مدونات

جهود جمعية تبليغ الإسلام المصرية بأمريكا اللاتينية (2003-2017)

كاتب آخر
كاتب آخر

سوف ألقي الضوء على جمعية لم يسلط عليها الضوء من قبل لحرص القائمين عليها على ذلك الأمر، ولم تظهر في أي وسائل إعلامية إلا فيما ندر ووفقا لحسابات دقيقة ومعقدة.

سوف أتناول سيرة جمعية تبليغ الإسلام في الإسكندرية في الفترة من 2003 إلى 2017، وفقاً لما شاهدته وساهمت في إنجازه مع كوكبة من الشباب المصري في تحويل جمعية مغمورة لا يعلم عنها إلا القليل في الإسكندرية؛ إلى المصدر الأول للكتاب الإسلامي باللغتين البرتغالية والإسبانية مجاناً للمسلمين الجدد والراغبين في تعلم الإسلام في البرازيل وأمريكا اللاتينية، وواحدة من أهم الجمعيات الدعوية على مستوى العالم وحققت شهرة طاغية في كل قارات العالم، إذ كانت تعمل على نشر الإسلام بحوالي 60 لغة في كل أنحاء العالم.

سوف نتوقف عند ثلاث محطات تاريخية في مسيرة التحول لجمعية تبليغ الإسلام، لتصبح الجمعية رقم 1 في مجال التعريف بالإسلام والتواصل الحضاري والثقافي مع المسلمين الجدد حول العالم.

الجمعية تأسست سنة 1974 على يد الأستاذ سيد حامد، وعلى مدار 29 عاماً تنقلت الجمعية في مقار عديدة؛ غالبا ما تكون غرفة في مسجد أو في مكتب محام، لضعف إمكانيات الجمعية في ذلك الوقت ولقلة التبرعات.

المرحلة الأولى في 2003-2008

وفيها خطت الجمعية خطوات جبارة نحو العالمية. أهم ملامح تلك الفترة:

1- إطلاق موقع الكتروني على الإنترنت لتلقي طلبات التزود بالكتب الإسلامية بحوالي 15 لغة، للمسلمين الجدد والراغبين في تعلم الإسلام حول العالم، عام 2002.

2- إطلاق مشروع لدعم المسلمين الجدد داخل السجون والمؤسسات الإصلاحية في أمريكا، حيث وجدنا العديد من السجناء تحولوا إلى الإسلام خاصة من الأمريكيين من أصول افريقية ولاتينية، في 2006-2007.

3- خطبة للشيخ شهاب أبو زهو (واحد من أهم الدعاة في الإسكندرية كان يظهر على قناة الرحمة في الفترة 2008–2013) على هامش الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في شباط/ فبراير 2006، تكون سببا في منح الجمعية مقرها الحالى في منطقة راقية بالإسكندرية.

4- إرسال كتب إسلامية مجاناً باللغة الإسبانية إلى كل المراكز الإسلامية في إسبانيا وأمريكا اللاتينية.

المرحلة الثانية (2008- 2010)

في هذه المرحلة سوف تمضي الجمعية إلى نجاحات مذهلة في زمن قياسي، إذا بدأت مرحلة التعاون مع لجنة الزكاة في شركة مكاسب للخدمات المالية الإسلامية في دبي سابقاً وشهدت تلك الفترة التعاون على الوجه الآتي:

1- توفير 10 فرص عمل لشباب الجمعية.

2- تنظيم أول مؤتمر عن الاقتصاد الإسلامب في جنوب البرازيل (2009).

3- إطلاق مشروع الكتاب الإسلامي في كولومبيا والبرازيل (2009)، وتم توزيع 40 ألف كتاب باللغتين البرتغالية والإسبانية وأسلم حوالي 23 شخصا.

4- إطلاق مشروع للتعريف بالإسلام في فنزويلا والأرجنتين (2010).

5- إطلاق مشروع للتعريف بالإسلام في هولندا وألمانيا (2009).

6- إطلاق مشروع "اعرف الإسلام"، في البرازيل (2010)، بالشراكة بين جمعية تبليغ الإسلام واتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل.

