صحافة إسرائيلية

الاحتلال يواجه "حقل ألغام" استراتيجيا.. بينها اقتحام الأقصى

تزايد العمليات ضد جيش الاحتلال يقلق "إسرائيل"- جيتي
تزايد العمليات ضد جيش الاحتلال يقلق "إسرائيل"- جيتي

حذر "معهد السياسة والاستراتيجية" (IPS) الإسرائيلي، من أن فترة الأعياد الحالية والأسابيع القريبة التي تسبق انتخابات الكنيست المخطط لها في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، "تنطوي على احتمال تفجر الأوضاع بسبب تراكم عدة سياقات وأحداث".

وقال المعهد في تقرير أعده طاقم المعهد برئاسة اللواء احتياط عاموس جلعاد، إنه ينبغي على تل أبيب أن تعمل على تفكيك جملة من "الألغام الاستراتيجية" التي تعترض طريق الاحتلال الإسرائيلي في هذه الفترة، الواحد تلو الآخر.

وأوضح التقرير أن من بين تلك الأمور، استمرار التصعيد الأمني في المناطق الفلسطينية وتزايد العمليات ضد جيش الاحتلال، معتبرا أن هذا التصعيد يرجع لثلاثة أسباب، هي: ضعف السلطة، جسارة أبناء الجيش الشاب الفلسطيني، وارتفاع العمليات والنشاط الأمني والعسكري الإسرائيلي الذي يتسبب في زيادة المواجهات والاحتكاكات في الميدان.

تشغيل "كاريش"

ويتوقع مع بدء تل أبيب في تشغيل حقل "كاريش" في ظل النزاع مع لبنان على ترسيم الحدود البحرية، مع وجود "تقدم" في المفاوضات التي يديرها الوسيط الأمريكي، وفي خلفية ذلك تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، أن "حزب الله لن يتردد في الدفاع عن حقوق لبنان إذا ما بدأت إسرائيل بإنتاج الغاز دون اتفاق".

وأكد أن "الكرة بقدر كبير في يد حزب الله؛ الذي يستغل النزاع ليحسن صورته ويخرج كاسبا في كل سيناريو؛ وسواء تم تحقيق اتفاق بتنازل تل أبيب عن حقل "قانا" أو اضطرت إسرائيل لتأجيل إنتاج الغاز، فسيعرف نصرالله ذلك كتراجع إسرائيلي أمام قوة حزبه".

وأضاف: "يقدر نصرالله أن إسرائيل ستمتنع في فترة الأعياد وقبل الانتخابات، عن خطوات من جانب واحد قد تؤدي إلى ضعضعة الاستقرار، ولهذا يسمح لنفسه برفع مستوى المراهنة"، منوها إلى أن "هذه الإمكانية تنطوي على خطر سوء التقدير من جانب نصرالله لشدة الرد الإسرائيلي".

وفي ظل هذه الأوضاع، رجح المعهد أن "يتأجل موعد التوقيع على الاتفاق، وبدء إنتاج الغاز بسبب الصعوبة في بلورة اتفاق في هذه الفترة قبل الانتخابات الإسرائيلية".

 

اقرأ أيضا: الاحتلال يخشى حماس بالضفة ويستعد لمواجهة موجة عمليات خطيرة

اقتحام المسجد الأقصى

وأيضا من بين "الألغام" التي يتوقع تفجرها، "تدهور الوضع الأمني" الذي قد ينشأ حول المسجد الأقصى وفي مدينة القدس المحتلة، بسبب دعوات الجماعات اليهودية المتطرفة تنفيذ أكبر اقتحام للمسجد الأقصى المبارك في موسم الأعياد اليهودية؛ وهذا قد يؤثر على الساحة الفلسطينية والداخلية في "إسرائيل".

