مدونات

نحن الأحرار

كاتب آخر
كاتب آخر

مُنذ أن خلق الله تعالى الإنسان ومنذ أن بدأت الأجيال بالتكاثر وإعمار الأرض، لطالما كان هنالك اختلافات لا اتفاق عليها بين النّاس، حتّى وإن وجدت بعضاً منهم يسيرُ على ذات النّهج، فلا بُد أن يفترقوا عند نقطة خلافٍ معينة.

إننا نعرِف بأن الأشياء الفطرية محال التغيير فيها أو حتى المساس في صفاتها الأساسية. وكان حُبُّ فِلسطين إحدى وأهم الفِطَر التي زرعها سبحانه وتعالى زرعاً مُتأصلةً جذوره فينا وغير قابلة للاقتلاع.

النّكبة، النّكسة، عشرات الحروب الداخليّة، الآلاف من الأسرى وأعداد من الشهداء لا تُحصى.. إنّك في فلسطين فقط ترى معنى أن يسير المرء حاملاً روحه على كفيه وكل من فيها سواسية، بدءاً من الرّضيع في المهد وصولاً إلى الشيخ في اللحد.

أسمِعت بـ"الملعقةِ" التي تُحرِّر أرواحاً؟

في صباح السادس من أيلول/ سبتمبر لعام 2021، استيقظ العالم كلّه على وكالات الأخبار التي تضجُّ بالمُعجزة التي نفّذها ستةٌ من الأسرى الفلسطينيين في سجن "جلبوع"، حيثُ أنّهم قاموا بحفر نفقٍ من داخل السّجن إلى خارجه وذلك بواسطة "ملعقة"! ليتمكنوا من تحرير أنفسهم، بلا أدنى خوفٍ من العواقب الوخيمة الظالمة التي قد تلحَقُ بهم وذلك في سبيل الحرية حتّى لو كانت لساعة واحدة.

ستةٌ من الرّجال الجبّارين، أولئك الذين نزلوا من بطون أمهاتهم إلى ساحات التحرير حاملين هدفاً واحداً لا رجعة فيهِ أبداً، حتّى وإن أصبحوا ذات يومٍ متوارين تحت التراب ستكمل من بعدهم مئات الأجيال بطرق عديدة، والغاية واحدة ألا وهي "الحُرية للبلاد قبل العِباد".

سجن "جلبوع" الذي يُطلق عليه لقب "السّجن الآمن" بسبب تحصيناته المنيعة، السّجن الذي تتغلغل فيه كاميرات المراقبة والحراسة الشّديدة أصبَح اليوم على قائمة السخرية من هيبته الوهمية بعدما استطاع الأحرار اختراقه بقطعةٍ حديدية، فإنّه "لا بُد للقيد أن ينكسر"، إن طال الزمان أو قصر فسينكسر.

 


التعليقات (0)