صحافة دولية

FP: "اتفاقات أبراهام" للتطبيع مع الاحتلال فقدت بريقها

صورة اتفاق التطبيع العربي الإسرائيلي (الأناضول)
صورة اتفاق التطبيع العربي الإسرائيلي (الأناضول)

نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا قالت فيه إن "اتفاقيات أبراهام"، التي طبّعت على ضوئها أربع دول عربية العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، فقدت بريقها بعد سنتين من إمضائها.


وفي 15 أيلول/ سبتمبر 2020، وقع الاحتلال الإسرائيلي والإمارات والبحرين اتفاقيات تطبيع العلاقات التي أسماها البيت الأبيض "اتفاقيات إبراهام" ثم انضمت إليها المغرب والسودان، برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.


وقالت المجلة إن "اتفاقيات أبراهام، التي يمكن القول بأنها واحدة من الإنجازات القليلة في السياسة الخارجية لإدارة ترامب، احتفلت بالذكرى السنوية الثانية لها وسط مؤشرات متزايدة على أن تجاوز الاتفاقات للقضية الفلسطينية يثير تساؤلات جدية حول دورها كوسيلة للسلام".


وبحسب المجلة، "مهدت الاتفاقات الطريق لظهور وازدهار العلاقات السرية، ووضع حد للنبذ الإسرائيلي شبه الكامل في العالم العربي. من خلال فتح الباب لتحسين العلاقات مع بعض الجيران، حيث ساعدت في ترسيخ مكانة إسرائيل كقوة إقليمية ثقيلة".


وتابعت: "كانت هناك بعض المكاسب الرئيسية لإسرائيل، حيث تم توقيع اتفاقية تجارة حرة مع الإمارات هذا العام، مما يمهد الطريق لما يتوقع المسؤولون أنه سيكون 10 مليارات دولار في التجارة الثنائية في غضون خمس سنوات. ووقع البلدان اتفاقيات في مجموعة من المجالات، بما في ذلك الطب والاستثمار الثنائي والسفر إلى الفضاء".


على المستوى الرمزي، كانت هناك أيضًا معالم، حيث وضع ابن زايد بشكل مؤثر إكليلا من الزهور في ياد فاشيم، المركز العالمي لإحياء ذكرى الهولوكوست، وتحدث عن الحاجة إلى التسامح. بالنسبة لأمة لا تزال تعاني من الصدمة مما فعله النازيون، كانت هذه خطوة نحو ثقب إنكار الهولوكوست المتفشي في العالم العربي، بحسب المجلة.


وشهد العام الثاني لاتفاقات إبراهيم بدايات ما يسميه المسؤولون الإسرائيليون "الهيكل الإقليمي" الذي يهدف، إلى حد كبير، إلى مواجهة إيران. 


وأشارت المجلة إلى أن القمة التي عُقدت في إسرائيل في آذار/مارس أظهرت مدى تحسن الموقف الاستراتيجي لإسرائيل، حيث جمعت وزراء خارجية إسرائيل والإمارات والبحرين ومصر والمغرب والولايات المتحدة. حتى تركيا حسنت العلاقات الجليدية مع إسرائيل في أعقاب الاتفاقات.


لكن بعد مرور عامين، بدأت الاتفاقات تفقد بريقها لأنها داخل إسرائيل طغت عليها اشتداد الصراع مع الفلسطينيين. في ذلك الوقت، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، بنيامين نتنياهو، بالاتفاقات ووصفها بأنها انفراج لأنها فصلت التطبيع مع الدول العربية عن أي سلام إسرائيلي مع الفلسطينيين. ما بدا وكأنه اختراق يبدو الآن أنه أكبر عيب للاتفاقات.


بعد حربين في غزة ووسط عدم الاستقرار في الضفة الغربية، قيل إن الغارات العسكرية الإسرائيلية تهدف إلى إحباط أعمال العنف وأن الهجمات الفلسطينية تضع جدول أعمال البلاد إلى حد كبير.


وذكرت صحيفة "هآرتس'' العبرية الأسبوع الماضي أن عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية لعام 2022 قد بلغ بالفعل أعلى إجمالي له منذ سبع سنوات وأن الهجمات الفلسطينية ارتفعت أيضًا بشكل حاد. 


وفي إطار التصعيد الحالي في أعمال العنف، قُتل الرائد الإسرائيلي بار فلاح الأربعاء الماضي عشية الذكرى السنوية لاتفاق أبراهام على يد مسلحين فلسطينيين قتلا بعد ذلك برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.


 تسببت خسارة فلاح في موجات حزن في المجتمع الإسرائيلي المتماسك. وفي اليوم التالي، قتلت القوات الفلسطينية عدي صلاح، 17 عاما، بالرصاص خلال ما قال الجيش إنها اشتباكات مسلحة.


ونقلت المجلة عن قال ألون ليل، المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية قوله إنه ربما تكون اتفاقيات أبراهام قد رفعت مكانة إسرائيل الإقليمية، لكن ذلك لم يُترجم إلى روح الكرم مع وجود المشكلة الأقرب.


بدورها، غردت الصحفية في "هآرتس" شيرين فلاح قائلة: "نعم، من الصعب أن تكون مواطناً عربياً في إسرائيل هذه الأيام"، بينما كان دبلوماسيون إماراتيون يستضيفون حفلاً حاشداً للاحتفال بالذكرى السنوية. 

كما أن الاتفاقات لم تفكك العالم العربي بالضبط، حيث أظهر استطلاع حديث أجراه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن 26 بالمائة فقط من الإماراتيين يرون آثارًا إقليمية إيجابية من اتفاقيات إبراهيم. أما بالنسبة لجانب "التواصل بين الناس" الذي يتم التبجح به كثيرًا في الاتفاقات، فإن هذا لم يتحقق تمامًا. 

 

اقرأ أيضا: واشنطن: ملتزمون بتوسيع التطبيع بين "إسرائيل" والدول العربية

وعلى الرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إن عشرات الآلاف من الإسرائيليين يسافرون إلى دبي كل شهر، إلا أن الإماراتيين لا يردون الجميل. 


وفقًا للأرقام التي نقلتها صحيفة "هآرتس" الأسبوع الماضي، زار إسرائيل 3600 سائح فقط من الإمارات والبحرين والمغرب منذ آذار/ مارس.

 

التعليقات (1)
محمد غازى
الإثنين، 26-09-2022 06:54 م
إتفاقات أبراهام ولدت ميته! دخلها أحقر ألعرب، إبتداء بالإمارات والبحرين؟! من هى ألإمارات والبحرين من ألعرب؟ أنعم ألله على ألأولى بالنفط وجعل منها بلدا ثريا،ولكن أقام فيها حكومة كفرت بما أنعم ألله عليها، بإعترافها بإسرائيل عدوة ألعرب والمسلمين والتى تعملحاليا على هدم ألأقصى وإقامة ألهيكل مكانه! هل تجرأت أى دولة من ألمطبعين معاتبة إسرائيل ، مجردمعاتبه على ما تقوم به يوميا فى ألأقصى من إقتحامات وتدنيس؟ طبعا لا!!!! ماذا أقول بعد؟ غضب ألله قادم على ألمطبعين ألجبناء،وألأيام بيننا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!