قضايا وآراء

ماسبيرو بين الإحالة للتقاعد والمكانة التاريخية

هشام عبد الحميد
1300x600
1300x600
هالني خبر إحالة مبنى ماسبيرو للتقاعد الإعلامي، وتبدل وظيفته التاريخية التي ولد لأجلها هذا المعمار المسمى بماسبيرو، وانتقال الرسالة الإعلامية بكل مشتملاتها إلى العاصمة الإدارية الجديدة، على أن يتحول مبنى ماسبيرو إلى نشاط تجاري سياحي، يقدم الترفيه والتسلية والتسوق من خلال سلسلة مولات ودور عرض سينمائي ومحلات تجارية وخلافه.

هاج وماج الكثير من المنتمين إلى المبنى القديم بوصفه تاريخا، لا بد من احترامه والإبقاء على وظيفته الإعلامية التي بني من أجلها.

ورأى البعض الآخر أن مبنى ماسبيرو بوضعه الحالي، أصبح عالة على الجميع ومكلفا لميزانية الدولة، دونما عائد حقيقي من ورائه.
نكون قد أبقينا على ماسبيرو مع تغيير استراتيجي، أو بخطوات تتفق مع الحداثة التكنولوجية وتتوافق مع المتغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية، أيضا نكون قد نقلنا المركز الإعلامي للعاصمة الإدارية ليتوافق مع المنظومة الإدارية الطموحة

فقد شاخ المبنى وشاخ معه إعلامه أيضا، ولكن مع احترامنا لآراء كلا الطرفين، نرى برغم اعتراضنا على شكل المعمار الأساسي لماسبيرو، وأنه جاء بشكل مباشر أو غير مباشر، مقصود أو غير مقصود، متماهيا مع شكل المعمار الذي تكرسه الحكومات المستبدة الفاشيستية، التي دوما تلجأ إلى المعمار الأصم الضخم الذي يكرس منظومتها، في انصياع المجموع لحكم الفرد وضآلة هذا الفرد أمام النظام الحاكم بمؤسساته وأجهزته. برغم وجهة نظري هذه، فكنت أتمنى أن يظل مبنى ماسبيرو، ويتم تجديد استديوهاته، ويتحول إلى مركز ضخم لخدمات إعلامية وسينمائية، سواء للداخل أو الخارج. وهذا لن يمنع انتقال الإعلام المصري ومركزه للعاصمة الإدارية الجديدة.

من وجهة نظري، نكون قد أبقينا على ماسبيرو مع تغيير استراتيجي، أو بخطوات تتفق مع الحداثة التكنولوجية وتتوافق مع المتغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية، أيضا نكون قد نقلنا المركز الإعلامي للعاصمة الإدارية ليتوافق مع المنظومة الإدارية الطموحة في التطوير والإحلال.

ولكني لا أرى من الصواب أن نغير جوهر مبنى ماسبيرو ليتحول إلى مجرد وعاء تجاري استهلاكي لا أكثر. فمن غير المقبول ولا المعقول أن تفترش أحجار الأهرام لتصبح موائد للطعام والشراب.. أليس كذلك؟!
التعليقات (0)