أفكَار

الجوانب المعتمة في نظرة "العدل والإحسان" المغربية للمرأة

حوار فكري هادئ بين بلال التليدي والدكتور عمر أمكاسو حول موقع المرأة في فكر "العدل والإحسان"- (عربي21)
حوار فكري هادئ بين بلال التليدي والدكتور عمر أمكاسو حول موقع المرأة في فكر "العدل والإحسان"- (عربي21)

تفضل موقع "عربي21" مشكورا بنشر مقال من جزأين للدكتور عمر أمكاسو مسؤول مكتب الإعلام وعضو مجلس الإرشاد في جماعة "العدل والإحسان" المغربية، حاول أن يرصد فيه رؤية الجماعة لقضية المرأة وعلمها الحركي، حيث توقف بهذا الخصوص على ركائز الرؤية التجديدية التي أصل لها الأستاذ عبد السلام ياسين في كتابه "تنوير المؤمنات"، فذكر بهذا الخصوص، بأن المسألة النسائية لدى الجماعة، كما رسمها الشيخ ياسين، "تتأسس على رؤية تجديدية متميزة، سواء من حيث تشخيص الأسباب التي أوصلت المرأة إلى الواقع المهين الذي تعيشه اليوم، أو من حيث اقتراح بدائل لهذا الواقع ومداخل لإصلاحه، وذلك من أجل تمكين المرأة من أداء دورها الأساسي في المجتمع".
 
وقد حاول الدكتور عمر أمكاسو رصد ركائز هذه الرؤية، فلخصها في أربع مقومات أساسية، تمثل في رفض التسطيح في معالجة قضية المرأة بنقلها من نزاع حقوقي صرف بين الرجل والمرأة، إلى هم المصير الأخروي للطرفين، ثم رفض التجزيء بوضع القضية في إطار شمولي (التردي العام لأحوال الأمة)، واعتبار علاجها جزءا من مطلب التغيير الشامل، ورفض المقاربة التقليدية التي ترتهن للقراءات الفقهية المذهبية الضيقة، عبر تفعيل آلية الاجتهاد المنطلق من القرآن والسنة، ثم تأكيد التكامل الوظيفي بين الرجل والمرأة في كافة المجالات، بدل الارتهان إلى المنطق الغربي الذي يتبنى المساواة التماثلية.

والحقيقة أن عناصر هذه الرؤية إنما جاءت في سياق التوطئة لموقع المرأة في مشروع العدل والإحسان، أو بالأحرى، تطور رؤية العمل النسائي داخل الجماعة، ولم يكن القصد الأول من المقال، بسط هذه الرؤية ولا المحاججة عليها.

ومع ذلك، فإن التفاعل مع هذا المقال لا يقصد الاشتباك مع حيثيات داخلية تتعلق بتطور العمل النسائي داخل تجربة العدل والإحسان، والتي تبدو غير ذات جاذبية خارجية، وإنما يقع القصد التفاعل مع رؤية الشيخ عبد السلام ياسين لقضية المرأة ومشاركتها في المجال العام، لأن الرؤية الفكرية التأسيسية، بدون شك تفسر جوانب كثيرة في طبيعة هذا العمل، ونوعيته ورهاناته، بل وتفسر إلى حد بعيد الدواعي التي جعلت الرؤية النسائية لجماعة العدل والإحسان الأقل جاذبية إذا ما قورنت بقضايا أخرى، مركزية في اهتمام الجماعة، مثل القضية السياسية والمسألة الاجتماعية.

لماذا تأخر تفكير الشيخ ياسين في قضية المرأة؟

من المفيد الإشارة إلى أن مسألة المرأة تأخرت كثيرا في فكر الشيخ عبد السلام ياسين، فكتابه: "تنوير المؤمنات" لم تصدر طبعته الأولى إلا سنة 1996، أي بعد مرور أكثر من أربعة وعشرين سنة عن ظهور أول كتاب من كتب الشيخ ياسين (الإسلام بين الدعوة والدولة)، وحتى كتابه التنظيري المركزي الذي يعتبر مرجعية الجماعة (المنهاج النبوي) الذي كتب مبكرا، ونشرت طبعته الأولى، سنة 1989، لم يتضمن إلا إشارات ضئيلة، تنصرف كلها إلى الجانب التربوي، أي تربية المرأة وإعدادها حتى تتحمل مسؤوليتها في تأطير شطر الأمة (المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا ص45)، بل وحتى الكتب السجالية، التي ناظر فيها الشيخ عبد السلام ياسين القومية العلمانية (الإسلام والقومية العلمانية ألفه سنة 1985 ونشره سنة 1989) والماركسية اللينينية (1987) لم يكن موضوع المرأة إحدى قضايا هذه المساجلة مع ما لها من أهمية ومنافسة في المشروعين العلماني القومي والماركسي.

