حقوق وحريات

"عربي21" تلتقي أسر قيادات الإخوان المحكومين بالإعدام

شقيق الدكتور البر: صمت الأزهر على إعدام عالم بحجم وتأثير ودور الشيخ البر يدعو للخجل-أ ف ب/ أرشيفية
شقيق الدكتور البر: صمت الأزهر على إعدام عالم بحجم وتأثير ودور الشيخ البر يدعو للخجل-أ ف ب/ أرشيفية

والد أحمد عارف للشعب المصري: عليكم أن تعوا الحقيقة وتروا الأحداث بالعقل والمنطق

شقيق الدكتور البر: صمت الأزهر على إعدام عالم بحجم وتأثير ودور الشيخ البر يدعو للخجل


أسرة أسامة ياسين: لم نتوقع هذا الظلم الجائر والبشع، والخصومة الرهيبة لرموز ثورة 25 يناير


عالم أزهري لا يقارن في الوسطية، وداعية ما أكثر مريديه، ووزير شباب مصر الأسبق، وبرلماني وزعيم ثوري هو الأشهر، و8 من خيرة شباب مصر، أيدت محكمة النقض المصرية أحكام الإعدام بحقهم بعد نحو 8 سنوات، قضوها خلف أسوار سجون النظام العسكري الحاكم.

وعاشت مصر يوما حزينا الاثنين 14 حزيران/ يونيو 2021، بعد صدور أحكام الإعدام بحق 12 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين: هم الدكتور عبدالرحمن البر، والدكتور محمد البلتاجي، والشيخ صفوت حجازي، والوزير أسامة ياسين، والمتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان أحمد عارف.

والمحاسب محمد عبد الحي الفرماوي، والمهندس مصطفى عبد الحي الفرماوي نجلا الداعية الأزهري وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عبدالحي الفرماوي، والمتخصص في علوم الحاسب إيهاب وجدي.

والمحامي أحمد فاروق كامل، وصاحب مكتب المقاولات هيثم السيد العربي، ومدير الشؤون الصحية بالقاهرة والمشرف على مستشفى رابعة الدكتور محمد محمود زناتي، ومدير عيادات شركة تاون جاس بالقاهرة عبد العظيم إبراهيم.

وقضت المحكمة بتخفيف حكم الإعدام إلى السجن المؤبد لـ31 آخرين، بينهم المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع، ووزير تموين عهد الرئيس محمد مرسي، باسم عودة، فيما عاقبت 374 معتقلا بالسجن 15 سنة وبالسجن 10 سنوات لـ23 بينهم أسامة محمد مرسي نجل الرئيس مرسي، و22 آخرين بأحكام أقل.

"عربي21"، تحدثت إلى أسرة الدكتور أحمد عارف، والدكتور عبدالرحمن البر، والدكتور أسامة ياسين، عن ردود فعلهم على حكم الإعدام، وحول الخطوات القانونية المحتملة التي سوف يلجأون إليها، وحول أوضاع ذويهم الصحية والنفسية، ورسائلهم للنظام العسكري الحاكم وللمصريين.

"رسالة والد عارف"

الدكتور أحمد عارف، أحد المحكومين بالإعدام بقضية "رابعة"، وأحد الوجوه الإعلامية التي مثلت علامة فارقة في الرد على ما طال جماعة الإخوان المسلمين من اتهامات طوال عام حكم الرئيس الراحل محمد مرسي.

الأب محمد عارف، قال في حديث مع "عربي21": "لمن لا يعرف من هو نجلي المحكوم بالإعدام بعدما كان لسان جماعة الإخوان المسلمين وصوتها، الذي اختاره مكتب إرشادها ليكون متحدثا إعلاميا، فهو من مواليد الكويت 25 كانون الأول/ ديسمبر 1981".

وأكد أنه "كان متفوقا في جميع مراحله الدراسية، وشارك بمسابقات حفظ القرآن الكريم وكان من الأوائل دائما، كما درس علوم القرآن والحديث، وله كتب بهذا المجال، ثم تخرج من كلية طب الأسنان بجامعة عين شمس بالقاهرة، ومارس العمل النقابي كأمين مساعد لنقابة الأسنان".

