مدونات

عيد المعلم

كاتب آخر
كاتب آخر
في هذا اليوم وهذه المناسبة الأنيقة، إلى كل معلم تعب واجتهد وأثمر تعبه تلك الثمار الطيبة وتلك الورود المعطرة عطرا ينثر عطاء إيجابيا في شتى حقول الحياة، علما ومعرفة وثقافة، لصنع ذلك الجيل العربي الذي يؤمن بعمق بجذر العروبة، وأحقيتها في مكانة يانعة متميزة في درجات القوة والمتانة العالمية.. عبارات الورود الزاهية المنمقة.

عيد المعلم ليس كلمة بسيطة تنطق وتردد، لكنها ذات معنى ودلالة عميقة، فهو الوفاء والإخلاص لمبدأ اختطه وسار عليه جيل من أبناء الإنسانية الصادقة.. هم المعلمون (ذكورا وإناثا) كانوا قطعوا وعدا وبروا به صيفا شتاء وفي أصعب الظروف الحياتية، ليعطوا لهذه الرسالة الإنسانية معناها الصحيح.

ياه.. كم تعبوا وسهروا الليالي لتحضير الدرس للطلبة، ياه كم صارت اللوحة جميلة بهية الطلة عندما ظهرت نتيجة الثانوية العامة وإذا بأغلب المجموعة الطلابية بعلامات النجاح ترافقها الابتسامات والضحكات العالية!

تحية اعتزاز لك يا صانع الأجيال وحافظ اسم العروبة والأقصى الشريف وفلسطين، تعبت وأجهدت نفسك لكن كان الوسام لك أنتَ يا معلم الأجيال الطيبة، هو كذلك وسام العزة والكبرياء والشموخ. في عيدكم الميمون هذا أحلى الأمنيات وأطيب الدعاء لتبقوا زينة العلم ومنارته التي رست وترسوا دوما على شاطئ الأمان والخير، للمجتمع العربي كله.

سيروا يا سادة المعرفة وعنوانها الأصيل قوارب إبداع وتميز لهذا الجيل العربي الصاعد، سيروا به إلى ذلك البر والشاطئ الحلو الجميل كفاءة واقتدارا في مختلف فروع الحياة وحقولها المتشعبة الكثيرة، أبقوا الشراع منصوبا قويا ليكون علامتكم في الجدارة والاستحقاق فأنتم البذرة الطيبة التي نمت فأعطت كل الخير، كماء النبع الصافي لذة لعطاشى البناء والتعمير للأرض وللإنسان.

في عيدك يا معلم الأجيال تبتسم سنابل القمح، تداعبها الريح الصافية لتقول هذه هي العروبة وهذه أجيالها القوية القادرة على مد الشراع إلى ذلك المدى البعيد جدارة واستحقاقا.

كل عام وأنت بوافر الخير ومزيد العطاء لخير العروبة وأبنائها، سيروا فطريقكم أخضر تزينه الإرادة والعقول النيّرة الواعية وتقول لكم عيدا سعيدا. دمتم ودام العطاء حليفكم فأنتم الياسمين وعطره الفواح أناقة وحلاوة وجمالا.

عيد المعلم عيد العلم وهيبة العلم والعلماء. هو بداية الخريف وانتظار حبات المطر وشتاء الخير وعجلة المواصلة والنمو ورسالة التميز والإبداع. إبداع أمة عربية.. فهو الحال الواجب بلا توقف لكن متابعة النهوض واليقظة تكريما لك أنت سفير الإنسانية وعلامتها باسمك الأنيق "المعلم". والجيل يبقى منك يتعلم وتبقى في ذاكرة الحياة أنت المعلم الذي أعطى فاستحق وسامه تلك النجمة اللامعة في أصقاع الأرض كلها، تنادي صوتا قويا: هذا معلمي قدمني بأبهى حلة وأجمل صورة. صرت الإرادة والصمود، صرت القدوة وعبرت الحدود. أنا هي العروبة الطيبة، رسمة للخير وعنوان العطاء. شكرا معلمي شكرا معلمتي، عيد سعيد وكل عام وأنتم عنوان التميز والعطاء. ها قد حفظتم وصية الآباء وأحاديث الجدود.
التعليقات (0)