صحافة إسرائيلية

صراع بين الأحزاب الإسرائيلية على الصوت الروسي خلال الانتخابات

أصوات اليهود من أصل روسي تساوي 15 مقعدًا في الكنيست- جيتي
أصوات اليهود من أصل روسي تساوي 15 مقعدًا في الكنيست- جيتي

مع اقتراب يوم الاستحقاق الانتخابي الإسرائيلي خلال أقل من عشرين يوما، بدأت الأحزاب الإسرائيلية توجه جهودها الدعائية نحو جمهور مهم بالنسبة لها، وهم اليهود القادمون من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، لأن احتساب أصواتهم يكشف أن لديهم القدرة على تصعيد 15 عضو كنيست، مما قد يؤثر على نتائج الانتخابات، وربما يؤدي إلى نهاية الأزمة السياسية المستحكمة في دولة الاحتلال منذ أربع سنوات.

هذه القناعة المتزايدة تسلط الضوء على هوية الحزب الإسرائيلي الأقوى تأثيرا بين هذه الكتلة الانتخابية الثقيلة، وهم يهود الاتحاد السوفيتي السابق، وسط الإعلان عن حزب إسرائيلي جديد "انضم للقتال" للحصول على أصواتهم، مع الكشف عن خطة لحزب الليكود لإبقاء حزب "يسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان، الذي يمثل أولئك اليهود، لعدم اجتياز نسبة الحسم.

دافنا ليئيل المراسلة الحزبية في "القناة 12"، أكدت أن "المعركة الانتخابية الإسرائيلية بدأت للحصول على الصوت الروسي، وسط إعلان حزب الليكود أن هدفه المركزي يتمثل بإسقاط حزب "يسرائيل بيتنا"، والعمل على إضعافه، رغم أنه تاريخيا يحتكر أصوات الناخبين الروس، وفي الوقت ذاته فقد ظهرت توترات بين الأخير وحزب "يوجد مستقبل" بزعامة رئيس الحكومة يائير لابيد الذي لم يتردد بمغازلة بعض الشخصيات المؤثرة في أوساط اليهود الروس".

وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الحزب الجديد الذي انضم للمعركة اسمه "30/40" أسّسته ستيلا وينشتاين، التي دعت لفتح الصالات الرياضية خلال فترة كورونا، وبعد أن كانت على قائمة "يسرائيل بيتنا"، لكنها منذ عامين انتقلت إلى معسكر اليمين، والآن تعود قائدة لحزب مصمم لمناشدة الجيل المتوسط من يهود الاتحاد السوفيتي السابق، مع العلم أنه منذ أسابيع كان حزب الليكود يبحث عن شخصية من اليهود السوفييت لخوض الانتخابات وجذب أصواتهم تكون منافسة لليبرمان، حيث يعكف الليكود على عدم السماح للأخير باجتياز نسبة الحسم، من خلال حرق الأصوات المؤيدة له وسط أولئك الناخبين".

وأوضحت أن "هذا الحزب الجديد لا يخفي توجهه لخوض معركة سرية من أجل الحصول على أصوات اليهود المهاجرين من الاتحاد السوفيتي السابق، وتم توزيع عشرات الفيديوهات السامة ضد ليبرمان على الإنترنت، بما في ذلك اتهامه بالطلب من مساعده قبل 20 عاما قتل ضابط شرطة، وهو مقتنع بأن الليكود وراء هذه الإشاعة، في محاولة مكشوفة لإقصائه سياسياً، والآن يمكن الكشف رسميا من تقرير داخلي لليكود عن توجهه لإبقائه دون نسبة الحسم".

لعل إلقاء نظرة على أجواء الدعاية الانتخابية حامية الوطيس هذه الأيام يكشف بما لا يدع مجالا للشك عن حجم الدعاية العدوانية على الشبكات الاجتماعية باللغة الروسية، وتوظيف 50 عاملاً ميدانيًا للتواصل مع اليهود الروس من الباب إلى الباب، ووضع متحدثين بالروسية في جميع مراكز الاقتراع القوية الموصوفة بأنها "ذهبية".

مع العلم أنه منذ بداية الحملة الانتخابية، أنفق حزب "يسرائيل بيتنا" ما قيمته 64 ألف شيكل، قرابة 20 ألف دولار، في الإعلان على الفيسبوك باللغة الروسية، أما حزب "يوجد مستقبل" بزعامة لابيد فأنفق على هذه الدعاية الروسية 35 ألف شيكل، قرابة 11 ألف دولار، رغم أن ناخبيه ليسوا من يهود الاتحاد السوفيتي السابق، لكن الليكود من جهته شارك في هذه اللعبة وأنفق عليهم 13 ألف شيكل، قرابة 4 آلاف دولار.

بلغة الأرقام، فإن سبب مغازلة كل الأحزاب الإسرائيلية لليهود القادمين من الاتحاد السوفيتي السابق واضح جدا، فأصواتهم تساوي 15 مقعدًا في الكنيست، صحيح أن ليبرمان لا يزال يتمتع بتعاطف كبير منهم، لكن المعركة تزداد قسوة وصعوبة بينهم، حيث يعتزم 25٪ منهم التصويت لحزب الليكود هذه المرة، فيما يستقر حزب ليبرمان على نسبة 21٪، وفي حزب لابيد تضيق الفجوة، ويقتربون من ليبرمان، حيث يعتزم 17٪ منهم التصويت له، فيما 9٪ لم يقرروا بعد، و28٪ صوتوا للأحزاب الأخرى.

 

التعليقات (0)