ولفت عارف الأب، إلى أنه "تم اعتقال عارف الابن، يوم 22 آب/ أغسطس 2013، بعد فض رابعة بنحو أسبوع، من منزله وهو ثابت الجأش على وجهه الابتسامة المعتادة، وتم حبسه ووضعه متهما بقضية (غرفة عمليات رابعة)، وحكم عليه بـ5 سنوات سجنا قضاها، ثم أضافوا اسمه بقضية (فض رابعة)".

وجزم بأن "ذلك الحكم كغيره من مئات الأحكام منذ الانقلاب على الرئيس الشرعي، سياسية وجائرة"، ملمحا إلى أن "مرافعة هيئة الدفاع عن المعتقلين في الجلسات كانت تأخذ شكلا صوريا؛ لأنهم والجميع يعرفون أنها محاكمات مسيسة والهدف منها واضح، وهو الانتقام من ثورة 25 يناير 2011".

وأكد أنه "في بداية حبس أحمد عارف، تم السماح بزيارات له، ولكنها لم تكن تخلو من وسائل القهر والإذلال لأسر المعتقلين؛ لكن منذ 3 سنوات وأكثر، تم منع الزيارات بشكل نهائي للأهل وللمحامين، وحتى اليوم".

وعن حالة أحمد عارف الصحية، قال الأب: "لا أحد من أسرته يعلم عنه شيئا، وبدا في آخر مرة رأيناه فيها قبل 3 سنوات وزنه ناقصا بنحو 49 كيلو جراما، وقال هذا للقاضي في أثناء المرافعة، وكانت حالته كانت سيئة جدا، ولم نره منذ ذلك الحين".

ووجه والد عارف رسالة للشعب المصري دعاه فيها إلى "ضرورة الوعي بالحقيقة ورؤية الأحداث بالعقل والمنطق، وعدم مشاهدة القنوات المصرية؛ لأنها موجهة للرأي الواحد ولا وجود للرأي الآخر حتى تقضي على الحقيقة".

وختم حديثه قائلا: "أتمنى من أي إنسان مصري أن يضع نفسه مكان أي معتقل يدافع عن نفسه وحريته وحرية الشعب المصري، وأن يرى الصورة برؤية الإنسان الذي خلقه الله تعالى حرا شريفا".

 

اقرأ أيضا: هل ينفذ السيسي أحكام إعدام قيادات الإخوان.. وما طرق وقفها؟


"مفتي جماعة الإخوان"

الدكتور عبدالرحمن البر, أستاذ علم الحديث بجامعة الأزهر الشريف، وعضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، أحد المحكومين بالإعدام، مواليد (حزيران/ يونيو 1963), بقرية سَنْبُخْت مركز أجا محافظة الدقهلية، وله من المؤلفات والتحقيقات والرسائل العلمية نحو 22 مؤلفا ودراسة، بجانب دوره الأكاديمي بجامعة الأزهر وجامعة الإمام محمد بن سعود بالسعودية، ودوره الدعوي بمصر وأمريكا وأوروبا.

يقول شقيقه محمود البر، في حديث مع "عربي21"؛ إن "الحكم على الدكتور عبدالرحمن، ظالم وجائر، وكل ما صدر من أحكام هي ملفقة"، مخاطبا منظمات حقوق الإنسان لكشف ما بهذه القضايا من عوار ومخالفات.

وحول الخطوات والإجراءات التي قد تتخذها الأسرة بعد الحكم بالإعدام، أكد أن "أبناء الشيخ (5 أبناء) يتابعون الملف مع المحامين لدراسة الموقف القانوني الآن، ولكن لا يوجد لدينا أي وسائل لحل الأزمة، وإن كنا لا نعول على قانون ومحاكم؛ لأنه ببساطة لا نتعامل مع القانون، ولكننا نتعامل مع نظام ظالم وقضاء مسيس".

وأوضح أن "الشيخ منذ 3 سنوات لم يحصل على زيارة واحدة ولا في أي مناسبة، ولم ير أولاده وهم لم يروه، ولا يعلمون عنه ولا يعلم عنهم شيئا، ولم يمكنهم خلال تلك الفترة أن يقوموا بتوصيل دواء أو غطاء أو ملابس له في الشتاء".

