سياسة دولية

من هما لابيد وبينيت.. وأحزاب "ائتلاف التغيير" الإسرائيلية؟

حكومة لابيد وبينت يتوقع أن تنهي مستقبل نتنياهو السياسي- جيتي
حكومة لابيد وبينت يتوقع أن تنهي مستقبل نتنياهو السياسي- جيتي

من المترقب أن يشهد الاحتلال الإسرائيلي حكومة جديدة دون بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الحالي، بعد أن أبلغ زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، رئيس الاحتلال، بتمكنه من تشكيل حكومة ائتلافية.

وجاء إعلان لابيد بعد حصوله على توقيع رؤساء أحزاب "كتلة التغيير" بمن فيهم نفتالي بينيت، قبل دقائق قليلة من انتهاء مهلة إعلان التوافق على التشكيلة.


يائير لابيد


ويحظى لابيد بشعبية واسعة في صفوف الشباب الوسطيين الإسرائيليين، الذين يعتبرونه مدافعا شرسا عن قضاياهم.


ووُلد لابيد في إسرائيل عام 1963، وهو متزوج من "ليهيا" وأب ليوآف وليئور وياعيل.


وهو ابن الصحفي والنائب والوزير الأسبق يوسيف (طومي) لابيد، وشولاميت لابيد، وهي أديبة، وشغلت في السابق منصب رئيسة اتحاد الأدباء في إسرائيل.


وعلى مدى سنوات طويلة، عمل لابيد صحفيا، ومقدم برامج تلفزيونية، ومنتجا وأديبا، إذ أصدر 12 كتابا هي ثمرة إنتاجه واحتلت صدارة المبيعات في إسرائيل، برز من بينها "ذكريات بعد موتي"، الذي يتناول سيرة حياة والده.

في عام 2012 أعلن لابيد عن دخوله إلى المعترك السياسي، وأسس حزب "هناك مستقبل" باعتباره حزبا صهيونيا وليبراليا.

 

اقرأ أيضا: ترقب لحكومة إسرائيلية جديدة دون نتنياهو.. 11 يوما حاسمة

ووضع الحزب خطة من 7 نقاط ، وهي مبنية على "تحديث مفهوم الأمن، والسعي من أجل التوصل إلى تسوية إقليمية والانفصال عن الفلسطينيين، وتنظيف النظام السياسي ومكافحة الفساد، ودمج القيم اليهودية مع القيم الديمقراطية، وتعزيز نظام إنفاذ القانون، وجعل الاقتصاد الإسرائيلي في الصدارة، وتعزيز التربية والعلوم في إسرائيل"، بحسب موقع الكنيست.


وحقق حزبه "هناك مستقبل" مفاجأة كبرى بحصوله على 19 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ 120 في الانتخابات التي جرت في العام 2013 ليحل بذلك ثانيا بعد حزب "الليكود" الذي يقوده بنيامين نتنياهو.
وأفسح هذا النجاح له الطريق للانضمام إلى الحكومة، متوليا حقيبة المالية في 18 مارس/آذار 2013 حتى استقالته في ديسمبر/كانون الأول 2014.


وفي 17 مايو/أيار 2020 بعد رفضه الانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو، أصبح زعيما للمعارضة. وفي الخامس من شهر مايو/أيار الماضي، كلفه الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين بتشكيل الحكومة. وأمس (الأربعاء) مساءً وقبل نصف ساعة من انتهاء المهلة الممنوحة له، أجرى لابيد اتصالا مع الرئيس الإسرائيلي وأبلغه بنجاحه بتشكيل الحكومة.


نفتالي بينيت


فرض زعيم اليمين المتشدّد في إسرائيل نفتالي بينيت (49 عاماً)، المليونير ورجل الأعمال السابق في مجال التكنولوجيا الفائقة، نفسه على الساحة السياسية حتى أوشك على الإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والحلول محلّه في منصبه بعدما كان "تلميذه".


وأبرم بينيت اتفاقاً مع زعيم المعارضة الوسطي يائير لابيد لتشكيل ائتلاف حكومي يتناوبان بموجبه على منصب رئيس الوزراء، على أن يكون دور المليونير أولاً.


ويعتمد بينيت خطاباً دينياً قومياً متشدّداً، ويقود حزب "يمينا" المؤيد للاستيطان ولضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية المحتلة كما يدعو إلى سياسة متشددة حيال إيران.


