صحافة إسرائيلية

هآرتس: اغتيال فخري زاده عملية استعراضية لا قيمة لها

الصحيفة لفتت إلى أن نتنياهو أمل في أن قتل العالم سيحبط محاولة الإدارة الجديدة العودة إلى اتفاق النووي- وكالة فارس
الصحيفة لفتت إلى أن نتنياهو أمل في أن قتل العالم سيحبط محاولة الإدارة الجديدة العودة إلى اتفاق النووي- وكالة فارس

انتقدت صحيفة "هآرتس" العبرية، عملية الاغتيال التي استهدفت عالم النووي الإيراني، فخري زاده، نهاية العام 2020، مؤكدة أنها عديمة المعنى والقيمة الاستراتيجية. 

ورأت الصحيفة في خبرها الرئيس، أن ما ذكر في تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن عملية الاغتيال، "يقرأ كسيناريو فيلم رعب هوليوودي: الرجل الآلي الإجرامي رقم1".

وأضافت: "روي هناك عن عملية مركبة مع عملاء إيرانيين لجهاز "الموساد" أعدوا كمينا للسيارة "الهدف"، مع رشاش تم تفعيله "من خارج حدود إيران" فقتلت رصاصاته زاده".

ونوهت إلى أن "رئيس الموساد السابق يوسي كوهين الذي سيلعب دوره بالتأكيد توم كروز (ممثل أمريكي)، نال الحظوة على تخطيط العملية، أما رئيس الوزراء في حينه بنيامين نتنياهو، فقد استهدف زاده علنا كمسؤول عن البرنامج النووي الإيراني، وقرر اغتياله في الفترة الانتقالية في البيت الأبيض، بعد هزيمة دونالد ترامب في الانتخابات وقبل أن يحل جو بايدن محله". 

ولفتت إلى أن "نتنياهو أمل في أن قتل العالم سيحبط كل محاولة من الإدارة الجديدة العودة إلى الاتفاق النووي مع طهران"، مؤكدة أنه "رغم أن الاغتيال الناجح يدل على قدرة التنفيذ لدى "الموساد" وعلى قدرة نتنياهو وكوهين إقناع إدارة ترامب، فإن أكثر من كل شيء هو تكشف انعدام المعنى لمثل هذه العمليات الاستعراضية".

 

اقرأ أيضا: "نيويورك تايمز" تكشف تفاصيل عن عملية اغتيال فخري زاده

وقدرت "هآرتس"، أن "إيران لم تضطر لعملية رد على اغتيال العالم زاده، لأنها حتى بدونه تتقدم بسرعة لمكانة "دولة حافة" ذات مادة مشعة لترتيب سريع لقنبلة نووية". 

وأكدت أن "قتل العالم الإيراني، هو مثال على استثمار مقدرات تكنولوجية، دبلوماسية ومالية كبيرة في عملية تكتيكية عديمة القيمة الاستراتيجية"، معتبرة أن "الأسوأ من هذا؛ أن إسرائيل بقيادة نتنياهو ورجله التنفيذي كوهين، ركزت على عمليات استعراضية، لم تقوض السعي الإيراني إلى النووي". 

ونبهت الصحيفة، إلى أن "الإنجاز الذي تباهى نتنياهو به كثيرا، إقناع ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، يتبين الآن كتسجيل لهدف ذاتي، حيث إنه حرر فقط بعض الشيء اللجام الذي فرض على النشاط الإيراني، ولم تنجح إسرائيل في ردع الإيرانيين، وفي تجنيد الأسرة الدولية لعملية ضد طهران، أو لردع إدارة جو بايدن عن محاولاتها العودة إلى الاتفاق المهجور". 


وأفادت بأن "نتيجة الفشل الثلاثي لنتنياهو، واضحة في التهديدات شبه الواضحة لخليفته نفتالي بينيت، بأن إسرائيل ستهاجم إيران بنفسها، في محاولة يائسة لإحباط خطتها النووية في اللحظة ما قبل الأخيرة".

وتابعت: "لقد أعد بينيت منذ الآن الحجج، لأنه لا يتجرأ مثل سلفه على الهجوم، بدعوى أن نتنياهو أهمل الإعداد للهجوم، ومشكوك أن يكون لإسرائيل إسناد لعملية كهذه، في حال خاطرت بثمن الضربة الهدامة في الجبهة الداخلية".


وقالت: "في هذه الأثناء، من المهم أن نتذكر الدرس، أنه حتى "الرجل الآلي الإجرامي" يحتاج لمفعلين أذكياء، وأن الجسارة العملياتية ليست بديلا عن السياسة المنطقية". 

التعليقات (0)