وأشار إلى أنهم "يرسلون بعض الأدوية والمتعلقات إلى إدارة السجن، ولكن لانقطاع التواصل لأكثر من 3 سنوات، لا نعلم رقم الشيخ ولا رقم العنبر الذي يوجد به، وفي الأغلب لا تصل هذه الأشياء، وكان من بينها نظارة كان في حاجة كبيرة لها".

ولفت إلى أننا "لا نعرف أيضا شيئا عن الحالة الصحية للشيخ، ورغم أنه مريض (كلى)، وكان يحتاج من آن لآخر للتخلص من الحصوات، إلا أننا مازلنا عاجزين عن معرفة حجم معاناته الصحية، وما استجد عليها من عوارض صحية، فلا أخبار عنه بتاتا، كل شيء ممنوع منعا باتا، وهذا مخالف لكل قانون وعرف".

وفي تعليقه على صمت الأزهر على حكم إعدام أحد علمائه الأجلاء ، قال شقيق الشيخ البر؛ إنه "صمت يدعو للخجل؛ لأن الأزهر ورجاله يعرفون حجم وتأثير ودور وإمكانيات هذه القامة العلمية الكبيرة، التي كانت بينهم علما وأدبا وخلقا، ولكنهم بالطبع يخافون على مناصبهم وأماكنهم".

وتابع: "هذا الدكتور العالم الأزهري، شهد له الجميع بالوسطية والاعتدال وعفة اللسان، فلم يتجاوز ضد أحد بالقول يوما ما، فكيف يتجاوز بالفعل، ولذا فالحكم عليه بهذه الصورة ظلم بيّن وفادح، وأخشى أن عاقبة هذا الظلم للشرفاء والعلماء تعود على الأمة كلها".

وتوقع ألا يتراجع السيسي في قرارات الإعدام هذه بضغوط دولية أو حقوقية، مؤكدا أن السيسي يقصد هذه الأحكام وهو يريد هؤلاء الأشخاص بنفسهم وقاماتهم؛ ليتخلص منهم ويزيحهم من الساحة وسيكمل في ظلمه، لكن أملنا في الله ليس في السيسي ولا حقوق الإنسان".

 

اقرأ أيضا: تعرف على تاريخ ومواقع المحكومين نهائيا بالإعدام في مصر

"وزير الشباب"

الدكتور أسامة ياسين عبد الوهاب، استشاري طب الأطفال والقيادي بالإخوان المسلمين، وعضو الهيئة العليا بحزب "الحرية والعدالة"، ورئيس لجنة الشباب بمجلس الشعب عام 2012، ووزير الشباب في وزارة الدكتور هشام قنديل في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي.

تقول أسرة ياسين؛ إن "الحكم جائر، وظالم، ولا يتفق مع صحيح الدستور والقانون ولا المحاكمات العادلة من الإجراءات والاتهامات والأدلة، والكل يعلم أنها محاكمات بلا أي سند من الحقيقة على أرض الواقع".

وأكدت الأسرة في حديثها مع "عربي21"، أنهم صدموا صدمة كبيرة وكل أسر باقي المعتقلين الذين تلقوا الخبر بداية، بأنه "تم تخفيض الحكم عن الكل من الإعدام إلى المؤبد ما عدا اثنين فقط، وتخيلنا أن الدكتور ومن معه من الذين تم تخفيف الحكم عليهم".

وأوضحت أنها "لم تتوقع هذا الظلم الجائر والبشع، والخصومة الرهيبة لأصحاب 25 يناير، والشباب الواعد الذي يحب مصر، ولم نكن نتخيل أن المكايدة السياسية تصل لهذا الشكل من البشاعة والفظاعة والوضاعة".

وأعربت عن أمنياتها بتخفيض الأحكام، مؤكدة أنهم رضوا طوال 8 سنوات حبس ولم ييأسوا، ولأن الدكتور لديه أحكام وقضايا أخرى محكوم فيها، لكن الحكم بالإعدام "ظلم فادح، وخصومة جائرة، وجريمة ظالمة، وحقد وكراهية، لكل من يحمل فكرة في قلبه".