وبينيت، وهو جندي سابق في القوات الخاصة، وُلد في 25 آذار/مارس 1972 لأبوين مولودين في الولايات المتحدة ويعيش مع زوجته غاليت وأربعة أطفال في مدينة رعنانا بوسط البلاد.


وعلى غرار نتنياهو فقد خدم بينيت في وحدة "سايريت ماتكال"، ودخل السياسة بعد بيع شركته التكنولوجية الناشئة مقابل 145 مليون دولار في 2005. وفي العام التالي، أصبح رئيس مكتب نتنياهو الذي كان في ذلك الوقت في المعارضة.


بعد تركه مكتب نتنياهو، أصبح في 2010 رئيس مجلس الاستيطان في الضفة الغربية المحتلّة وغزة، والذي يعمل لصالح المستوطنين.


وأحدث بينيت ثورة في السياسة في عام 2012 عندما تولّى مسؤولية حزب البيت اليهودي اليميني المتشدد الذي كان يواجه احتمال خسارة كلّ مقاعده في البرلمان، فنجح في تعزيز حضوره البرلماني بأربعة أضعاف، بعدما أدلى بسلسلة تصريحات نارية حول الصراع مع الفلسطينيين.


وفي 2013، قال إنّه "يجب قتل الفلسطينيين وليس إطلاق سراحهم". كما قال إنّ الضفة الغربية ليست تحت الاحتلال لأنّه "لم تكن هناك دولة فلسطينية هنا"، وإنّ "الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني لا يمكن حلّه". كما يُعتبر من أشدّ المعارضين لقيام دولة فلسطينية.

 

اقرأ أيضا: لابيد يعلن تشكيل ائتلاف حكومي سيطيح بنتنياهو

وبالإضافة إلى توليه حقيبة الحرب، شغل بينيت منصب وزير الاقتصاد والتعليم في حكومة نتنياهو. وفي 2018، أعاد تسمية حزب البيت اليهودي باسم يمينا (إلى اليمين).


وعلى الرّغم من خلفيته الدينية اليمينية، لا يمتنع بينيت عن مصافحة النساء ولا تعنيه الأسئلة حول مكانة الدين في الدولة، ولديه أفكار ليبرالية حول قيم بعينها وخصوصاً في ما يتعلق بقضايا مجتمع المثليين.

أحزاب "ائتلاف التغيير" 

"هناك مستقبل" (يش عتيد) 


جاء حزب يش عتيد ("هناك مستقبل") الوسطي بقيادة يائير لابيد في المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية التي جرت في آذار/مارس الماضي وحصل فيها على 17 مقعدا في الكنيست، بعد حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو.


"يش عتيد" الذي تأسس في 2012 يدعو إلى رؤية ليبرالية للاقتصاد والفصل بين الدين والدولة ويقدم نفسه على أنه مدافع عن الطبقة الوسطى.


وقد جعل من محاربة الفساد فكرة ثابتة ويأخذ على نتنياهو خصوصا الاتهامات الموجهة إليه بالفساد.
انضم الحزب في 2019 إلى تحالف "أزرق أبيض" (كحول لفان) الذي يقوده بيني غانتس قبل أن يشكل الجنرال السابق حكومة مع نتنياهو في 2020.


وبشأن القضية الفلسطينية، يؤيد "يش عتيد" إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل لكن في إطار اتفاق يسمح بالاحتفاظ ببعض الكتل الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، التي يعتبرها القانون الدولي غير شرعية.


"أبيض أزرق" (كحول لفان) 


أسس بيني غانتس حزب كحول لفان (أزرق أبيض لونا العلم الإسرائيلي) في 2019 بهدف معلن هو إطاحة بنيامين نتنياهو من السلطة.


لكن بعدما تعادل مع الليكود خلال الانتخابات التشريعية في 2019 و2020، انضم غانتس في نهاية المطاف إلى نتنياهو في إطار حكومة وحدة، في تحالف رأى فيه عدد من السياسيين بينهم لابيد أنه "خيانة".


