صحافة إسرائيلية

رئيس الموساد السابق: العلاقة مع الأردن رصيد استراتيجي

halevy1-640x400
halevy1-640x400
قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير سابق إنه بعد أقل من شهر من تشكيل الحكومة الجديدة، رأى اثنان من كبار أعضائها، رئيسها ووزير خارجيتها، أن هناك حاجة ماسة إلى اتخاذ خطوات إيجابية مهمة تجاه الأردن، جارتنا من الشرق.

وأضاف أفرايم هاليفي رئيس جهاز الموساد الأسبق ورئيس مجلس الأمن القومي الأسبق، في حوار مع مجلة يسرائيل ديفينس للعلوم العسكرية، ترجمته "عربي21": "أمضيت ساعات في الأردن أكثر من العديد من المسؤولين الإسرائيليين الآخرين، وقد دعيت أكثر من مرة إلى استخدام خدماتي الجيدة كحلقة وصل مع الملك حسين لتصحيح الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها إسرائيليون في العلاقات مع الأردن".

وقال: "إنني على مدى ثلاث سنوات رئيساً للموساد، أرسيت الأسس لاستمرار العلاقات الجيدة والإيجابية مع الملك الجديد عبد الله الثاني، وتحديدا بين 1999 و2003، حيث نشأت علاقات وثيقة جدًا بيني وبينه، كما أني كنت شريكًا نشطًا في صياغة اتفاقية السلام مع الأردن، وأقمت علاقات خاصة مع الملك حسين".

وأكد أن "الحكومة الإسرائيلية السابقة تسببت في أضرار جسيمة للعلاقات مع الأردن، مع أنه رصيد استراتيجي من الدرجة الأولى لإسرائيل، ويسعدني أن الحكومة الجديدة اتخذت هذه الخطوات، قبل حدوث أضرار استراتيجية حقيقية، بحيث قد تتدهور العلاقات الثنائية بين عمان وتل أبيب، وتضر بمصالح أمنية حيوية، وقد تكونان تضررتا من خلال الحدود المشتركة بينهما، وهي الحدود الأطول بين دول الجوار".

وأشار إلى أن "العلاقات الخاصة بين المؤسستين العسكريتين في البلدين مهمة جدا لحماية مصالحهما، ومن هنا جاءت أهمية زيارة رئيس الوزراء نفتالي بينيت لعمان، وهناك خطوات اتخذتها وزارة الخارجية سابقا من قبل الوزير السابق غابي أشكنازي، الذي تمكن من إيقاف موجة ضبابية في العلاقات بينهما، وقد وافقت الحكومة الجديدة على طلب الأردن بتزويدها بـ 50 مليون متر مكعب كل عام لمدة خمس سنوات في ظل نقص مياهه".

وطالب هاليفي "إسرائيل بأن نتذكر ما حدث في الأردن نتيجة حروب الشرق الأوسط، حيث إنه استوعب لاجئين قدموا من العراق بعد الحرب هناك، وبعد الحرب في سوريا انتقل مليونا لاجئ إلى الأردن، وتضاعف عدد سكانه إلى الضعف في السنوات الـ15 الماضية، مع أنه لا يملك موارد طبيعية أو صناعة متطورة، لكنه يعاني من نقص كبير في مياه الشرب والمياه لأغراض أخرى، وصعب تطوير مناطق زراعة الغذاء في الأردن".

وأكد أن "توتر العلاقة مع الأردن لم يقتصر فقط على إسرائيل، فالإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب لم تعين سفيرًا في عمان، لكن المفارقة اليوم أن العاهل الأردني سيكون أول زعيم شرق أوسطي يلتقي الرئيس الجديد للولايات المتحدة".

وأشار إلى أنه "نتيجة لحرب الأيام الستة في 1967، استوعب الأردن الكثير من اللاجئين الفلسطينيين، وبات اليوم جزء كبير من سكان المملكة من الفلسطينيين، حتى إن زوجة الملك عبد الله من مواطني الضفة الغربية، لذلك فإن هناك قدرا كبيرا من الحساسية تجاه العلاقة مع إسرائيل، لكن الملك عبد الله يوجهها بحذر وحساسية، ولكن عندما يدير رئيس الوزراء الإسرائيلي ظهره له، فهذا لا يساعده".
التعليقات (0)