غياب الاتفاق النووي

ونبه المعهد إلى خطورة غياب الاتفاق النووي بين القوى العظمى وإيران، التي تواصل التقدم في برامجها النووية، موضحا أن "الاتفاق علق في مرة أخرى في طريق مسدود، بعد الرد الإيراني على العرض الأخير، وفي أساسه المطالبة بإغلاق تحقيقات الوكالة الدولة المفتوحة ضدها المتعلقة ببقايا يورانيوم في ثلاثة مواقع".

وردا على ذلك، أعربت محافل أمريكية وأوروبية عن "تشاؤمها من إمكانية الاتفاق قريبا، وذلك في ضوء مصاعب جمة لدى القوى العظمى للاستجابة للطلب الإيراني؛ لأن هذا معناه انهيار مبادئ نظام "NPT" ولا سيما في فترة تتحدى فيها روسيا وكوريا الشمالية مبادئ الميثاق".

وزعم المعهد، أن "الموقف الغربي يخدم عمليا إيران ويسمح لها بمواصلة المناورة؛ فمن جهة لا تحطم الأواني في المفاوضات ومن جهة أخرى تواصل العمل على مشروعها النووي والتقدم فيه بلا قيود"، منوها إلى أنه "في ظل غياب تهديد ملموس على إيران، ستواصل بلا عراقيل تقريبا التقدم نحو تحقيق قدرات حافة النووي".

هجوم أوكراني ورد روسي 

وذكر التقرير، أن هجوم أوكراني مضاد مثل الذي نجحت فيه القوات الأوكرانية في منطقة "خاركوف"، قد يجبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على "تصعيد عسكري واستخدام وسائل أكثر تطرفا لوقف التدهور وفقدان مزيد من المناطق"، مؤكدا أن "نهاية تلك الحرب لا تزال بعيدة".

العرب في مناطق الـ48

وأكد أن "أجواء مشحونة" تسود في المجتمع العربي في فلسطين المحتلة عام 1948، بعد "تعمق اليأس من الساحة السياسية في إسرائيل، وهذا قد يجد تعبيره في تدني نسبة التصويت في الانتخابات، وتعميق التوتر بين العرب من جانب والمؤسسات الإسرائيلية واليهود في الجانب الآخر.

توصيات

وفي نهاية تقريره، خلص المعهد الإسرائيلي إلى عدة توصيات؛ حيث شدد على ضرورة أن تعمل تل أبيب عبر "سياسية عاقلة" من أجل وقف "خطر الاشتعال" وحفظ الهدوء في المسجد الأقصى المبارك ومدنية القدس المحتلة.

وبالتزامن مع ذلك، نبه إلى أهمية "العمل المركز ضد شبكات حماس في الضفة، لمنع انتقال المواجهات لكل المدن في الضفة الغربية"، داعيا حكومة الاحتلال إلى العمل على "استقرار المنظومة الاقتصادية الفلسطينية وحفظ التنسيق الأمني والمدني مع السلطة ونقل رسائل تحذير لحماس للامتناع عن خطوات قد تهيج المنطقة في هذه الفترة الحساسة".

وفي الجانب الإيراني، "على إسرائيل مواصلة الحفاظ على التنسيق الاستراتيجي الوثيق مع الولايات المتحدة على المستوى السياسي والأمني العسكري، مع الحرص على الحوار الحميم والامتناع عن الخلاف العلني مع الإدارة، وإلى جانب ذلك، على إسرائيل أن تعمل على بناء قوة لتثبيت قدرات عسكرية للتصدي للتهديد النووي واستمرار العمل على التضييق على التموضع الإيراني في المنطقة".

ولفت إلى أهمية أن "تسعى إسرائيل إلى استكمال الاتفاق بوساطة أمريكية على ترسيم الحدود البحرية مع لبنان وتوزيع أرباح الغاز، كما أن عليها أن تظهر تصميما على البدء بإنتاج الغاز مع استعداد لتأجيل مؤقت حتى استكمال الصفقة، وعليها أن لا تظهر كمن ردعتها تهديدات حزب الله".

0
التعليقات (0)