صحافة دولية

FP: لماذا تخشى "إسرائيل" من جنازات الفلسطينيين؟

شرطة الاحتلال هاجمت جنازة أبو عاقلة- جيتي
شرطة الاحتلال هاجمت جنازة أبو عاقلة- جيتي

نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا أشارت فيه إلى تعامل الاحتلال الإسرائيلي مع جنازات الفلسطينيين كتهديد أمني.

 

وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، أن سلطات الاحتلال تعاملت مع جنازة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة على أنها تهديد لأمنها.

 

وتابعت بأن أنطون شقيق شيرين أبو عاقلة، كاد أن يضرب من الشرطة الإسرائيلية التي هاجمت حملة نعش الصحفية الفلسطينية التي قتلت عندما كانت تغطي أحداث مداهمة قوة إسرائيلية مخيم جنين. 


وقال شهود عيان إن قناصا إسرائيليا أطلق النار على أبو عاقلة في وقت زعمت فيه الحكومة الإسرائيلية أنها قتلت برصاص فلسطيني في المخيم. إلا أن منظمة حقوق إنسان إسرائيلية وجدت أن المزاعم الإسرائيلية لا يمكن تصديقها، مما دفع الحكومة الإسرائيلية للتراجع عن مزاعمها مع تأكيدها أنها لن تفتح تحقيقا في الجريمة.

 

وأثارت لقطات لنعش شيرين وقد كاد أن يسقط على الأرض الشجب والصدمة، وبعد أيام من الجنازة اعتقلت شرطة الاحتلال أحد حملته.


وقال شقيق شيرين أبو عاقلة إنهم كانوا يقومون بنقل النعش من المشرحة إلى سيارة نقل الموتى التي كانت تقف على بعد 100 قدم من المشرحة. وتابع: "في اللحظة التي خرجت فيها شيرين من المشرحة هاجمت الشرطة الإسرائيلية حملة النعش" و"لم أعرف ما أفعل في مواجهة هذه البربرية والاستخدام المفرط للقوة من الشرطة".  


وتذكر المجلة أن شيرين لم تكن سياسية أو معارضة وبعد وفاتها تحولت إلى أيقونة فلسطينية. وتعاملت السلطات الإسرائيلية مع جنازتها وكأنها تهديد لأمنها. وتقول المجلة إن الأسباب التي دعت الشرطة الإسرائيلية لتخريب الجنازة غير واضحة وإن كانت تخطط لتخريبها منذ البداية.

 

اقرأ أيضا: شرطة الاحتلال تجاهلت توصية "الشاباك" بشأن جنازة أبو عاقلة
 

وحذرت الشرطة شقيق شيرين قبل دفنها من الهتافات الفلسطينية ومظهر العلم الفلسطيني, ويقول أنطون: "أعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي للهجوم أي منع المظاهر الفلسطينية، وكانت الشرطة تحاول نزع الأعلام من النعش".

 

وفي لقطات من جنازتها التي بثت على الهواء شوهدت الشرطة وهي تمزق هذه الأعلام وتأخذها من المشيعين. وذكرت قناة الجزيرة في تغطيتها أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت مشيعين بسبب هتافات فلسطينية.

 

وتقول المجلة إن تصرفات "إسرائيل" في جنازة أبو عاقلة تكشف عن أنها كانت معنية بالأثر الدائم لجنازة أيقونة فلسطينية أكثر من التداعيات السلبية من جماعات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي.

 

ونقلت عن عيران ليرمان، نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق أن القوات الإسرائيلية تقلق من إمكانية العنف في جنازات الفلسطينيين و"كذلك الأثر الأوسع لتمجيد أعمال المقاومة مثل الشهادة"، مع أن أيا من هذه ليس مرتبطا بجنازة أبو عاقلة.

 

وقال المبعوث الخاص السابق للشرق الأوسط دينس روس: "في أثناء الانتفاضة الثانية استخدمت الجنازات العامة لتعبئة الجماهير الكبيرة وتغذية الغضب والعواطف التي تروج للعنف ضد إسرائيل".

 

وشجب أعضاء المجتمع الدولي محاولات إسرائيل تخريب جنازة أبو عاقلة. وقال مسؤول السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الكتلة الأوروبية "فزعت" من المشاهد في الجنازة، فيما وصف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس المشاهد بأنها مثيرة للقلق.

 

وفي بيان صحفي قال وزير الخارجية أنطوني بلينكن: "نشعر بالقلق العظيم من مشاهد تدخل الشرطة الإسرائيلية في جنازتها". ولكن الطريقة التي تعاملت فيها إسرائيل مع جنازة أبو عاقلة لا تختلف عن الطريقة التي تعاملت فيها مع فلسطينيين آخرين فبعد أيام من جنازتها تعرض المشيعون لجنازة وليد الشريف، 21 عاما، للضرب.

 

وبحسب أستاذ العلوم السياسية في كلية ستونهيل أنور ماهجين فالقيود التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية على جنازة أبو عاقلة تشبه التي وضعتها على عائلات الفلسطينيين في الداخل المحتل ممن قام أفرادها بعمل عسكري في مدينة الخضيرة في نهاية آذار/ مارس، حيث طلبت الشرطة الإسرائيلية من كل عائلة دفنهم في الساعات الأولى من الصباح الباكر وقيدت المشيعين بخمسين شخصا لكل جنازة وطلب منهم عدم إطلاق شعارات تحريضية ولا أعلام وحتى جنازة رسمية.

 

وقال دروي سادوت، المتحدث باسم منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية بيتسليم إن تصرفات الشرطة في جنازة أبو عاقلة كانت "مريعة" وفضحت "الملمح الروتيني الأوسع" للنهج الذي تمارسه الشرطة الإسرائيلية مع المشيعين الفلسطينيين.

 

وأضاف أن ما حدث في جنازة أبو عاقلة هو صورة عن الممارسات الإسرائيلية المتكررة والتي وثقتها المنظمة الإسرائيلية على مدى السنوات الماضية في جنازات الفلسطينيين، بما في ذلك هدم خيام العزاء وتدمير النصب التذكارية وتشويه الصور و"المداهمة العنيفة لبيوت عائلات الضحايا كما هو واضح في جنازة أبو عاقلة" حيث داهمت الشرطة بيتها بعد ساعات من مقتلها.

 

وشيرين ليست الصحفية الفلسطينية الوحيدة التي قتلت في السنوات الأخيرة برصاص الجيش الإسرائيلي. وبحسب وزارة الإعلام الفلسطينية فقد قتل حوالي 45 صحفيا منذ عام 2000.

 

التعليقات (0)