سياسة دولية

أمريكا تبحث إخفاقاتها بأفغانستان.. وتعلن أعداد العالقين

أمريكا غادرت أفغانستان ولا يزال هناك تواجد لبعض العناصر- جيتي
أمريكا غادرت أفغانستان ولا يزال هناك تواجد لبعض العناصر- جيتي

أعرب العديد من أعضاء الكونغرس الأمريكي عن خيبة أملهم إزاء التطورات في أفغانستان، ومن المقرر أن يعقد المشرعون جلسة استماع لمناقشة أخطاء إدارتي الرئيسين السابق، دونالد ترامب، والحالي، جو بايدن.

وقال السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن "أحداث الأيام الأخيرة أصبحت ذروة لسلسلة الأخطاء التي ارتكبتها الإدارات الجمهورية والديمقراطية خلال الـ20 عاما الماضية".

وأضاف: "نحن نرى الآن النتيجة الرهيبة للسنوات من الإخفاقات في المناهج السياسية وإخفاقات الاستخبارات".

وأكد مينينديز أن لجنته ستجري جلسة استماع حول السياسات الأمريكية في أفغانستان، بما في ذلك مفاوضات إدارة ترامب مع "طالبان" وتنفيذ إدارة بايدن لخطة الانسحاب، دون أن يقدم أية معلومات عن تاريخ عقد الجلسة.

 

اقرأ أيضا: لماذا صمتت أمريكا على انتصارات طالبان بأفغانستان؟

بدوره، أكد السيناتور الديمقراطي مارك وارنر، رئيس لجنة شؤون الاستخبارات في مجلس الشيوخ، أنه يعتزم العمل مع لجان أخرى "لطرح أسئلة صعبة ولكن ضرورية" حول أسباب عدم استعداد الولايات المتحدة لمثل هذا التطور في أفغانستان.

من جهة أخرى، واصل الأعضاء الجمهوريون في الكونغرس انتقاد سياسات إدارة بايدن في أفغانستان.

وقال الجمهوريون في لجنة شؤون القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي في رسالة إلى البيت الأبيض، إن "الأزمة الأمنية والإنسانية التي تتطور الآن في أفغانستان كان من الممكن تجنبها في حال قمتم بوضع خطط ما".

ويأتي ذلك على خلفية سقوط حكومة الرئيس أشرف غني في أفغانستان، واستيلاء حركة "طالبان" على السلطة قبل إتمام الانسحاب الأمريكي من البلاد.

 

أعداد من بقي


وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أن هناك ما بين 5 آلاف و10 آلاف أمريكي قرب العاصمة الأفغانية كابل.

جاء ذلك في تصريحات صحفية، أدلى بها، جون كيربي، المتحدث باسم الوزارة، خلال مؤتمر صحفي عقده من واشنطن.

وأضاف كيربي موضحًا أنه "ليس هناك إحصاء دقيق لعدد المواطنين الأمريكيين هناك لكننا على يقين بأنهم يقدرون بالآلاف".

وذكر أن الأمريكيين في "كابل لم يعودوا بحاجة لملاذ، حيث وزعت وزارة الخارجية رسالة تنصحهم فيها بكيفية الاستعداد والتوجه إلى المطار، ومن ثم يمكنهم التحرك إلى هناك لاتخاذ الإجراءات الخاصة باستقلال رحلاتهم الجوية".


ترامب وبينس ورايس

 

وجه عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين السابقين، منهم الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبه مايك بينس ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس انتقادات لاذعة لطريقة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

واعتبرت وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" أن الولايات المتحدة تسرعت في سحب قواتها وكتبت: "بعد سقوط كابل ظهرت رواية مدمرة وغير عادلة للغاية تلقي باللوم على الأفغان فيما انتهى إليه الأمر. لا، لم يختاروا طالبان".


وفي رأيها، كانت الولايات المتحدة وأفغانستان بحاجة إلى مزيد من الوقت الذي كان يمكن أن تستخدمه واشنطن لتدريب الأفغان وتعزيز الدعم الجوي والاستخبارات.


وأضافت: "20 عاما لم تكن كافية لإكمال الرحلة من حكم طالبان الذي يذكر بالقرن السابع ومن 30 عاما من الحرب الأهلية، إلى حكومة مستقرة".

 

ورجحت رايس أن "طالبان" ربما كانت ستبدأ في التراجع ميدانيا في فصل الشتاء، متسائلة عن ما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة الانتظار حتى ذلك الحين ومنح الأفغان فسحة من الوقت لوضع استراتيجية لمنع سقوط كابل.