وقالت أسرة ياسين: "صدمنا صدمة شديدة عندما سمعنا الخبر بإعدام 12 من بينهم وزير الشباب السابق"، موضحة أن "المحامي أكد أنه ليس هناك حلول وحكم النقض ليس بعده أية إجراءات وأن الحكم نهائي، وأن الالتماسات لا تجدي نفعا في ظل هذا الوضع القائم".

وتساءلت: "ماذا فعل وزير الشباب ليتم الحكم عليه بالإعدام، خاصة أنه كان مريضا بالتهاب الرئتين وحرارته وصلت 40 درجة يوم الفض، وذهب لطبيب الصدر الذي أكد له وجود التهاب رئوي، ولذا لم يكن في الميدان يوم الفض؟".

وتابعت: "ما هذه الجرأة؟ وأين الحيثيات التي استندتم إليها؟ وما هو الدليل المادي لديهم، وبعض المتهمين تم اعتقالهم قبل فض رابعة؟ وكل المحامين قدموا مذكرات تؤكد وجود عوار بشع وكبير في القضية".

وترى الأسرة أن "الوزير أسامة ياسين الذي اعتقل يوم 16 آب/ أغسطس 2013، يتم عقابه والانتقام منه؛ لأنه وهو وزير تمت محاربته ومكايدته وإعاقة عمله، ولكنه وقف لهم بالمرصاد وعمل ليل نهار".

وتابعت: "ولكنهم لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، وقرروا إعدامه بتهم مضحكة، هي أنه (هدد وتوعد وحمس المتجمهرين بخطب تحريضية ضد الدولة)، وباعترافهم أنه لم يقتل ولم يسرق ولم يظلم، فلماذا هذا الظلم؟".

وأشارت إلى "عقاب بمنع الزيارات عنه لأكثر من 5 سنوات، ومنذ نهاية 2016 لم يلمسه أو يراه أحد مباشرة، ولكن عندما تم وضعه متهما في قضية جديدة اسمها (أحداث المنصة)، تمكنت الأسرة من رؤية ياسين، بعد معاناة، ومن خلف القفص الزجاجي، وبطلب المحامي من القاضي أن يروه عن قرب، فسمح لهم من بعيد، دون أن يلمسهم أو يلمسوه".

وختمت أسرة الوزير أسامة ياسين حديثها بالقول: "نعيش مرحلة ظلم بشع، وهولاء لا يراعون أي معان إنسانية، بدولة الغاب، ولكن وبرغم ما نعيشه من ألم كبير وابتلاء يستنفد طاقتنا، نحن صابرون".


محمد ومصطفى الفرماوي

"لمدة أسبوع كامل قبل صدور حكم الإعدام، ظل ابني عزام يرى أباه في منامه ويقول له: أنا فداؤك يا أبي". كانت تلك كلمات إسراء، زوجة المحكوم بالإعدام محمد عبد الحي الفرماوي، خلال حديثها إلى "عربي21".

والمحاسب محمد عبد الحي الفرماوي، والمهندس مصطفى عبد الحي الفرماوي، نجلا الداعية الأزهري وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عبدالحي الفرماوي، المتخصص في علوم الحاسب.

ومحمد الفرماوي (40 عاما) مولود في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 1980، وهو الابن الأكبر لأبيه الدكتور عبد الحي الفرماوي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

بدأ حياته محاسبا، ثم معلما للقرآن الكريم في مدرسة دولية، وله نشاطات عديدة قدمها للأطفال بداية من معسكرات دولية وغيرها من الأنشطة، ولديه دبلومة وماجستير في التربية، وله ولد وحيد "عزام" 8 سنوات.

وتقول السيدة الثلاثينية إسراء: "تم اعتقال زوجي قبل شهر كامل من مجزرة فض اعتصام (رابعة العدوية)؛ ظللنا واثقين طوال 8 سنوات ثقة عمياء بحصول محمد وأخيه مصطفى على البراءة".

وتضيف: "ولأن هذه أحكام تصدر من محكمة النقض، ولأن الحكم سيكون الأخير في القضية؛ توقعنا أن تحدث دراسة شاملة وواسعة تؤكد للمحكمة أن محمد ومصطفى، لم يحضرا فض رابعة، ولم يشهدا أية اشتباكات".

