صحافة دولية

WP: يجب على بايدن إعادة الرهائن الأمريكيين من السعودية

روغين قال إن زيارة بايدن لن تسهم في حل ملف حقوق الإنسان- واس
روغين قال إن زيارة بايدن لن تسهم في حل ملف حقوق الإنسان- واس

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للصحفي جوش روغين قال فيه؛ إنه من غير المرجح أن تحقق زيارة الرئيس بايدن إلى السعودية أي اختراقات دبلوماسية مهمة.


وقال روغين في مقاله الذي ترجمته "عربي21"؛ إنه من المؤكد أن النظام السعودي لن يقدم أي تنازلات في مجال حقوق الإنسان، كما أنها لن تقدم وعودا للمساعدة في استقرار أسواق الطاقة العالمية، على الرغم من أن بايدن يشير إلى هذا باعتباره سببا رئيسيا للسفر إلى جدة في المقام الأول.


ورأى الصحفي أن هناك طريقة واحدة لبايدن للخروج بشيء إيجابي من هذه الكارثة، وتقديم راحة حقيقية للمواطنين الأمريكيين الذين يعانون على يد النظام السعودي: "يمكنه إعادة بعضهم إلى الوطن على طائرته يوم السبت".


وقالت رسالة أرسلها إلى بايدن يوم الثلاثاء علي الأحمد، رئيس لجنة الرهائن الأمريكيين في السعودية، وهي مجموعة تعمل مع عائلات المواطنين والمقيمين الأمريكيين المسجونين ظلما في السعودية أو الممنوعين من مغادرة المملكة: "يحتاج هؤلاء المواطنون الأمريكيون العودة إلى ديارهم الآن. لا توجد طريقة أفضل للعودة إلى الوطن من العودة مع رئيسهم المنتخب".


وأفرج عن ابن عم أحمد، بدر الإبراهيم، في عام 2021 بعد أن أمضى عامين في السجن لانتقاده سجل النظام الحقوقي، لكنه لا يزال ممنوعا من مغادرة البلاد. 


والأحمد هو واحد فقط من بين العديد من المواطنين الأمريكيين المحتجزين كرهائن من قبل النظام السعودي. ومن بينهم الصحفي الأمريكي صلاح الحيدر ووالدته عزيزة اليوسف، والطبيب وليد الفتيحي، والناشطة في مجال حقوق المرأة لجين الهذلول، وجميعهم سُجنوا بسبب نشاطهم في مجال حقوق الإنسان ومُنعوا الآن من السفر. وزُعم أن فتيحي والهذلول تعرضا للتعذيب في السجن.


وترى أسر هؤلاء الأمريكيين معايير مزدوجة في كيفية معاملتهم من قبل الحكومة الأمريكية، مقارنة بالجهود التي بذلتها وزارة الخارجية عند مساعدة المواطنين الأمريكيين المحتجزين في أماكن مثل روسيا وفنزويلا وإيران.


قال روغين: "أخبرني أحمد أن الحكومة السعودية تحتجز نحو 10 مواطنين أمريكيين إضافيين ظلما في سجونها، لكن تلك العائلات لم تعلن علنا لأنها تخشى الانتقام إذا تحدثت".


وأضاف: "لقد زاد محمد بن سلمان مناخ الخوف إلى أعلى مستوياته في تاريخ السعودية، وهذا يدفع الرهائن الأمريكيين وعائلاتهم إلى التزام الصمت. إذا كان بايدن غير قادر على تحرير الرهائن الأمريكيين من السجون السعودية وغيرهم من الممنوعين من السفر في المملكة، فلا يمكنه تبرير رحلته".


وهناك العديد من المواطنين الأمريكيين في الزنازين السعودية الذين يحتاجون إلى مساعدة الحكومة الأمريكية للخروج. وتابع روغين: "لقد تحدثت مع أحد أفراد عائلة أمريكي سعودي مسن يعيش في الولايات المتحدة، يقبع في سجن بالرياض منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أخبرني أحد أفراد الأسرة، الذي طلب الحفاظ على سرية تفاصيل القضية، أنه تم القبض على الرجل المسن بسبب تغريدة تضمنت انتقادات للنظام السعودي. ولم يتم توجيه أي تهم إليه".


 وتلقى المواطن الأمريكي زيارة واحدة فقط من دبلوماسي أمريكي خلال ثمانية أشهر. علاوة على ذلك، حثت وزارة الخارجية أفراد أسرة السجين المسن على عدم إخراج القضية إلى العلن، كما أخبرني أحد أفراد الأسرة، مدعيا أنها ستجعل حلها أكثر صعوبة.


في مقال بايدن الذي يبرر فيه رحلته في واشنطن بوست، تعهد الرئيس بأن تواصل إدارته الضغط من أجل رفع قيود السفر عن المواطنين الأمريكيين المفرج عنهم، لكنه لم يقل أي شيء عن الأمريكيين الذين ما زالوا مسجونين. هل سيعود إلى الوطن على متن طائرته ويتركهم يعانون من دون ذكر؟


يقول المسؤولون الأمريكيون؛ إن بايدن يجب أن يتعامل مع السعودية بسبب الحرب المستمرة في اليمن والتهديد من إيران. بالتأكيد، لكن هذا لا يعني أن على بايدن منح النظام تصريحا بانتهاك حقوق الإنسان أو إساءة معاملته لمواطنينا. كما تروج الإدارة لحقيقة أن بايدن سيصبح أول رئيس أمريكي يطير مباشرة من إسرائيل إلى جدة في السعودية. هذا جيد، ولكن هذه خطوة رمزية لا يمكن اعتبارها بديلا عن الإنجازات الحقيقية.


ومع ذلك، إذا قرر بايدن وفريقه استخدام زيارته لتأمين إطلاق سراح المواطنين الأمريكيين المسجونين أو الممنوعين من المغادرة، فستكون الفوائد السياسية له هائلة. هذا هو الحد الأدنى الذي سيحتاجه بايدن للادعاء بأن رحلته ليست فاشلة. تستحق حياة هؤلاء المواطنين الأمريكيين اهتماما أكبر من المصافحة.

التعليقات (0)