حول العالم

ماذا وراء العلاقات العاطفية "غير الجدية"؟.. استشاريون يجيبون

"الإعجاب بالشاب اللطيف لا يدعى حبا، الحب لا يأتي عن طريق رسائل واتصالات"- CC0
"الإعجاب بالشاب اللطيف لا يدعى حبا، الحب لا يأتي عن طريق رسائل واتصالات"- CC0

باتت العلاقات بين الشبان والفتيات تفرز إشكالات متزايدة، بين الانفتاح الذي توفره وسائل التواصل وأجواء الجامعات، من جهة، والرغبة بتأسيس أسرة محافظة، من جهة أخرى.

 

ويسقط العديد من الشبان والفتيات في فخ العلاقات غير الجدية، حيث يرغب كثيرون بالتواصل مع الجنس الآخر، لكنهم يستخدمون ذلك التواصل ذاته، وخاصة الشبان؛ ذريعة لعدم المضي بالعلاقة إلى النهاية، وربما يتحول الأمر إلى لهو وتسلية.


وفي حديث لـ"عربي21"، رأى الطبيب النفسي، ملهم الحراكي، أن لجوء الفتاة لذلك "تعبئة لفراغ عاطفي في حياتها نتيجة نقص حنان أب أو غياب مشاعر الود داخل الأسرة"، رافضا وصف مثل تلك العلاقات بـ"الحب".

 

وقال الحراكي: "الإعجاب بالشاب اللطيف لا يدعى حبا، الحب لا يأتي عن طريق رسائل واتصالات"، موضحا أن ذلك الشعور الحقيقي يتطلب معرفة حقيقية وشاملة.


وبدوره، شرح الاستشاري الأسري، طارق المفتوحي، سبب دخول الفتاة في تلك المشاعر، قائلا: "إن الفتيات يرين العلاقة على أنها حب صادق لفقدانهن الحب في حياتهن، فالحب حاجة إنسانيّة في حياتنا، بطبعنا نحتاج إلى أن نُحِب ونحَب، فترى الفتاة أن اهتمام الشاب بها هو إشباع لتلك الحاجة، والحب أعمى لأنه يعمي منطقة في دماغها وهي التقييم الاجتماعي، فالدماغ يكون في حالة غياب وعي وإدراك لأن المشاعر تعمي".

 

اقرأ أيضا: هكذا تدمر الغيرة المرضية الحب.. كيف تتم معالجتها؟


ويحلل المفتوحي سلوك الشباب الذي يقيم هذه العلاقات للتسلية بأنهم يعانون مشكلة جوهرية في "القيم غير المتشبعة لديهم، فيرون المرح والقوة لأشخاصهم بالتلاعب بمشاعر فتاة أو كسب العلاقات المتعددة مع الجنس الآخر".


الدكتور الحراكي من موقعه كطبيب نفسي يقول: "ربما تحاول الفتاة أن تخدع نفسها باعتبار هذا الشاب هو فارس الأحلام وهو صاحب الشخصية المثالية المرسومة في قلبها وفكرها، وقد يكون في حقيقته لا يستحق درجة اثنين من عشرة أو أقل في الصفات التي يحملها من التي تريدها في فارس أحلامها، ولكن ربما تغفل أو تتغافل عن أخطائه أو عيوبه بسبب حاجتها العاطفية".


المفتوحي استدرك حول كيفية التعامل مع هذه العلاقات مؤكدا استحالة منع التواصل بين الجنسين خصوصا في واقعنا المعاصر، داعيا إلى "بناء المناعة الذاتية والنفسية لدى شبابنا وفتياتنا مع بناء القيم في نفوسهم وتأكيد فكرة أن الحب يبنى بعد الزواج وليس هناك حب قبل الزواج ولا حتى بعد سنة منه فالحب بناء ووعي وإذا بدأ لا ينتهي".


ويفسر أحد الشبان ممن لديه تجارب سابقة "استهانة بعض الشباب بهذه العلاقات بغياب مفهوم الاستقرار في شقيه العاطفي والنفسي الأمر الذي يدفعه لاستسهال إنشاء علاقات متعددة في آن واحد، أضف إليه اهتزاز الهوية الدينية بشكل عنيف، إذ أن كافة الأديان تدعو إلى ضرورات وتوجيهات ومحددات تنظيم العلاقة بين الجنسين".

التعليقات (0)