صحافة تركية

كاتب تركي: أردوغان أبدى رغبته بلقاء الأسد في أوزباكستان

أردوغان لم يكن يتحدث بنبرة سلبية خلال اجتماع حزبه- جيتي
أردوغان لم يكن يتحدث بنبرة سلبية خلال اجتماع حزبه- جيتي

أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رغبته بلقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد إذا حضر إلى قمة شنغهاي للتعاون في أوزباكستان.

وقال الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، في تقرير على صحيفة "حرييت"؛ إن تصريحات أردوغان جاءت في اجتماع الهيئة التنفيذية لحزبه الاثنين الماضي.

 

وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، قد نفى أنباء كانت متداولة بشأن عقد لقاء بين أردوغان والأسد في قمة شنغهاي، مشيرا إلى أن رئيس النظام السوري ليس مدعوا.

 

وقال أردوغان خلال اجتماع لحزبه: "أتمنى لو كان الأسد سيأتي إلى أوزباكستان لالتقيت به، لكنه لا يستطيع المجيء إلى هناك".

 

وأضاف أردوغان: "بسببه (الأسد)، وبسبب مواقفه، فإن سوريا على وشك الانقسام، حارب معارضيه للحفاظ على سلطته، وفضل حماية مكانه، كان يرى أن لديه القدرة على حماية المناطق التي يسيطر عليها، لكنه لم يستطع حماية مناطق واسعة”.

 

وتابع أردوغان: "نعم أتمنى لو جاء الأسد إلى أوزباكستان، لقلت هذا الكلام بوجهه، في وقت ما قلنا له إذا فعلت هذا فستتقسم سوريا، وهؤلاء المعارضين كثر لكنهم لا يملكون الأسلحة، لقد تجاهل تحذيراتنا".

 

اقرأ أيضا: رئيس المخابرات التركية يلتقي نظيره السوري بدمشق.. تفاصيل
 

وأضاف: "لم يفكر الأسد بأن الولايات المتحدة وروسيا ستتدخل، لقد اختار حماية مناطق نفوذه، لكنه لم يستطع حماية المناطق الواسعة في سوريا" (في إشارة للمناطق التي تسيطر عليها وحدات حمابة الشعب الكردية برعاية أمريكية).

 

وقال الكاتب سيلفي؛ إن تركيا هي الدولة التي دافعت دائما عن وحدة الأراضي السورية، ولكن "أليست سوريا الآن بالفعل مقسمة بين روسيا والولايات المتحدة وإيران؟ ألا تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية الفرع السوري لمنظمة العمال الكردستاني، وتنظيم الدولة على مناطق معينة؟".

 

وتابع سيلفي: "وتركيا أيضا موجودة هناك من أجل مكافحة الإرهاب، أين سيطرة الأسد في خارج مناطق دمشق وحلب وحمص؟ الأسد لا يستطيع مغادرة سوريا إلا بإذن روسيا".

 

وأضاف الكاتب أنه "قبل الحرب الأهلية في عام 2011، كانت تركيا وسوريا قريبتين جدا لدرجة عقد اجتماع مشترك لمجلس الوزراء، واتخاذ قرار بإزالة الألغام على الحدود، وإقامة عائلة الأسد إجازتها في تركيا".

 

وأشار الكاتب إلى أنه مع بدايات الربيع العربي، نصح أردوغان الأسد، بأن يقوم بعملية انتقال ديمقراطية، وخوض الانتخابات وأن تركيا ستقوم بدعم حملته"، وقد كان الرئيس التركي واثقا بفوز الأسد.

 

وتابع بأن أحمد داود أوغلو عندما كان وزيرا للخارجية، عرض في ذلك اللقاء بتقديم الأسد بعض التسهيلات مثل منح هويات للأكراد، وإصدار عفو عن المعارضين، لكن الأسد فضل الأساليب التي انتهجها والده.

 

وأضاف سيلفي، أن الأسد كان يعتقد أنه قادر على قمع الحراك ضده، ولكن النتيجة واضحة، فقد ألحقت الحرب الأهلية أضرارا بالبلدين (تركيا وسوريا) أكثر من غيرها، وأصبح الأسد الذي كان يخاطبه بـ"الأخ" أصبح "القاتل".

 

لا صداقات ولا عداوات أبدية

 

وأكد سلفي أنه لا يوجد في العلاقات صداقات أو عداوات أبدية، وبعد الاجتماع بين أردوغان وبوتين في سوتشي في 5 آب/ أغسطس، كان هناك تغيير في سياسة تركيا تجاه الأسد، ولقد دخلت حقبة جديدة.

 

ونوه الكاتب إلى أن تصريحات لأردوغان الذي قال: "ليس لدينا مشكلة في هزيمة الأسد من عدمها" الشهر الماضي، بالإضافة لتصريحه الأخير بشأن لقاء رئيس النظام السوري في أوزباكستان، تبشر بحقبة جديدة، وتنمي أردوغان ليس من باب تصفية الحسابات، بل من أجل البدء باستعادة العلاقات.

 

اقرأ أيضا: "تساؤلات صعبة" عن تطبيع أنقرة ودمشق.. هل يتم تجاوزها؟
 

ونقل الكاتب عن أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية، بأن أردوغان خلال الاجتماع لن يكن يتحدث بنبرة سلبية.

 

وتوقع سيلفي، أن تتسارع عملية التطبيع بين أنقرة ودمشق بعد قمة شنغهاي للتعاون؛ لأن بوتين الذي لم يكن لديه رغبة بوجود علاقات مباشر بين تركيا والأسد قبل الحرب الأوكرانية، اقترح بأن يكون هناك اتصالات مباشرة، وعندما يقدم الرئيس الروسي مثل هذه الفرصة، فإن أردوغان يغتنمها ويقيمها.

 

ورأى سيلفي أن الولايات المتحدة وغيران ستبذلان جهدهما لتخريب عملية التطبيع بين أنقرة ودمشق، لذلك لا أحد يتوقع بأن العملية سهلة، لكن المؤكد أنها بدأت.

 

وكانت وسائل إعلام تركية بالإضافة لوكالة "رويترز" نقلت عن مصادر بأن رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان قد زار دمشق مؤخرا، ويجري التفاوض بشأن العودة الآمنة للاجئين السوريين.

التعليقات (0)