والمثير حقا للانتباه، أن كتاب الشيخ ياسين التنظيري الثاني (نظرات في الفقه والتاريخ 1989) خلا هو الآخر من أي إشارة لقضية المرأة، بل حتى كتابه الحواري للفضلاء الديمقراطيين (حوار مع الفضلاء الديمقراطيين 1994)، لم يدرج أي عنوان مركزي لقضية المرأة، ضمن جدول أعمال حواره، مع أن قضية المرأة تعتبر مركزية سواء في المنظومة الديمقراطية أو في منظومة حقوق الإنسان التي ناقشها الشيخ ياسين دون تعريج على قضية المرأة.

قد يبدو هذا غير مفهوم في مشروع فكري وحركي، يتبنى نظرية التغيير الشامل، ويتأخر الاهتمام بالتفكير في قضية المرأة، حتى تمر أكثر من عشرين سنة عن بداية الانشغال بتنهيج العمل الإسلامي والتنظير له.

لا يقدم الشيخ ياسين أي تفسير لتأخر التفكير في قضية المرأة، مع أن من عادته أن يشير إلى سياق تأليف كتبه، وفي بعض الأحيان، يفسر الفارق بين زمن الكتابة والنشر، وفي أحيان أخرى يفسر دواعي التأليف.

ومع ذلك، فالتفسير الذي نميل إليه، يمكن أن نلتمسه في كتاب الشيخ ياسين نفسه، لاسيما إشادته بكتاب الشيخ عبد الحليم أبي شقة: "تحرير المرأة في عصر الرسالة"، ففي الصفحات المتقدمة لكتابه تنوير المؤمنات، أشاد بكتاب الشيخ أبي شقة، لكنه لم ينقل منه، ولم تزد كلماته عنه أكثر من خمسة أسطر، قال فيها، إن الشيخ عبد الحليم أبا شقة، جمع دراسته الجليلة من نصوص الكتاب وعمل السنة من البخاري ومسلم وجلى صورة من حياة المؤمنات على عهد النبوة هي ابعد ما تكون عن فقه سد الذرائع واتقاء الفتنة (تنوير المؤمنات ج1 ص 39).

 



ولئن الكتاب اكتمل بنشر جزئه السادس سنة 1994، وشكل ثورة كبيرة في الفكر الإسلامي، وصدم بعض التيارات الإسلامية المحافظة، لاسيما نظرتها لدور المرأة ومشاركتها في الفضاء العام، فإن الحركات الإسلامية، كلها، بما في ذلك جماعة العدل والإحسان، وضعت في تحدي الجواب عما ورد في هذا الكتاب الثوري من أفكار، خاصة وأن الشيخ أبا شقة ينسبها إلى عصر الرسالة، ويسند ذلك إلى أحاديث صحيحة، لا تجادل الحركات الإسلامية في صحتها، لأنها وردت في كتب الصحاح.

في هذا السياق إذن جاء كتاب الشيخ عبد السلام ياسين (تنوير المؤمنات)، ليكون جواب العدل والإحسان عن قضية المرأة من جهة، وليكون أيضا بمثابة الموقف مما ورد من كتاب الشيخ أبي شقة من قضايا إشكالية، ترتبط بمشاركة المرأة في الفضاء العام، وبشكل خاص في المجال السياسي. 

الإطار العام لمشكلة المرأة في فكر الشيخ عبد السلام ياسين

لم يختلف طرح الشيخ ياسين كثيرا عن الطرح الإسلامي العام في قضية المرأة، بل يكاد يكون الإطار العام لطرحه لقضية المرأة شبيها إلى حد كبير بما سبق، وأن طرحه الشيخ حسن الترابي (المرأة بين الأصول والتقاليد) والشيخ راشد الغنوشي (القرآن بين القرآن وواقع المسلمين) والشيخ محمد الغزالي (قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة) من ازدواجية التحدي الذي تعاني منه المرأة (تحدي المظلومية بسبب سطوة الفكر الانحطاطي، وتحدي الفكر الغربي الذي يطرح نموذجا استلابين لتحرر المرأة).
  