7- بعد تلك النجاحات حدثت خلافات بين فريق العمل، وترك كاتب هذه السطور عمله كمدير للمشاريع الدعوية في أمريكا اللاتينية في جمعية تبليغ الإسلام ليعمل كمراسل لموقع قناة اقرأ في البرازيل.

المرحلة الثالثة (2011– 2017)

هذه المرحلة كنت فيها شاهدا أو مراقبا للنجاحات المدوية الآتية لجمعية تبليغ الإسلام، وتلك الفترة تمثل العصر الذهبي لجمعية تبليغ الإسلام على النحو الآتي:

1- مشروع اعرف الإسلام يشارك للمرة الأولى في معرض ساوباولو للكتاب الدولي (2010).

2- يشارك للمرة الثانية في معرض ريودي جانيرو للكتاب الدولي (2011).

3- يشارك في معرض ساوباولو للكتاب الدولي (2012)، ثم يصبح ذلك المشروع تحت رعاية سفارة دولة الإمارات في البرازيل فيما بعد، وليصبح المشروع حدثا سنويا يتم تنظيمه في أهم المحافل الفكرية والثقافية في البرازيل وأمريكا اللاتينية.

4- مشروع إسلام 100 قرية في أفريقيا، بتمويل من مؤسسة عيد القطرية وتنفيذ الشيخ وحيد بالي من مصر، بمشاركة جمعية تبليغ الإسلام. وهو مشروع ضخم اشتمل على إرسال دعاة وقوافل دعوية، وحفر آبار، وطباعة كتب إسلامية، وبناء مساجد. وتم تنفيذه في 2013.

5- إطلاق مشاريع كبرى للتعريف بالإسلام في ألمانيا مع الداعية الألماني بير فوجل (2011- 2013).

6- معظم مشاريع الدعوة الالكترونية أو الدعوة على الإنترنت التي تم تدشينها في السعودية والكويت بدأت تستعين بخبرات جمعية تبليغ الإسلام، مثل مشروع هدهد، ومشروع "CHAT ISLAM ONLINE"، ومشروع ركن الحوار، وغيرها.

7- مشروع اعرف الإسلام خلال كأس العالم في البرازيل (2014) وصل إلى ذروة نجاحه.

بعد تلك النجاحات المدوية تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، إذ تأثرت الجمعية بالظروف الآتية، وأدى إلى انهيار أعمالها على الوجه الآتي:

1- ارتفاع سعر الدولار في مصر في نهاية 2016 أدى بالسلب إلى ارتفاع أسعار الشحن بالبريد المصري إلى كل أنحاء العالم، وأدى أيضاً إلى ارتفاع أسعار الطباعة.

2- إلغاء الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام في السعودية عام 2017، وكانت شريكا استراتيجيا لجمعية تبليغ الإسلام.

3- إلغاء معظم المشاريع الخارجية والدولية لمكاتب توعية الجاليات في السعودية، حيث كانت الجمعية تساهم بشكل كبير في تلك المشاريع.

4- توقف مشاريع مؤسسة عيد القطرية في أفريقيا عام 2017 نتيجة قطع العلاقات بين قطر ومصر والسعودية والإمارات، حيث أدى إلى توقف مؤسسة الشيخ وحيد بالي وتأثرت جمعية تبليغ الإسلام.

5- قلة التبرعات داخل مصر نتيجة لتشويه صورة العمل الخيرى الإسلامي في مصر، ما أدى إلى انكماش لمشاريع جمعية تبليغ الإسلام.

لكن تبقى التجربة حية ومؤثرة وملهمة برغم كل التحديات والصعاب في البدايات، إذ ثلة من الشباب المصريين لديهم الحلم والإخلاص والأمل في غد أفضل استطاعو كسر كل القيود، وحولوا جمعية تبليغ الإسلام من جمعية مغمورة إلى واحدة من أهم المؤسسات الإسلامية في العالم، وأصبحت قبلة للقاصي والداني ممن يريدون تعلم الإسلام. وقد تسمح الظروف مستقبلاً بأن أستعرض بالأسماء دور كل شخص نجح في العبور بجمعية تبليغ الإسلام إلى آفاق العالمية.

 

* باحث في شئون المسلمين الجدد
التعليقات (0)

"هكذا أسلمت"

10-Sep-21 11:47 AM

خبر عاجل