 

وقالت: "حان الوقت لواشنطن لتعيد تأكيد التزاماتها تجاه أوكرانيا والعراق وتايوان".

 

اقرأ أيضا: وزير أمريكي سابق يعدد أخطاء أمريكا في أفغانستان

من جانبه، اعتبر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن جنود الجيش الأفغاني كان قاتلوا ليس من أجل وطنهم، لكن مقابل الأموال الأمريكية، و"أول ما توقف التمويل، توقفوا عن القتال واستسلموا".

 

وعبر ترامب في تصريحات صحفية أمس الثلاثاء عن غضبه لمقدار الأموال التي أهدرت في أفغانستان، وقال: "لقد أنفقنا (على العملية في أفغانستان) 42 مليار دولار سنويا. تأملوا هي 42 مليارا. كما أفهم، روسيا تنفق 50 مليار دولار سنويا على جيشها بأكمله".


وبحسب الرئيس السابق، فإن مروحيات "بلاك هوك" التي قدمتها واشنطن للجيش الأفغاني والتي كلفت المليارات ووصفها ترامب بأنها " أفضل تقنية في العالم"، "ستدرسها الآن روسيا والصين وأي جهة أخرى".

 

وعبر ترامب عن استيائه من أن الولايات المتحدة لم تدمر معدات عسكرية قبل مغادرتها أفغانستان، فأصبحت الآن في قبضة "طالبان".

ووصف مايك بينس نائب الرئيس الأمريكي سابقا، الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بأنه "كارثي" ويمثل أكبر إذلال للولايات المتحدة في الساحة الدولية منذ 40 عاما بعد الاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران.


وبحسب بينس، فإن قرار بايدن سحب القوات غطى الولايات المتحدة بالعار أمام العالم، وجعل الحلفاء يتشككون في مصداقية البلاد، وأساء لذكرى الأمريكيين الذين خدموا في أفغانستان على مدار العشرين عاما الماضية.

 

ووصف بينس ما فعله الرئيس جو بايدن بأن "ضعف تمخض عنه شر".


أعداد من غادروا


ونقلت شبكة "nbcnews" عن اثنين في مجلس الشيوخ الأمريكي، قولهما إن هذا الرقم حصلوا عليه خلال إحاطة من مسؤولين في الأمن القومي والدفاع.


وكانت صحيفة واشنطن بوست ذكرت هذا الأمر للمرة الأولى، مشيرة إلى أن حوالي 10 آلاف إلى 15 ألف مواطن أمريكي ما زالوا عالقين في أفغانستان.


وصرح مستشار الأمن القومي جيك سوليفان للصحفيين في البيت الأبيض الثلاثاء، بأن "طالبان أبلغتنا بأنها مستعدة لتوفير ممر آمن للمدنيين إلى المطار، ونعتزم أن نلزمهم بهذا الالتزام".


ونقلت الشبكة الأمريكية عن موظفي مجلس الشيوخ قولهم إنهم أبلغوا بأن الإدارة ليس لديها خطة لإجلاء المواطنين الأمريكيين خارج كابل بسبب نقاط التفتيش التابعة لطالبان.


وقالت الحكومة الأمريكية، الاثنين، إنها مستعدة لنقل أكثر من 20 ألف أفغاني مرشحين للحصول على تأشيرات المهاجرين الخاصة إلى القواعد الأمريكية.


وأعلن مسؤولون أمريكيون أنه بحلول ليلة الثلاثاء، تم إجلاء حوالي 1100 مواطن أمريكي ومقيمين دائمين وعائلاتهم في 13 رحلة جوية.

 

وأعلن مسؤول أمني غربي أنه تم حتى الآن إجلاء أكثر من 2200 دبلوماسي ومدني على متن رحلات جوية عسكرية خارج كابل.


ونقلت وكالة رويترز عن المصدر في كابل، اليوم الأربعاء: "لم يتضح بعد موعد استئناف الرحلات الجوية المدنية من كابل".


وأعلن البيت الأبيض سابقا عن إجلاء نحو 1100 أمريكي من أفغانستان أمس الثلاثاء.

 

ومنذ أيار/ مايو الماضي، بدأت حركة "طالبان" توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامنا مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية، المقرر اكتماله بحلول 31 آب/ أغسطس الجاري.

وسيطرت الحركة، خلال أقل من 10 أيام، على أفغانستان كلها تقريبا، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة الامريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، خلال نحو 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية.

وفي 2001، أسقط تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، حكم "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة"، الذي تبنى هجمات في الولايات المتحدة، في أيلول/ سبتمبر من ذلك العام.
التعليقات (0)