صحافة إسرائيلية

جنرالان إسرائيليان ينتقدان الإفصاح عن العمليات ضد إيران

غلعاد قال: إسرائيل في مواجهة متعددة الجبهات مع إيران- جيتي
غلعاد قال: إسرائيل في مواجهة متعددة الجبهات مع إيران- جيتي

تتواصل الإنذارات الإسرائيلية من عمليات انتقام إيرانية متوقعة في الأيام القادمة ردا على اغتيالات إسرائيلية أخيرة في قلب طهران ضد علماء نوويين وضباط في الحرس الثوري، الأمر الذي دفع أجهزة الاستخبارات في دولة الاحتلال للاستنفار الواسع في العديد من الدول المجاورة تحسباً لاختطاف أو قتل إسرائيليين.


في الوقت ذاته، تتخوف الأوساط الإسرائيلية من أن تأخر إيران في الانتقام، وفشلها في تنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين قد يدفعها للطلب من حلفائها وأذرعها في المنطقة للقيام بهذه المهمة ضد إسرائيل، رغم أن ذلك سيكون خيارا مكلفا قد يصل حد الدخول في مواجهة عسكرية مفتوحة، لا يبدو أن أحدا من أطرافها مستعد لها، أو يسعى إليها.


الجنرال عاموس غلعاد، الرئيس السابق للقسم الأمني والسياسي بوزارة الحرب، أكد في حوار نشرته صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أن "المواجهة المتصاعدة بين إيران وإسرائيل تدفعهما إلى الاستثمار في تحصيل موارد هائلة لبناء قدراتهما العسكرية ومراكمة معلوماتهما الاستخبارية، وفي هذا الصدد يمكن فهم طبيعة المخاوف الإسرائيلية من إقدام إيران على استهداف الإسرائيليين واليهود داخل تركيا، وهي مخاوف يجب أن تؤخذ على محمل الجد، لأنها قائمة على معلومات استخباراتية قوية".


وأضاف أن "الأسابيع الأخيرة أكدت أننا في مواجهة متعددة الجبهات مع إيران، وهذا ليس شيئًا جديدًا، لكنها تسير على خط التصعيد، الإيرانيون مشغولون بشكل أساسي ببناء قوة تسمح لهم بضرب إسرائيل في جانبين، أحدهما على شكل حزام النار الباليستي والصواريخ والطائرات بدون طيار، وثانيهما المسار النووي الذي يتقدمون فيه بشكل تدريجي، وهناك فرق بين المسارين، لكن الأخطر هو حيازة القنبلة النووية".


وتعيش أوساط أجهزة الأمن الإسرائيلية حالة من الاستنفار الواسع، وعلى أكثر من نطاق، صحيح أن التركيز الأساسي يتعلق بتوفير حماية للسياح الإسرائيليين واليهود حول العالم من مغبة استهدافهم من قبل الخلايا الإيرانية، لكنهم في الوقت ذاته يتحسبون لتنفيذ هجوم انتقامي من الجبهات المحيطة بهم، سواء لبنان أو سوريا أو اليمن، من خلال تنفيذ عمليات نوعية مركزة.

 

اقرأ أيضا: الحرس الثوري يتحدث عن عمليات سرية إيرانية ضد الاحتلال

 

الجنرال عاموس يادلين الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، قال في مقابلة مع "القناة 12"، ترجمتها "عربي21" أن "الإيرانيين يديرون ضدنا خمس جبهات، وكلها بدأت في التصعيد، مما يستدعي من صانعي القرار العودة لسياسة الغموض في توجيه الضربات ضد الأهداف الإيرانية، خاصة أن النوايا الإيرانية هذه المرة لاستهداف الإسرائيليين في الخارج لا شك فيها، لأن لديهم رغبة كبيرة في الانتقام، وإذا بحثوا في الماضي عن علماء وعسكريين إسرائيليين، فإنهم يريدون اليوم أي إسرائيلي".


وأضاف أن "إيران عمدت في السابق إلى تفعيل جميع مبعوثيها لتنفيذ عملياتها بالوكالة، لكنها اليوم تبدو مضطرة لاستخدام وحدات فيلق القدس بشكل مباشر، لأنها تتعرض لضغوط شديدة لتحقيق إنجاز ما كي تتمكن من إظهاره على أنه انتقام، ولديهم رغبة كبيرة وضغط كبير لاتخاذ إجراءات ضد إسرائيل التي غيرت استراتيجيتها باتجاه ضرب "رأس الأخطبوط" مباشرة، وهذا يعني العودة لسياسة الغموض البنّاء في استهدافاتها، لأن هذا الغموض يقلل دوافع إيران في الانتقام من إسرائيل".


ولا ينكر الإسرائيليون أن الموساد نفذ في سنوات وعقود ماضية أضعاف هذه العمليات الأمنية والاستخبارية في قلب ايران، دون أن تبادر الأخيرة إلى تنفيذ عمليات انتقامية، لأن هذه الضربات لم يعلم بها أحد من الشعب الإيراني، أما اليوم وقد بات الساسة الإسرائيليون يتبجحون ويتباهون بهذه العمليات أمام الرأي العام الإسرائيلي، لتحقيق مصالح حزبية وشخصية آنية، فإن ذلك يستفز صانع القرار الإيراني الذي يبدو أمام رأيه العام الداخلي مستهدفا، ومخترقا، وسهل النفاذ إليه.

 

التعليقات (0)