حقوق وحريات

إضراب في سجون الاحتلال ليوم واحد رفضا للتنكيل بالأسرى

 نادي الأسير الفلسطيني: "قوات القمع الإسرائيلية اعتدت على كافة الأسرى في قسم 10 التابع لسجن نفحة"- جيتي
نادي الأسير الفلسطيني: "قوات القمع الإسرائيلية اعتدت على كافة الأسرى في قسم 10 التابع لسجن نفحة"- جيتي

نفذ الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الثلاثاء، إضرابا مفتوحا عن الطعام ليوم واحد، وذلك رفضًا لاستمرار إدارة سجون الاحتلال بإجراءاتها التنكيلية العقابية الممنهجة بحقّهم. 

 

وأوضح نادي الأسير، أنّ هذه الخطوة هي جزء من البرنامج النضاليّ الذي أعلنت عنه لجنة الطوارئ الوطنية مؤخرًا، والذي ارتكز بشكلٍ أساس على التمرد ورفض قوانين إدارة السجون.

 

 

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها المستمر والمتصاعد ضد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، حيث زادت من عدوانها بحق الأسرى في سجن "نفحة". 

وأكد نادي الأسير الفلسطيني، مساء الاثنين، أن "قوات القمع الإسرائيلية اعتدت على كافة الأسرى في قسم "10" التابع لسجن "نفحة"، واحتجزتهم في ساحة السجن "الفورة" مدة أربع ساعات". 

وأوضح أن قوات الاحتلال "استأنفت الاعتداء على الأسرى بالضرب بعد إدخالهم إلى القسم، وعزلت ثلاثة، عرف منهم الأسيران رمزي عبيد وحمزة الطقطوق، وما تزال حالة من التوتر الشديد تسود كافة أقسام الأسرى". 

ونبه النادي بأن هناك "عملية قمع واسعة بحق الأسرى في سجن "نفحة"، بعد مواجهة جرت بين أحد الأسرى وسجانين، ووصلت أعداد كبيرة من قوات القمع الإسرائيلية لسجن "نفحة". 

وحمّل إدارة سجون الاحتلال "المسؤولية الكاملة عن مصير الأسرى، لا سيما في ظل حالة التوتر الشديد داخل السجون، وتعزيز وحدات القمع".

 

 

وتابع: "حالة التوتر الشديد تسود السجون لليوم الـ17 على التوالي، بعد إقدام إدارة السجون على تقليص المدة التي يقضيها الأسرى في "الفورة"، وعدد الأسرى الذين سيسمح لهم بالخروج في الدفعة الواحدة، وذلك في أعقاب عملية "نفق الحرية" (حيث تمكن 6 أسرى من التحرر ذاتيا عبر نفق أرضي قاموا بحفره أسفل سجن "جلبوع" قبل أن تتم إعادة اعتقالهم)، حيث تراجعت إدارة السجون عن الاتفاق المتمثل بوقف إجراءاتها التنكيلية بحق الأسرى، كما صعدت من سياسة التضييق عليهم".


وأفاد النادي في بيان له وصل "عربي21"، بأن "انتفاضة الأسرى مستمرة، بعد أن أقرت إدارة سجون الاحتلال جملة من الإجراءات التّنكيلية الممنهجة بحقهم، في محاولة جديدة لاستهداف منجزات الحركة الأسيرة، حيث تصاعد هذا الاستهداف وبقرار سياسي منذ تشكيل ما عرفت بلجنة "أردان" عام 2018". 

وذكر أنه من بين الإجراءات التي قام بها الأسرى "في محاولة مستمرة لحماية منجزاتهم، وصد السياسات التنكيلية الممنهجة بحقهم، وضمن برنامجهم النضاليّ المستمر، إغلاق الأقسام، ورفض ما يسمى "الفحص الأمني"، كجزء من خطوات العصيان والتمرد على قوانين إدارة السجون، التي تشكل أبرز أدوات الأسرى النضالية". 

اقرأ أيضا: قوات الاحتلال تعتقل 41 فلسطينيا في الضفة الغربية والقدس

 
وبين نادي الأسير، أن "المعركة الراهنة هي امتداد لسلسلة من معارك نفذها الأسرى على مدار الشهور الماضية، وتصاعدت ذروتها منذ تاريخ عملية "نفق الحرّية"، إلا أنها تأخذ خصوصيتها بحكم جملة من العوامل والتحديات التي تواجهها الحركة الأسيرة في الوقت الراهن، لا سيما تتابع المعارك التي اضطروا لخوضها منذ عملية "نفق الحرية"، وانتشار الوباء، وما رافقه من مخاطر مضاعفة على حياتهم، لا سيما المرضى". 


