سياسة عربية

خاص.. صراع مع الجيش التونسي وراء استقالة نادية عكاشة

من المنتظر أن يلقي الصراع داخل قصر قرطاج بظلاله على منصب وزير الداخلية - فيسبوك
من المنتظر أن يلقي الصراع داخل قصر قرطاج بظلاله على منصب وزير الداخلية - فيسبوك

أكدت مصادر مطلعة لـ"عربي21" أن استقالة نادية عكاشة مديرة ديوان الرئيس التونسي قيس سعيّد جاءت بسبب صراع مع مؤسسة الجيش التي ضغطت باتجاه مغادرتها للقصر الرئاسي.


وبحسب نفس المصادر، فإن رئيس أركان الجيش محمد الغول رفض طلب عكاشة باعتقال رئيس البرلمان راشد الغنوشي، ما دفع لاحقا المؤسسة العسكرية إلى الضغط نحو استقالة عكاشة، رفضا للزج به في الصراعات السياسية.


كما طلب الغول من الرئيس سعيّد إيجاد حل للأزمة السياسية دون أن يكون هناك خاسر من العملية، داعيا إياه إلى الاستعانة برجال دولة سابقين.


وما زال الرئيس التونسي سعيّد يحاول إقناع مديرة ديوانه بالتراجع عن استقالتها، محاولا لعب دور الوساطة بينها وبين الجيش.


ومساء الاثنين، أعلنت نادية عكاشة عن استقالتها من منصب مديرة ديوان سعيّد عبر منشور بـ"فيسبوك"، مؤكدة "وجود اختلافات جوهرية في وجهات النظر".

 


ورغم محاولات الوساطة التي يلعبها الرئيس التونسي، إلا أن مقربين من سعيّد اقترحوا عليه تكليف أستاذ القانون الدستوري أمين محفوظ في خطة مدير ديوانه، الذي بدأ بالفعل بالقيام بمهامه عوضا عن عكاشة، بحسب المصدر.


ويعتبر محفوظ من الشخصيات التي تحظى بثقة قيس سعيّد، إذ جرت العادة أن يستقبله بالقصر لمناقشة ما اعتبره الرئيس حلولا قانونية للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد".


وبحسب المصدر، فمن المنتظر أن يغادر وزير الداخلية توفيق شرف الدين منصبه بالاستقالة أو بالإقالة بسبب الخلافات القائمة مع الجيش.

 

اقرأ أيضا: استقالة مديرة ديوان سعيّد بسبب "اختلافات جوهرية"

وكانت "عربي21" قد انفردت في وقت سابق بنشر خبر يتعلق بوجود صراع بين شق رئيسة الديوان الرئاسي نادية عكاشة والمستشار الأمني خالد اليحياوي من جهة وشق وزير الداخلية توفيق شرف الدين وزوجة الرئيس وشقيقه من جهة أخرى، وكلا الطرفين يكيد للآخر ونقطة التوازن مدى تأثير كل من الجهتين على الرئيس التونسي.


وأثار هذا الانقسام صراعا في أروقة قصر قرطاج منذ تولي رئيس الجمهورية قيس سعيّد المنصب نهاية عام 2019، لكن هذا الصراع على النفوذ نما في الأسابيع التي سبقت تشكيل الحكومة الجديدة، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حيث طُرحت أسماء توفيق شرف الدين ونادية عكاشة بقوة لقيادة الحكومة الجديدة، ليختار قيس سعيد في النهاية الحفاظ على توازن القوى من خلال تعيين نجلاء بودن، وهي أكاديمية لا تتمتع بمكانة سياسية، مع تعويض اليحياوي بشرف الدين في وزارة الداخلية.


التعليقات (10)
قاسم جبارة
الخميس، 27-01-2022 03:49 م
كانت لنا ليلى واحدة زمن المخلوع أما الآن فكل واحد يغني على ليلاه وأما تونس فلها الله
محمد بوصلاحي
الأربعاء، 26-01-2022 09:06 م
نادية عكاشة فتحت مجال الفتنة الطائفية في البلاد و زرعت الاحتقان في مختلف أركان الجمهورية التونسية لجهلها ولعدم بعد النظر في ما قررته ونفذته
ناصحو أمتهم
الإثنين، 24-01-2022 11:25 م
كل من يجد نفسه فجأة على رأس مؤسسة كبرى (شركة، دولة، حزب، منظمة...) وهو فاقد لمرجعية واضحة وتجربة عمل جماعي منظم يتجه غريزيا للاستعانة بأقاربه وأصدقائه وجيرانه وبعض زملاء الدراسة والعمل وبعض معارفه ممن يتصور أن له فضلا عليهم او من يقرضهم عليه من أوصلوه للمنصب. ولأن هذا النهج الغريزي يخالف كليا معايير القيادة وبناء فرق العمل في أي مؤسسة فضلا على أن تكون مؤسسة إدارة دولة، فسريعا ما ينفضون من حوله ليجد نفسه معزولا في منصبه الرفيع. إن المتأمل في الرجال والنساء الذين استعملهم سعيّد منذ توليه يجده حالة نموذجية مثلى لهذا النوع من قادة الغفلة. يا سعيّد ليس أفشل من النخبة السياسية العقيم في القطر سوى أنت؛ وإن ترد خيرا لنفسك، استقل حالا واعتذر من أهل القطر الضحايا المضحوك عليهم ممن أوصلك للرئاسة. لا يسعنا في الختام سوى تسجيل و تثمين سبق مواطنيك الأستاذ أبو يعرب والشاب سيف مخلوف والسيد لطفي المرايحي في إدراكهم منذ الأسابيع الأولى لتوليك أنك دعي أجوف.
مراد بن عبد الله
الإثنين، 24-01-2022 09:49 م
سيهزم الجمع ويولون الدبر ، فالمقاومة التي تمضي علي نهج وعقيده لن تهزم ابدا
متتبع
الإثنين، 24-01-2022 08:05 م
دول, لا بل مجتمعات أصبح حالها ميؤوس منه كليا! ورد في مقالكم "...خبر يتعلق بوجود صراع بين شق رئيسة الديوان الرئاسي نادية عكاشة والمستشار الأمني خالد اليحياوي من جهة وشق وزير الداخلية توفيق شرف الدين وزوجة الرئيس وشقيقه من جهة أخرى، وكلا الطرفين يكيد للآخر..." نعم هكذا تُقاد مصالح الناس في تونس التي يتشدق علينا الغرب و تابعيه من المتياسرين العرب بأنها الديموقراطية الوحيدة في بلاد العرب!!