعليمات السيد . نقطة أول السطر .
ناقد لا حاقد
الجمعة، 24-03-2023 04:43 م
عن اي تراجع نفوذ تتحدثون هههه هل لسوريا الوحش اي قيمة على الساحة الدولية ...الهدف الاول و الاخير للنظام السوري الارهابي هو ت الشعب السوري و الظلم السعودية يدفع الجزية لامريكا...هاته المقالات هدفها الضحك على العرب و ايهامهم اهم حقا تفوقو على النفوذ الامريكي