ويدافع "أبيض أزرق" الذي يميل إلى اليمين عن المستوطنات في غور الأردن وبعض الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، لكنه يؤيد التفاوض مع الفلسطينيين. ويمثل غانتس بعد مسيرة عسكرية طويلة، رؤية أمنية أقوى من تلك التي يملكها لابيد لكن برنامجيهما متشابهان.


"اليمين" (يمينا)


كان تحالفا لأحزاب يمينية قومية صغيرة وأصبح منذ 2020 الحزب اليميني الراديكالي بقيادة نفتالي بينيت.


يتألف الحزب من يهود متدينين وعلمانيين وينشط من أجل "تعزيز الهوية اليهودية" في المجتمع الإسرائيلي، عبر زيادة دروس اليهودية في المدارس مثلا.


و"يمينا" القريب من المستوطنين الإسرائيليين يعارض إنشاء دولة فلسطينية ويؤيد ضم جزء من الضفة الغربية من جانب واحد.


"إسرائيل بيتنا" (إسرائيل بيتينو)


أسس هذا الحزب اليميني القومي في 1999 أفيغدور ليبرمان، مدير مكتب نتنياهو السابق.

 

اعتمد "إسرائيل بيتنا" أولا على أصوات مليون مهاجر من الاتحاد السوفيتي السابق، لكنه وسع منذ ذلك الحين قاعدته إلى حد كبير لتشمل الناخبين القوميين العلمانيين.


يدافع الحزب عن حقوق المهاجرين اليهود الجدد ويعارض إقامة دولة فلسطينية.

 

جعل الحزب العلمانية محور معركته معارضا الامتيازات الممنوحة لليهود المتشددين.


"أمل جديد" (تكفا هداشا)


أسس جدعون ساعر العضو السابق في حزب الليكود وكان قريبا من نتنياهو، حزب الأمل الجديد في كانون الأول/ديسمبر 2020.


وقد انضم إليه نواب من الليكود وأعضاء سابقون في الحزب مثل بيني بيغن نجل رئيس الوزراء الأسبق مناحيم بيغن.

 

اقرأ أيضا: ما التحديات التي تواجه حكومة "بينيت-لابيد" بحال تشكيلها؟

ويدافع الحزب الذي يدعمه متدينون وعلمانيون، عن اقتصاد ليبرالي وإصلاح للنظام السياسي (الحد من عدد الولايات واللامركزية). وهو يعارض إنشاء دولة فلسطينية.


حزب العمل (أفودا)

 
تراجع حزب العمل وريث حزب عمال أرض إسرائيل "الماباي" بقيادة ديفيد بن غوريون الذي أعلن قيام دولة إسرائيل في 1948، في السنوات الأخيرة وفاز بثلاثة مقاعد فقط في الكنيست في انتخابات 2020. لكنه حقق نتائج أفضل في الانتخابات التي جرت في آذار/مارس وحصل على سبعة مقاعد بقيادة ميراف ميخائيلي.


وهذا ما أعطى بعدا جديدا للحزب الذي يدعو إلى المساواة بين الجنسين والتعددية ويعالج قضايا متعلقة بتغير المناخ لا تتناولها الأحزاب الإسرائيلية بشكل عام.


وعارض الحزب اليساري الخصخصة ويدعو إلى زيادة الحد الأدنى للأجور.


وهو يؤيد إقامة دولة فلسطينية لكنه يؤيد أيضا إلحاق بعض الكتل الاستيطانية بإسرائيل.


"ميريتس"، يسار


تأسس في 1992 عبر اتحاد ثلاثة أحزاب يسارية منشقة عن حزب العمل ويقوده حاليا الصحافي السابق نيتسان هورويتز.


برنامجه السياسي يشبه برنامج حزب العمل مع تركيز أكبر على البيئة وحقوق المثليين.

 

يؤيد حزب ميريتس تجميد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وحل الدولتين وتبادل أراض في إطار اتفاق.


الحركة الإسلامية (الجناح الجنوبي) 


يقود منصور عباس هذا التشكيل الذي يدافع عن العرب الإسرائيليين الذين يمثلون عشرين بالمئة من سكان الدولة العبرية ويؤكدون أنهم يعانون من التمييز حيالهم.


وقد تجاوز واحدا من الأمور المحظورة بقوله إنه "مستعد" للعمل مع بنيامين نتنياهو لمساعدة مجتمعه وخصوصا لمكافحة العنف.


التعليقات (0)