أخبار ثقافية

مجلة "الثقافة المغربية" تكرم الراحل بشير القمري

مجلة الثقافة المغربية
مجلة الثقافة المغربية

تكريما للناقد الراحل بشير القمري، خصصت مجلة "الثقافة المغربية" مساحة "الحاضرون معنا" في عددها الجديد.

العدد 42 من المجلة جاء متضمنا ملفاً حول "سوسيولوجيا التراكم الثقافي في المغرب"، ومقالات حول المغرب بين الأمس واليوم، ودراسات نقدية عن التجارب الفنية المغربية في النحت والتشكيل والسينما، وأبحاثاً تسلط الضوء على أفق العمل الثقافي في المغرب، مع بحث في فرص ومخاطر علاقة الشباب المغربي بشبكات التواصل الاجتماعي.

ونشر العدد الجديد مجموعة من النصوص الشعرية والقصصية لمجموعة من الباحثين والأدباء كمحمد وقيدي ومحمد الصباغ ومحمد الميموني. وشمل العدد حواراً مع المترجمة الصينية "تشانغ هونغ يي" أجراه الكاتب حسن الوزاني، التي درّست اللغة العربية لثلاثين سنة.

 

اقرأ أيضا: مجلة "نزوى" وملف خاص عن الروائي غالب هلسا

والمجلة الصادرة عن وزارة الثقافة والشباب والرياضة، قدمت أيضا الجزء الأول من كتاب "فواصل الجُمان في أنباء وزراء وكُتاب الزمان" لمحمد غريط المتوفى سنة 1945، بعدما راجعه وقدمه الباحث محمد آيت لعميم، مع تمهيد للباحث صلاح بوسريف.

وجاء في افتتاحية العدد الجديد: "مجلة (الثقافة المغربية) في الصورة التي هي عليها اليوم هي تعبير عن كل هذا، في ما يصدر فيها من ملفات، وكتابات، ومن أشكال فنية جمالية. فالثقافة، في مفهومها الأنثروبولوجي، هي هذه الوفرة، ليس بمعنى الكم، بل بمعنى القيمة والنوع. الأدب، والفلسفة، والمعمار، والنحت، والموسيقى، والرسم، والشعر، والمسرح، والقصة، والسينما، والعلوم الإنسانية، التي هي آلة القراءة وحل بعض ما يلتبس علينا من مشكلات".

وصدر العدد 42 من مجلة “الثقافة المغربية” في نسخة إلكترونية، يتاح الاطلاع عليها مجانا في موقع الوزارة الوصية – قطاع الثقافة.


