لغات ميتة هزمت جيوشا

من أهم الأدوار في الحرب العالمية الثانية بالنسبة للأمريكيين كان دور السكان الأصليين ولغتهم التي ساهمت في مجريات الحرب..

 

لعب سكان أمريكا الأصليون دورا مهما في الحرب العالمية الثانية لصالح الولايات المتحدة.. وانخرط غالبيتهم في صنف المخابرة وفك الشيفرات.. فماذا تعرف عن قصتهم؟


كانت شيفرة (فيرماخت إنجما) الألمانية التي تستخدم 26 حرفًا تعد الأخطر في تاريخ الحرب العالمية الثانية، إلا أن شيفرة سكان أمريكا الأصليين التي تستخدم ثمانية أحرف فقط تعتبر هي الأدهى والأعقد بين كل الشيفرات العسكرية المناظرة.


أصل الحكاية


الثور الكسول يشرب من الماء المتسخ أما نظيره النشط.. هكذا قال سكان أمريكا الأصليون في حِكَمِهم ومن رحم هذه الحكمة انطلقت شيفرة "النافاجو" أو (الكود الهندي).


ساهمت شيفرة "النافاجو" في إنقاذ الولايات المتحدة من الهزيمة في معارك المحيط الهادئ ضد اليابان. هي لغة مندثرة لا يتحدث بها سوى أفراد القبيلة قبل أن يلتحق 29 فردا منها بصنف المخابرة في منتصف آذار 1942 ضمن سلاح مشاة البحرية.


فكيف تعمل النافاجو؟


هي شيفرة مركبة.. كانت تستخدم كلمات من اللغة الأم مقابل كل حرف من الأبجدية الإنجليزية وكانت تطلق أوصافا للتعبير عن المصطلحات غير الموجودة في لغتهم الأصلية.. فكانوا يشيرون إلى الكتيبة العسكرية بـحبات الذرة وإلى الغواصة بالسمكة الحديدية وإلى الدبابة بالسلحفاة وإلى القنبلة بحبة البطاطس وإلى هتلر بالأبيض المجنون وإلى الطائرة بالنسر، وهكذا دواليك. وهو ما أوقع اليابانيين في حيرة من أمرهم وألحق بهم هزائم عسكرية متلاحقة حسمت المعارك لصالح الأمريكان من دون أن يتمكن اليابانيون وهم الخبراء في فك الشيفرات، من فك الكود الهندي المعقد حتى استسلامهم في 2 أيلول/ سبتمبر 1945.


كتمان أعقبه إعلان


ملف شيفرة "النافاجو" ظل طي الكتمان حتى عام 1968 حيث رفعت السرية عنه، ليحصلوا بسببها على الميداليات وعلى تكريم الحكومة الأمريكية عام 2001.

 

وفي الثاني من آب/ أغسطس 2022 أسدل الستار على شيفرة "النافاجو" عقب ترجل آخر فرسانها (صموئيل ساندوفال) الباقي الوحيد منهم على قيد الحياة من أصل 540 ممن خدموا في قوات مشاة البحرية، منهم 400 تخصصوا في سلك الشيفرات التي ساهمت في هزيمة اليابانيين. 

 

السينما العالمية بدورها لم تغفل عن هؤلاء واحتفت بهم في أفلام عدة منها فيلم "ويند توكرز- wind talkers" إنتاج 2002 من بطولة نيكولاس كيج.

 

التعليقات (0)