وأضاف: "الأسرى ماضون بخطواتهم النضالية، وقد تصل إلى المواجهة المفتوحة بالإضراب عن الطعام،  وستكون مرهونة برد إدارة السجون على مطالبهم، وأبرزها وقف الإجراءات التنكيلية والعقابية التي فرضتها عليهم مؤخرا". 

يشار إلى أن الأسرى من كافة الفصائل شكلوا لجنة طوارئ وطنية عليا منذ عملية "نفق الحرّيّة"، لإدارة المواجهة الراهنة، حتى تحقيق مطالبهم. 

ونبه النادي بأن "محاولة إدارة سجون الاحتلال سحب منجزات الأسرى ليست الأولى، فقد عملت تاريخيا على سلب الأسرى منجزاتهم التي حققوها بمسار نضالي طويل، وعبر سلسلة من الإضرابات الجماعية، حيث نفذ الأسرى نحو 24 إضرابا جماعيا على الأقل منذ تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة". 

 

إضراب مفتوح


وعن آخر تطورات الأوضاع داخل سجون الاحتلال، أوضح المتحدث الإعلامي باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين، حسن عبد ربه، أن "إدارة سجن "نفحة" عملت أمس على تعزيز وحدات القمع، وقامت بالتنكيل بالأسرى في قسم "10" وشتمهم والاعتداء عليهم جسديا؛ بالضرب والركلات والهراوات في ساحة "الفورة"، إضافة إلى احتجازهم لمدة 4 ساعات، ومن ثم إدخالهم إلى القسم تم الاعتداء عليهم أيضا، بالضرب الشديد والإهانة والإذلال والعبث بمقتنياتهم وأغراضهم الشخصية في الغرف".


وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن " إدارة سجن "نفحة" قامت بعزل 3 أسرى، ووضعتهم في زنازين العزل الانفرادي، كإجراء عقابي لرفض الحركة الأسيرة للإجراءات العقابية الممارسة بحق الأسرى المتعلقة بـ"الفورة"، من حيث العدد والمدة الزمنية وفرض العقوبات على عشرات الأسرى بالعزل الانفرادي، وفرض غرامات مالية إضافة للحرمان من الزيارة و"الكنتين".


وأفاد عبد ربه، أن "الأسرى اليوم، أعلنوا أنهم سيخوضون إضرابا عن الطعام ليوم واحد في كافة السجون والمعتقلات، فيما المعتقلون الإداريون في معتقل "عوفر" سيمتنعون المرضى منهم من أخذ الدواء والعلاجات الخاصة بهم، كشكل آخر من أشكال التصدي لإجراءات إدارة السجون الإسرائيلية".


ونبه إلى أن ما يقوم به الاحتلال من عدوان متصاعد على الأسرى، هو "سياسية قديمة جديدة، ولكن هذه المرة تستهدف الحياة المعيشية اليومية للأسرة، بما تمثله قضية "الفورة" منعصب الحياة الاعتقالية من حيث التواصل الاجتماعي والإنساني بين الأسرى أنفسهم، ومن حيث تأثير ذلك بشكل سلبي إذا ما مورست فعليا على قدرة الأسرى على التعليم والتثقيف الجماعي والفردي، وهذا ما يرفضه الأسرى، لأنه تعد واضح على حقوقهم المعيشية اليومية، وتدخل في شأن داخلي للأسرى وانتقاص من حقوقهم الحياتية داخل السجون".


ولفت المتحدث إلى أن "الأمور تسير الآن نحو المزيد من التصعيد والمواجهة والاشتباك المفتوح في ظل حالة الغليان الموجودة، إذا لم تتراجع إدارة السجون الإسرائيلية عن إجراءاتها العقابية والتضييقية على الأسرى، فإن ذلك سيقود نحو المزيد من المواجهة وقد تصل الأمور إلى مراحل بالإضراب المفتوح عن الطعام بشكل وحدوي وجماعي".

جدير بالذكر، أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية كانون الثاني/ يناير 2022 بلغ نحو 4500 أسير، بينهم 34 أسيرة ونحو 180 طفلا. 

التعليقات (0)