صحافة دولية

تحذير إسرائيلي من تصاعد "الخطر الوجودي" مع قرب الانتخابات

انتخابات  إسرائيل  الكنيست  الانتخابات الإسرائيلية- جيتي
انتخابات إسرائيل الكنيست الانتخابات الإسرائيلية- جيتي
في الوقت الذي يتحضر فيه الإسرائيليون للذهاب إلى صناديق الاقتراع بعد أسابيع قليلة في جولة انتخابات مبكرة خامسة، فإن القناعات المتزايدة في أوساط المثقفين منهم أنه مهما كانت نتائج الانتخابات، فلا مفر من شيء واحد، وهو أن إسرائيل تعيش بشكل مباشر في أجواء من الفساد والحكم الفردي القائم على الأكاذيب، ما سيؤدي إلى سحق الدولة في كل مجال من المجالات.

ورغم أن هذه القناعات ليست جديدة على الإسرائيليين، لكنها مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي تزداد رواجاً، وتواصل تحليقها فوق الواقع السياسي لإسرائيل، على اعتبار تنامي العلاقة بين مكونات الانحلال السياسي التي تشهدها الدولة، وسيؤدي بها حتماً إلى مظاهر الانحلال والكارثة، وصولا إلى انهيار أنظمة الدولة بأكملها، رغم أنها ما زالت غير واضحة لعموم الإسرائيليين.

إيتاي لاندسبيرغ نيفو، الكاتب في موقع زمن إسرائيل، ذكر أن "الدولة تلقت في الأشهر الأخيرة جملة من أضواء التحذير الحمراء الساطعة الدالة في مجموعها على الارتباط بين فشل الحكومة وتعيين أشخاص لا يستحقون في مناصب في الأنظمة الإدارية، والنتيجة في النهاية تأتي محزنة، على اعتبار أن مؤشرات فشل الحكومات الإسرائيلية الفاسدة تعلي صرخاتها في كل زاوية، وعلى رأسها الوزارات الهامة التي يتم التعيين فيها على أساس الولاءات وليس المهارات".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "النتائج الفورية لأداء هذه الحكومات الإسرائيلية الفاسدة تمثلت في اضطراب موقفها تجاه الأحداث السياسية والأمنية، وقلة معالجة العنف والجريمة، وانهيار الأمن الشخصي للإسرائيليين، وما زالت الكوارث موجودة بالفعل، حتى وصلت إلى الجيش، الذي يبدو أنه غير مستعد لهجمات صاروخية ستأتي في حالة حرب من إيران أو لبنان، رغم استمرار صراخ الجنرالات في محاولة لفت الانتباه للأضواء الحمراء قبل وقوع الكارثة".

ولا يخفي الإسرائيليون قناعتهم بأن تفشي الفساد في مؤسسات الدولة سيؤدي إلى تدميرها، وانهيار اقتصادها، ونشوب الصراعات بين أجزاء المجتمع الإسرائيلي، وصولا إلى تقويض هيكل الحكومة والنظام السياسي، وسينكشف هذا عندما ينتهي عصر الديكتاتور الفاسد، أو يرسل الانهيار مئات الآلاف إلى الشوارع بسبب سعر الخبز أو الغاز، بعد أن تفشل الحملات الشعبوية الإسرائيلية، وتنكشف عمليات غسيل الدماغ للجمهور الإسرائيلي بالوعود الفارغة والادعاءات الكاذبة.

يبدو لافتا أن يزداد مثل هذا الحديث عشية الانتخابات القادمة، على اعتبار أنها تحدث مرة أخرى محاولة لتبييض إخفاقات المرشحين لرئاسة الوزراء المقبلة، من خلال تبييض فشلهم، بمن فيهم بنيامين نتنياهو الذي يسعى لإخفاء جرائمه التي يحاكم عليها في المحكمة.

بل تقديمه على أنه "الأنسب لرئاسة الوزراء" في الاستوديوهات التلفزيونية واستطلاعات الرأي التي تتجاهل جمهورا ضخما لا يتساءل كيف يتناسب هذا الرجل الفاسد مع هذا الموقع الأعلى في الدولة، ما يؤكد أن العرف الذي يتم تأسيسه الآن في إسرائيل متخم بالعنصرية والقسوة والفساد، والخطير على وجود الدولة ذاتها.
 
التعليقات (0)