الغازات الخاملة

لم يتوقع كثير من الخبراء بأن تدخل الغازات الخاملة حلبة الصراعات الدولية وعالم الحروب، ولاسيما بعد الغزو الروسي لأوكرانيا


أسفر الغزو الروسي لأوكرانيا عن نقص حاد في إنتاج وتصدير الغازات الخاملة وأهمها "غاز النيون"، ما سبب إرباكا كبيرا في سلاسل إمداد الغازات النبيلة.. فما هي الغازات الخاملة؟ وكيف دخلت حلبة الحروب والصراعات الدولية؟

لم يتوقع كثير من الخبراء ولا في أسوأ كوابيسهم أن تدخل (الغازات الخاملة) حلبة الصراعات الدولية وعالم الحروب وبقوة، لاسيما بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، إلا أن ما حدث واقعا كان بخلاف التوقعات، ولسببين رئيسين؛ أولهما أن روسيا تنتج 30% من الإمدادات العالمية لغازات النيون والكريبتون والزينون، وثانيهما أن أوكرانيا تعد أكبر منتج لهذه الغازات في مصانعها بمدينتي (ماريوبول) و(أوديسا).

ولطالما لعبت شركة (كريون) الأوكرانية دورا كبيرا في الإنتاج العالمي لأشباه الموصلات، حيث كانت الشركة الأوكرانية تنتج وبالدرجة الأساس غاز النيون الذي يدخل في صناعة وتحفيز الرقائق الإلكترونية، وقد تسببت الحرب الأخيرة بتعطيل سلاسل إمداده، فضلا عن إنتاج هذه الغازات، مصحوبا بارتفاع أسعارها، وشمولها بالعقوبات الروسية المضادة ردا على حظر الغاز والنفط الروسي، مشفوعا بحظر بيع الرقائق الإلكترونية إلى روسيا، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغازات الخاملة عشرات الأضعاف، فيما البحث جار لإيجاد بدائل لها في الأسواق العالمية.

ما هي الغازات الخاملة؟


يطلق عليها اسم (الغازات الخاملة ) لقلة تفاعلها مع العناصر الأخرى، وتضم الغازات الخاملة أو النبيلة كلا من الهيليوم والنيون والأرغون والزينون، إضافة إلى الرادون والأوغانيسون والكريبتون.

وتدخل بمجملها في عشرات الصناعات المهمة، لاسيما المصابيح والأجهزة الدقيقة والرقائق الإلكترونية، وتصدر روسيا وأوكرانيا معا معظم إمدادات الغازات الخاملة للسوق العالمية، وفي مقدمتها (النيون)، حيث تستحوذ أوكرانيا على أكثر من نصف النيون الذي يحتاجه العالم، فيما تستحوذ روسيا على 30% من الإنتاج العالمي، ووجهة التصدير غالبا ما تكون الصين واليابان وكوريا الجنوبية  وتايوان، فضلا عن الولايات المتحدة.

أهمية مضاعفة

أهمية روسيا وأوكرانيا لا تقتصر على إنتاج وتصدير  "غاز النيون "، وإنما على الكريبتون والزينون كذلك، فالكريبتون ويعني (المخفي)، والذي اكتشف سنة 1898، يدخل في محركات الدفع لمجموعة من الأقمار الاصطناعية، فيما يستخدم (ليزر فلوريد الكريبتون) لتتبّع مسارات التفاعلات النووية، كما يُستخدَم الكريبتون السائل لبناء المِسعَرات الكهرومغناطيسية، إضافة إلى استخدامه بمجال الطبّ النووي، والرنين المغناطيسي والتصوير الفوتوغرافي. أما الزينون، ويعني (الغريب)، والذي اكتشف أول مرة عام 1898، فيدخل في عمل المحطات النووية، والتلفزيون والراديو وصناعة مصابيح أعماق البحار، فيما تحافظ أنظمة دفع (أيونات الزينون) على بقاء بعض الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية في مدارها، كما يستخدم الزينون لعلاج أنواع معينة من السرطان، وفقًا للجمعية الملكية الكيميائية.

التعليقات (0)