وتتابع: "ولأن محمد ومصطفى كانا في حوزة الشرطة وقت الفض، ووقت اعتقالهم لم تكن هناك أية اشتباكات أو أحداث من التي وقعت بالشارع المصري، وأنه تم اعتقالهم من كمين شرطة وليس من مظاهرة أو مكان تجمع".

تحكي إسراء عن اللحظات الأولى لمعرفتها خبر حكم الإعدام بحق زوجها: "فجعنا في هذا الحكم الجائر، والبداية كانت بمفارقة عندما أبلغنا أحد المحامين بتخفيض كل الأحكام من الإعدام إلى المؤبد ما عدا اثنين فقط، وهنا استبعدت تماما أن يكون زوجي محمد وأخوه مصطفى منهم".

وتضيف: "للحظات، انتابتني حالة حزن من حكم المؤبد على زوجي، وقلت لأهلي: لماذا 25 سنة سجن لمحمد؟ ماذا فعل ليسجنوه؟ ماذا أجرم ليعاقبوه؟ أكيد هناك خطأ ما، ولكن حتى تلك اللحظات لم أعد أدركها وتمنيت أن عادت لي مجددا".

وتوضح أنها "بعد وقت قليل جاءتني رسالة كانت صدمة كبيرة لي، حيث وجدت اسم محمد ومصطفى بين المحكومين بالإعدام، ظللت أردد: إنا لله وإنا إليه راجعون، ومنذ تلك اللحظة حتى الآن لا أكاد أستوعب ما حدث، وكيف حدث، وتبعاته".

وتؤكد أنها وباقي أسر المعتقلين عاشوا 8 سنوات صعبة من الظلم الذي لا حد ولا وصف له، ولكن ما هو آت لا نعرف عنه شيئا، صحيح أن شباب فلسطين يُقبض في سبيل الله وهنيئا له بعيشه في الدار الآخرة، ولكن هنا الظلم والقهر والعجز له شكل آخر".

وتقول؛ "أن تكون في بلدك التي تحبها وتعشقها، وتؤخذ عنوة من الشارع بدون جرم، وتُتهم بقضية لم ترتكبها، ثم تتهم بقضية أخرى كنت لدى الأمن حين وقوعها، ثم يزج بك إلى هذه النهاية؛ لهو ظلم مبين لا يتحمله عقل بشر".

وتؤكد أن المحامين أخبروها طوال سنوات المحاكمة بأنهم تقدموا في المرافعات ببداية الإدراج في قضية فض رابعة إلى المحكمة بأوراق تثبت أن زوجها اعتقل قبل فض رابعة بشهر كامل، ولم يحضر أحداثا يُحاكم بارتكابها، ولكن المرافعات كانت تقتصر على قرار القاضي بالسماح بها من عدمه".

وتشير إلى أنهم "وكلوا عددا من المحامين طوال تلك الفترة، وكل محامٍ يقول: سنقدم الأوراق ثانية، لأن محمد ومصطفى حالة خاصة وسيخرجون بالطبع، ولكن سنوات من المرافعات والجلسات، ولم يحدث تغيير".

وتؤكد: "زوجي وأخوه لم يقتلا أحدا ولم يفعلا شيئا، ومع ذلك تم إدراجهما في الحيثيات الأولى لقضية فض رابعة بتهم القتل ومقاومة السلطات، رغم أنهما كانا في حوزة الشرطة حينها".

وحول الخطوات القادمة لها في القضية، توضح أنها تحدثت مع عدد من المحامين حول تقديم التماس بالعفو، وأكد أحدهم أن لديه توكيلا من محمد ومصطفى، وأنه سيقدم الالتماس للمحكمة".

وحول أسرة محمد الفرماوي الصغيرة، توضح أن "محمد، لديه عزام 8 سنوات، من عمر اعتقال أبيه الذي انتظره طوال عمره ليضعه بين يديه ويضمه إلى صدره، حيث تم اعتقال محمد، وعزام لديه 3 شهور و15 يوما فقط".

