كتاب عربي 21

هدف أكاذيب المعارضة التركية

إسماعيل ياشا
1300x600
1300x600
نشرت وكالة رويترز للأنباء، قبل أيام، تقارير عن عودة الحياة إلى طبيعتها في عدد من الدول بعد رفع القيود المفروضة في إطار مكافحة جائحة كورونا، وأرفقت مع التقارير لقطات من تلك الدول. وكانت جميع الصور تظهر جانبا من جمال تلك الدول، باستثناء الصورة المنشورة مع تقرير الوكالة عن تركيا. واختارت رويترز لذاك التقرير صورة تظهر محلات مغلقة، وعاملا يجمع الكراتين الفارغة في أحد أزقة إسطنبول.

ما فعلته وكالة رويترز ازدواجية واضحة، ومحاولة صارخة لتشويه صورة تركيا، وكان بإمكانها أن تختار لقطة من مئات الأماكن السياحية الجميلة التي تزين مدينة إسطنبول العريقة. ولم تخفَ هذه المحاولة البائسة على المتابعين، كما أن الشعب التركي سبق أن رأى أمثلة كثيرة للتضليل الإعلامي الغربي الذي يستهدف بلاده. إلا أن الجديد في الأمر، هو أن تقوم المعارضة التركية هذه الأيام بحملة إعلامية جنونية من خلال ترويج أنباء كاذبة وشائعات لا يصدقها أي عاقل.
الجديد في الأمر، هو أن تقوم المعارضة التركية هذه الأيام بحملة إعلامية جنونية من خلال ترويج أنباء كاذبة وشائعات لا يصدقها أي عاقل

الكذبة الكبرى التي روَّجتها المعارضة التركية الأسبوع الماضي هي القول بأن الطلاب القطريين سيدخلون كليات الطب في تركيا بدون اختبارات، في الوقت الذي يدخل فيه الطالب التركي اختبارات صعبة للحصول على مقعد في إحدى تلك الكليات. ونشر رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، هذه الكذبة في حسابه بموقع تويتر، بناء على ما ورد في وسائل إعلام تركية معارضة للحكومة، إلا أن معظم تلك الوسائل نشرت بعد ساعات نفيا لصحة ما روَّجته حول فتح أبواب كليات الطب لدخول الطلاب القطريين بدون اختبارات.

وسائل الإعلام التي أثارت الشائعة اعتذرت عن تقاريرها المضللة، إلا أن كليتشدار أوغلو لم يعتذر، ولم يعترف بأنه روَّج معلومة خاطئة، كما أن بعض قادة حزب الشعب الجمهوري واصلوا ترديد ذات الكذبة، وادَّعى المتحدث باسم الحزب، فائق أوزتراك، بأن أسئلة اختبارات دخول الجامعات التي أجريت نهاية الأسبوع، كانت صعبة، وأضاف متسائلا: "هل تعمدوا ذلك ليملؤوا المقاعد الشاغرة بالطلاب القطريين؟".

الكذبة الأخرى التي روجتها المعارضة التركية، الأسبوع الماضي، هي ما نشر في موقع إخباري عن وجود أسلحة في سكن للطالبات يعود إلى منظمة للمجتمع المدني مقربة من الحكومة. وكانت الصورة المنشورة مع التقرير تظهر كمية من الأسلحة أمام بوابة مبنى السكن في وضح النهار. وادَّعى الموقع الإخباري المعارض بأن خبراء عسكريين تحدثوا إلى مراسله حول أنواع الأسلحة الموجودة في الصورة. وكان الهدف من نشر مثل هذا التقرير هو إرسال رسالة إلى الرأي العام مفادها أن أنصار الحكومة التركية يتسلحون. إلا أنه سرعان ما اتضح أن تلك الأسلحة بلاستيكية وتستخدم في تصوير فيلم وثائقي عن أنشطة تنظيم الكيان الموازي الإرهابي؛ الذي قام بمحاولة انقلاب عسكري في 15 تموز/ يوليو 2016.

السؤال الذي يطرح نفسه هو: "لماذا تروِّج المعارضة مثل هذه الأكاذيب التي لا يمكن أن يصدقها عاقل"؟ لأن الحكومة التركية أعلنت أن الاتفاقية الموقعة مع قطر تهدف إلى تبادل الخبرات في مجال الصحة، وخاصة بالعسكريين فقط، ولا تشمل الطلاب المدنيين، كما أن هناك دولا صديقة أخرى يدرس عدد من طلابها العسكريين في البلاد في ذات الإطار.
الأكاذيب التي تختلقها وسائل الإعلام المعارضة يوميا، ويشارك في ترويجها قادة حزب الشعب الجمهوري بشكل متعمد، هي في الحقيقة حملة ممنهجة تهدف إلى شيطنة كل من يقف إلى جانب تركيا في أوقاتها الصعبة، وترويع هؤلاء كي يبتعدوا عن الاستثمار في البلاد

هذا أولا.. ثانيا، أن قطر ليست دولة فقيرة، كما أن عدد سكانها لا يصل إلى عشرات الملايين، ما يعني أنه لن تكون هناك موجات طلاب تأتي من قطر إلى تركيا للدراسة في جامعاتها. وهناك جامعات قطرية وفروع لجامعات عالمية مرموقة في الدوحة، كما أن الطلاب القطريين بإمكانهم أن يدرسوا في جامعات الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا وغيرها من الدول الغربية. ولو كنت طالبا قطريا وخُيرت بين دراسة الطب في تركيا وإحدى الجامعات الأمريكية أو الأوروبية المرموقة لاخترت الثاني دون تردد، لأتقن اللغة الإنجليزية إلى جانب دراسة الطب.

وعلى الرغم من التقدم الذي حققته تركيا في مجال الصحة، فلا يمكن أن يدعي أحد بأن الجامعات التركية التي تدرِّس الطب ليس لها بديل.

الأكاذيب التي تختلقها وسائل الإعلام المعارضة يوميا، ويشارك في ترويجها قادة حزب الشعب الجمهوري بشكل متعمد، هي في الحقيقة حملة ممنهجة تهدف إلى شيطنة كل من يقف إلى جانب تركيا في أوقاتها الصعبة، وترويع هؤلاء كي يبتعدوا عن الاستثمار في البلاد، بالإضافة إلى بث الرعب في المجتمع عموما، وبين المعارضين على وجه الخصوص، ليكونوا جاهزين نفسيا للاستجابة لأي إثارة في المستقبل والمشاركة في تمرد يستهدف الحكومة المنتخبة.

twitter.com/ismail_yasa
التعليقات (1)
هل هذا هو الموضوع الأهم؟
الأربعاء، 30-06-2021 06:22 م
أتساءل لماذا يختار الكاتب مثل هذا الموضوع ولا يتناول مواضيع أشد أهمية وإلحاجاً للقارئ العربي مثل التضييق الشديد على الإعلاميين المصريين إذعاناً لقائد الانقلاب الخسيسي في مصر؟ ما هو الخير الذي سيعود على تركيا من ذلك؟ تركيا تخسر بذلك الكثير لدى الرأي العام العربي والمسلم. وقد تشجع السيسي بمواقف تركيا وأصدر أحكاماً بالإعدام في حق قيادات الإخوان وثورة يناير. وسينفذ هذه الأحكام مادام يجد تركياً مستسلمة له ولمطالبه الخسيسة الدنيئة.