ملفات وتقارير

ماذا يعني تكليف لبنان عباس إبراهيم بملف اللاجئين السوريين؟

اللواء اللبناني عباس إبراهيم معروف بعلاقته مع النظام السوري- جيتي
اللواء اللبناني عباس إبراهيم معروف بعلاقته مع النظام السوري- جيتي

كشفت وسائل إعلام لبنانية عن قيام رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بتكليف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بمتابعة موضوع إعادة اللاجئين السوريين من لبنان.

وجاء في نص القرار، أن إبراهيم يُكلف بمتابعة موضوع إعادة النازحين السوريين لتأمين العودة الآمنة والطوعية لهم، والتواصل مع الجهات السورية المعنية، مع إمكانية الاستعانة بمن يراه مناسبا من الإدارات العامة والمؤسسات العامة وهيئات المجتمع المدني، في سبيل إنقاذ المهمة المطلوبة منها.

وجاء قرار ميقاتي، خلال توجيهه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حذر فيها من خروج الوضع في لبنان عن السيطرة بسبب اللاجئين السوريين.

وأضاف أن لبنان بلد صغير، وعدد سكانه 4 ملايين، يستضيف أعلى نسبة من اللاجئين في العالم بالنسبة لعدد السكان.

 

فيما لم يصدر تعليق بعد من اللواء عباس إبراهيم على تكليفه الجديد.

وتزامنا، وجه رئيس الائتلاف السوري المعارض سالم المسلط، رسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، ورئيس مجلس الأمن في الدورة الحالية السفير الفرنسي نيكولاس دي ريفيير، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بخصوص وضع اللاجئين السوريين في لبنان.

 

اقرأ أيضا: تنديد حقوقي بمقتل لاجئ سوري تحت التعذيب في لبنان

وفي الرسالة التي نشرها الائتلاف على موقعه الرسمي، أشار المسلط، إلى أن وتيرة معاناة السوريين في لبنان تزداد، نظرا لسيطرة حزب الله على مختلف القطاعات والمرافق في لبنان.

وأضاف أن اللاجئين يتعرضون لمعاناة، أبرزها تردي الأوضاع الأمنية، وتكرار تسجيل حوادث الاعتداء التي وصلت لحد القتل، إلى جانب الظروف المعيشية القاسية، ورفض الجهات الرسمية اللبنانية تسليم المعونات الدولية التي تصل إلى اللاجئين السوريين كما هي.

ولفت المسلط إلى التصريحات المتكررة للسياسيين والتي تدعو إلى إعادة السوريين، والطرد القسري لمئات اللاجئين وتسليمهم لنظام الأسد ليلقوا مصيرا مجهولا، داعيا إلى التدخل العاجل، ودعوة الجهات الرسمية اللبنانية إلى إيقاف أي خطة لترحيل السوريين وإلى احترام القوانين الدولية الموجبة لحماية اللاجئين ومنحهم حقوقهم وتنفيذ التزامات لبنان تجاه اللاجئين وفق القوانين الدولية ذات الصلة. 

 

تحريك ملف عودة اللاجئين

وفي ما يخص تكليف إبراهيم بإدارة هذا الملف، يشير الكاتب الصحفي اللبناني يوسف دياب، إلى قيام الحكومة اللبنانية بوضع خطة لإعادة النازحين/اللاجئين السوريين، بهدف تخفيف الضغط الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، واستنزاف الموارد بشكل كبير، في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، وحالة شبه الإفلاس.

وأضاف لـ"عربي21"، أن لبنان تحدث في أكثر من مرة عن ضرورة إعادة النازحين السوريين لكن شريطة التنسيق مع الأمم المتحدة لضمان عودتهم إلى مناطق آمنة، وبضمانات.

ويبدو، بحسب دياب، أن الخطة هذه فشلت، بسبب عدم الاهتمام من الأمم المتحدة، وخاصة بعد تحول الاهتمام الدولي إلى أوكرانيا، وتحديدا من الاتحاد الأوروبي.


"الوسيط الأفضل"

وأمام هذا الواقع، تواصل الحكومة اللبنانية تنفيذ الحلول الفردية الهادفة إلى إعادة النازحين السوريين، ويقول دياب، إنه تم تكليف إبراهيم بهذا الملف، لأنه قد يكون الوسيط الأفضل مع النظام السوري، بسبب علاقاته مع النظام السوري وأجهزة المخابرات.

ومن هنا، يعتقد دياب أن مهمة إبراهيم بإعادة أعداد كبيرة من اللاجئين قد تنجح، مستبعدا في الوقت ذاته أن تتزايد الضغوط على النازحين في سبيل العودة، وخاصة أن غالبية الذين يفكرون بالعودة هم يعانون من وضع مأساوي، في ظل نقص المساعدات الأممية وتوقفها في بعض الأحيان.

 

اقرأ أيضا: عون يرفض دمج اللاجئين السوريين في المجتمع اللبناني

تخوف سوري

في المقابل، انتقد "تيار الإصلاح" السوري، خطوة ميقاتي، مؤكدا في بيان تسلمت "عربي21" نسخة منه، السبت، تعارض الخطوة مع التوجيهات الأممية، واعتراض المنظمات الحقوقية على إعادة اللاجئين السوريين، بسبب الخطورة على حياتهم.

واتهم التيار لبنان بتجاهل مسؤولية "حزب الله" في أسباب النزوح السوري، منتقدا عدم قيام الحكومة بمسؤولياتها تجاه عمليات التعذيب والتنكيل التي يتعرض لها اللاجئون في لبنان.

وقال البيان، إن اللاجئين السوريين يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة، ويعيشون تحت خط الفقر، رغم تقديم المجتمع الدولي أكثر من 9 مليارات دولار للبنان، مقابل استضافة اللاجئين.

الضغوط على السوريين


وفي الإطار ذاته، أكد "رئيس الرابطة السورية لحقوق اللاجئين" مضر حماد الأسعد، أن اللاجئين السوريين يتعرضون للضغط من الحكومات اللبنانية المتعاقبة أساسا.

وأضاف لـ"عربي21"، أن إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم في ظل وجود النظام القمعي تشكل خطرا على حياتهم، حيث لا زال النظام يعتقل أعدادا من السوريين الذين يدخلون البلاد، باعتراف أكثر من منظمة حقوقية.

وذكّر الأسعد "الأشقاء في لبنان بأن السوريين كانوا قد استقبلوا عددا كبيرا منهم في أكثر من مرة، خلال الحرب الأهلية في لبنان، وخلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 2006".

وأكمل بالقول: "نتمنى على لبنان أن يواصل رد الجميل للسوريين، ولا ننكر الفضل لهم، لكن اليوم لا توجد عودة طوعية، في ظل وجود نظام الأسد و"حزب الله" والميليشيات الإيرانية".

واستضاف لبنان، وفق أرقام حكومية، مليونا ونصف مليون لاجئ سوري، ويبلغ عدد المسجلين منهم لدى مفوضية اللاجئين نحو 900 ألف لاجئ.   

 

التعليقات (0)