اختراع مصري واعد من قصب السكر.. يعيد تكوين الفك وتمعدن الأسنان

pexels-andrea-piacquadio-3779706
CC0
  • مهند العربي
  • الإثنين، 30-01-2023
  • 01:48 م
توصلت الباحثة المصرية بمعهد بحوث طب الأسنان والفم بالمركز القومي للبحوث، إنجي صفوت، إلى علاج للفم والأسنان من قش الأرز وقصب السكر، بدلا من حرقه والتخلص منه.

وقامت الباحثة باستخدام المكونات غير المألوفة في صناعة مواد نانومترية حيوية، تساعد في تكوين عظام الفك وتدخل في منتجات تساعد على إعادة تمعدن الأسنان، وكذلك توصيل المركبات الدوائية للأماكن المستهدفة في الفم وذلك بعد العديد من التجارب والأبحاث المخبرية.

وفي تفاصيل البحث الذي نشرته مؤخرا تقول الباحثة إن مادة "السيليلوز" تحضر من مخلفات النباتات الزراعية وعلى رأسها قش الأرز ولب قصب السكر، حيث تم استخلاصها وتحويلها لمادة جديدة بحجم النانو، بحسب ما صرحت به لمواقع محلية.

اظهار أخبار متعلقة



ولفتت الباحثة إلى أن هنالك منتجا آخر يحضر من السيليلوز المستخرج من لب قصب السكر وبودرة الزجاج النشط، يسهم في تعويض المعادن المفقودة من مينا الأسنان بسبب التسوس.

أما المنتج الثالث فعبارة عن علاج دوائي لأمراض الفم واللثة، له خصائص المضاد الحيوي بجرعات صغيرة مناسبة في المكان المصاب في اللثة مباشرة، يغني عن تناول المريض الدواء عبر الفم.

وأضافت أنه بالنسبة للعلاج بالسيليلوز المستخرج من هذه المواد يتم ملء الفجوات الموجودة بالعظام والتي تسببها الأورام والخراجات عن طريق الحقن، مشيرة إلى أن تلك تعد ميزة حيث أن عملية الحشو الطبيعية تتطلب جراحة.

تجارب ناجحة

وأشارت، إلى أنه تم تجربة المادة وحقنها في المختبر مع خلايا عظمية على الكلاب، وحققت نجاحا كبيرا، نظرا لأن طبيعة قش الأرز المستخرج منه "السيليلوز" يحوي مادة هامة هي "السليكا" التي تساعد على نمو العظام.

وأوضحت، أن استخدام مواد من الطبيعة في علاج الإنسان، يضمن عدم وجود أي تأثير عكسي على جسم الإنسان، مشيرة إلى أن العظام تبدأ في التكوين من جديد في الفراغات الموجودة بالفك بعد 40 يوما فقط.

إضافة جديدة

من جانبه، قال طبيب الأسنان أحمد الحمصاني إن مثل هذه الابتكارات إضافة جديدة في عالم طب الأسنان، خاصة أنها تأتي من منتجات البيئة وليس هناك أي مخاوف منها، وبالتالي هذه خطوة هامة، وإضافة تساعد المرضى على الشفاء من بعض أمراض الأسنان الشائعة.

اظهار أخبار متعلقة



وأضاف الحمصاني لـ"عربي21 لايت" أنه "يجب تجريب مثل هذه الاختراعات واختبارها أكثر من مرة، ليس فقط على الحيوانات ولكن لا بد من تجارب سريرية حتى تكتمل الفائدة، ويجب تشجيع أي باحثة أو باحث، خاصة إذا كان من الشباب لمزيد من الابتكارات والإنتاج العلمي المفيد للبشرية بشكل عام".

خطوة يجب تعميمها

وفي سياق تعليقه قال الباحث في الدراسات البيئية وتدوير المخلفات بجامعة عين شمس، أحمد المصري، إن هذا الإنجاز مهم ويبشر بخطوات طيبة في هذا المجال، وبداية تحقيق طموح وحلم نسعى إليه منذ فترة طويلة، وهو الاستفادة من المخلفات من ناحية والتخلص منها بطريقة آمنة من ناحية أخرى، إذ كان المعتاد حرق مثل هذه المخلفات وهو ما يترتب عليه أضرار خطيرة تتعلق بتلويث البيئة.

ويضيف المصري لـ"عربي21 لايت": "أما ما كشف عنه البحث المشار إليه فهو إنجاز كبير، خاصة أنه تم من خلال مؤسسة كبيرة ومرموقة وهي المركز القومي للبحوث، ما يمنح هذه الخطوة المصداقية، فضلا عن تحقيق إنجاز علاجي مهم ومتميز في مجال متقاطع مع حياة عدد كبير من الناس، وهو طب الأسنان"، مطالبا بضرورة تعميم هذه التجارب في مجالات أخرى ومؤسسات أخرى وتسليط الضوء على أي نجاح في هذا السياق.
شارك
التعليقات