التعليقات (1)
نسيت إسمي
الإثنين، 23-08-2021 06:40 م
'' الأدب والسينما في المغرب: أي علاقة؟ '' يتقارب الأدب والسينما في طابعهما السردي، لكنهما يختلفان في أداة التعبير بين الكلمة التي يعتمد عليها الأدب، والصورة التي تشكّل روح الفن السابع. وإن كان الأدب والسينما يغرفان من المتخيّل نفسه، الذي يوظّف أحداثاً وشخصيات يتابعها الجمهور، مشاهداً كان أو قارئاً، فإن من الطبيعي أن يلتقيا. القواسم المشتركة بين الأدب والسينما، أتاحت لمخرجين كثيرين، الاعتماد على شخصيات تمارس تأثيرها الواقعي أو المتخيل، في عدد من الأعمال الأدبية، خاصة الروايات والقصص، ما أنتج أفلاماً سينمائية ناجحة. لكن هذا لم يحصل بالقدر الكافي في السينما المغربية، التي يبدو أنها لا تزال على علاقة فاترة وحذرة بالأدب. الغوص في تفاصيل الشخصيات، وزمن تحرّكها، وتسلسل أحداثها، التي تحفل الرواية أو القصة بها عادة، عوامل وسياقات حفزت السينما وروّادها على اقتباس نصوص روائية عديدة، لتحويلها إلى أفلام سينمائية، استطاعت تحقيق نجاحات باهرة. في هذا الإطار، يقول الأديب المغربي مصطفى لغتيري إن أفلاماً عالمية نهلت من روايات خالدة، مشيراً إلى أن النماذج العالمية كثيرة ويصعب حصرها. يضيف لغتيري أنه، في السينما العربية، عمد المخرجون والمنتجون إلى الاستفادة من النبع الثري للرواية العربية، فاقتبسوا منها نصوصاً لامعة، محوّلينها إلى أفلام سينمائية، أضفت على الشاشة الكبيرة “جاذبية خاصة”، ما أدّى إلى تحقيق زخم مشهود في هذا المجال، خلال المرحلة الرومانسية. وذكر الروائي المغربي روايات إحسان عبد القدوس، ومحمد عبد الحليم عبد الله، مضيفاً أن ذروة تعاطي السينما العربية مع النصوص الروائية كانت مع تجربة نجيب محفوظ، الذي لم يكتفِ بمنح السينما مجموعة من إبداعاته الروائية لتحويلها إلى أفلام، بل كتب هو نفسه عدداً من السيناريوهات السينمائية. بخلاف ما دأبت عليه إبداعات السينما العالمية والعربية، خاصة المصرية، بعودتها بين حين وآخر إلى القصص والروايات، فإن العلاقة بين السينما والأدب في المغرب ظلّت متنافرة، تصل إلى حدّ تبادل الاتهامات بين الأدباء والسينمائيين. يتّهم الأدباءُ المخرجين السينمائيين بأنهم لا يقرأون الروايات التي يصدرونها. وحتى إن قرأوها، فإنهم لا يتجرّأون على “اقتحام” أسوار الرواية والقصة، وتحويلهما إلى فيلم سينمائي. بينما يتّهم السينمائيون الأدباءَ بأنهم يكتبون لأنفسهم، ولا يتقنون الكتابة للسينما، التي لها عوالمها وشروطها الخاصة. يقول التازي إنه لا يمكن إنكار وجود “سوء فهم كبير” بين الأدب والشاشة الفضية في المغرب، اعتماداً على قلّة الأعمال الأدبية التي تمّ تحويل شخصياتها وأحداثها إلى السينما، معتبراً أن سبب هذا التنافر ليس المخرج أو المنتج السينمائي، بل العمل الأدبي نفسه، الذي يُكتب من دون مراعاةٍ للقالب السينمائي الفني. ويضيف المخرج السينمائي أنه لم يجد مشكلة في تحويل رواية “جارات أبي موسى” من الورق إلى الصُور، لأنها “تحمل في طياتها بذور العمل الفني والسينمائي”، مشيراً إلى أنه لا يمانع في الاشتغال على روايات وتحويلها إلى السينما، “شرط أن تكون صالحة لذلك”. من جهته، يحدّد مصطفى لغتيري العوامل التي تخلق مشكلة محدودية اقتباس السينما المغربية لروايات الكتاب المغاربة، بالقول إن أبرزها كامنٌ في “التكوين الفرنكوفوني” لغالبية المخرجين المغاربة، ما يجعل اطّلاعهم على الروايات المغربية المكتوبة باللغة العربية “محدوداً جداً”، فضلاً عن ظاهرة “المخرج المنتج الممثل الكاتب”. وأشار الأديب إلى عاملٍ آخر، يتمثّل في تأثّر الرواية المغربية، في إحدى مراحلها، بالرواية الفرنسية الجديدة، ما يؤدّي إلى “اهتمام مفرط باللغة الشعرية، وإهمال البعد الحكائي، الذي يهمّ السينمائيين أكثر من غيره”، مضيفاً عاملاً آخر هو “إهمال الروايات الجديدة، بدءاً من تسعينيات القرن الماضي، التي تتصالح مع البعد الحكائي، وتنتج بالتالي نصوصاً قابلة للاقتباس السينمائيّ”. ولفت لغتيري إلى “التوجّس وسوء الفهم، اللذان يحكمان العلاقة بين المخرجين والأدباء، بسبب الأحكام المسبقة، وتأثير بعض التجارب السيئة، التي يشتكي فيها الأدباء من السطو على حقوقهم المادية والمعنوية، فيما يشتكي المخرجون من عدم مرونة الأدباء، حين يضطرون إلى إجراء تغييرات على النصوص الروائية، حتى تصبح قابلة للاشتغال عليها سينمائياً”. ولم يفت صاحب رواية “أسلاك شائكة”، الذي اشتكى من هضم حقوقه من طرف مخرج سينمائي حوّل روايته إلى فيلم بعنوان “الوشاح الأحمر”، أن يسجّل “عدم تدخّل الهيئات المختصة لحماية الكاتب من جشع بعض المخرجين، وتنظيم العلاقة بين الطرفين بشكل واضح، يضمن لكلّ منهما حقوقه”.