وتكشف عن أنها لم تر زوجها منذ عام كامل، عندما زارته هي وعزام، بسجن وادي النطرون، وأن علاقة عزام بوالده ظلت في السجن من خلف الأسوار، طفل صغير يستيقظ على صوت السجانة، ويتعرض للتعب والظلم والشمس والبرد كي يلقي بالأمل في قلب والده".

وتؤكد أن "عزام كبر الآن وينتظر والده، الذي يعشقه وروحه فيه، حتى إنه رآه في منامه قبل الحكم بأسبوع، وسمعته يتكلم وهو نائم يقوله له: أفديك يا أبي، ولهذا السبب حتى الآن لم يعرف الخبر، والكلمة التي كانت تصبره عندما يطلب رؤية أبيه هي قولي له: بابا طالع يا عزام. فماذا أقول له الآن".

وعن حالته الصحية، تقول؛ إن "زوجي من مصابي ثورة يناير 2011، حيث دخلت رصاصة حية في قدمه التي كان من المقرر أن يتم بترها، خاصة أن لديه نحو 200 خرزة خرطوش في قدمه تتحرك في الصيف وتؤلمه، وكان من المفترض أن يجري عملية جراحية لإزالتها قبل الاعتقال".

وتضيف: "طالما تألم زوجي من تلك الخرزات التي تمس أعصاب قدمه وتحدث بجسده كهرباء وخاصة في الشتاء، وكان لا يستطيع الجلوس إلا عبر وسائل طبية، ولا أعرف كيف وصل به الحال الآن".

وتجزم بأنها "تقدمت مرارا لكي يحصل على عفو طبي بسبب هذه الإصابة، ولجأت للمجلس القومي لحقوق الإنسان ولكن دون نتيجة، وأنه طلب عفوا منذ عامين من طبيب سجن طرة، ولكنه لم يسمح له".

وفي رسالة لزوجها محمد الفرماوي، تقول زوجته إسراء: "لم أتخيل لحظة واحدة أن أتكلم عنك في قضية وحكم مثل هذا؛ العالم كله يدافع عنك ويذكر اسمك، ولم أتخيل لحظة أن هذه قد تكون النهاية".

وتبين أن "مصطفى (شقيق محمد 30 عاما) ولم يتزوج بعد، ولم أكن أراه إلا بارا بأمه يساعدها ويقبل قدمها كل يوم، شخص لم أر في حياتي مثله، كيف يكون هذا مصيره؟" مضيفة: "ربنا قادر، ولكن هذا فُجْر حاصل لأبرياء".

وللقائمين على أمور المحاكمات، تضيف: "لو اجتهدتم في عملكم بهذه القضية، لعرفتم أن زوجي وأخاه وكل من بهذه القضية وعددهم 735 إنسانا، أنهم مظلومون، وأن زوجي وأخاه لم يحضرا الفض ولم يكونا في أي اشتباكات، وقبل ذلك بشهر كامل كانا تحت أيديكم".

وتتابع: "لو أتعبتم أنفسكم قليلا في قراءة الأوراق ومذاكرة القضية وسمعتم لحظة للدفاع عن المتهمين لكنتم قد حكمتم بالعدل، والعدل يقول؛ إنه لا زوجي ولا أخوه أن يكونا في السجن أو يُحكما بالإعدام دون ذنب، وأن يكون زوجي بجوار ابنه يربيه ويعلمه كما كان يعلم كل الأطفال ويحفظهم كتاب الله".

وللمصريين، تقول: "كثير منكم أناس لديهم إنسانية وقلب رحيم ومشاعر طيبة ويهتم بعضهم بالحيوان؛ ولكن فكروا قبل كل شيء في هذه الأرواح التي قد تزهق، في سبيل من تفرطوا فيهم؟ وكيف تصمتون على حرق قلوب أسر كاملة".

وناشدت زوجة محمد الفرماوي المنظمات الحقوقية، "للتحرك قدر استطاعتهم لإنقاذ محمد ومن معه من حبل المشنقة حول رقابهم".

وختمت حديثها بأمنية تطلبها من الله تعالى قائلة: "يارب: لقد صبرنا ولدينا يقين أكيد أن هذه ليست النهاية".

 

 
التعليقات (0)