كما أعاد الشيخ ياسين ما سبق وأن طرحه هؤلاء وغيرهم ممن كتبوا في قضية المرأة، فكرة عدم وجود قضية مخصوصة للمرأة دون الرجل، وأن قضية المرأة والرجل، قضية واحدة، هي قضية أزمة الأمة، وسبل الخروج منها، وتلمس طريق التغيير الشامل، بمساهمة مجتمعة لهما.

ما ينفرد به الشيخ ياسين، وهو ربما الانفراد الوحيد، أنه ربط قضية المرأة بنظريته العامة للتغيير، وبتشخيصه لأزمة الأمة، فقد ألح على أن قضية المرأة والرجل، هي قضية واحدة، هي قضية المجتمع، وأن الأزمة، عميقة تجد أصولها، في الانكسار التاريخي للأمة، وسقوط عروة الحكم، وتحول الحكم إلى حكم الجبر والاستبداد، وأن حظ المرأة من الظلم كان مزدوجا، إذ اشتركت مع الرجل في تحمل معاناة الاستبداد والجور، وتحملت ظلم مخلفات الفكر الانحطاطي، الذي رسخ فكرة دونيتها وعجزها وأميتها (تنوير المؤمنات،ج1ص 18)، ويعيد تكرار جزء مهم من أدبيات الإسلاميين في نقد الحضارة الغربية، نظرتها التحررية للمرأة، وكيف أضافت عبئا جديدا للمرأة، ففي نظر الشيخ ياسين، فقد تعقدت الأزمة في عصر اللائكية، إذ تم توظيف مفهوم الحرية، لتحويل المرأة إلى مجرد سلعة في السوق، وأن تحريرها وإنصافها، لا يمكن أن يتم دون استحضار السياق التاريخي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والفقهي لمظلوميتها (ص 25 ـ 27)، ويعتبر أن مخاصمة النموذج الغربي لتحرير المرأة، دون التحرر من أسر الثقافة الانحطاطية، هو إقناع المرأة بالعودة إلى عصر الحريم (ص34). 

ويقرر الشيخ ياسين ضمن الإطار العام لرؤيته لقضية المرأة، مظلومية المرأة ومعاناتها، وصحة توصيفات دعاة تحريرها حول المعاناة التي تتكبدها في المجتمع، ويرى أن اختصار المرأة في قضية التبرج والخلاعة والجرأة على الدين، والتمثل بالأوربيات، يخفي المآسي التي تسبب فيها الفقه الجامد، فدفع بالمرأة للسقوط في النموذج الغربي (ص53 ـ 54).

ضمن الإطار العام لنظرة الشيخ ياسين لقضية المرأة، ثمة التباس واضح في تصوره لحدود العلاقة بين الرجل والمرأة، فإذا كان صحيحا أنه ينتظر لقضية المرأة باعتبارها قضية مجتمع أو قضية أمة تواجده الاستبداد، وتسعى للتحرر منه عبر تغيير شامل، فغن بعض عباراته، تقر بوجود معركة خاصة تنفرد بها المرأة عن الرجل، وتخص تحررها من تعسف الرجل، ففي مناقشته لقضية المساواة بين الرجل والمرأة، لا تشذ رؤية الشيخ ياسين عن رؤية الإسلاميين، في الإقرار بقوامة الرجل ودرجته، وتعليل ذلك بثقل المسؤولية (تنوير المؤمنات ج1 ص203)، ويحدد وظيفة المرأة الاستراتيجية بالبيت في تربية النشئ وصناعة المستقبل، ويعتبر ذلك جزءا من رؤية تؤمن بتقسيم الوظائف وتكاملها، واعتماد مبدأ التخصص المناسب لاستعداداتها الفطرية (ص 209)، لكنه في المقابل، وهذا هو محل الاستدلال في مناقشة ما طرح الدكتور عمر امكاسو، يقرر أن معركة المرأة لانتزاع حقوقها مزدوجة، معركة ضد تعسف الرجل تنتزع بها الحقوق الشرعية، ومعركتها في العدوان ضد الدين  (ص212 ـ 213). 

فواضح من هذه العبارة، أن للمرأة في تصور ياسين معركة تنفرد بها، تخص علاقتها بالرجل، تتحرر فيها المرأة من عسفه وتسلطه، وتبني العلاقة بينه وبينها بتحرر من فقه الفتنة والانحطاط، وتؤسس لاجتماع تعاقدي تحرري (بين الرجل والمرأة) على أرضية مناهضة الاستبداد.

ولذلك، فما ذكره الدكتور عمر امكاسو في إحدى مقومات الرؤية التجديدية لنظرة الشيخ ياسين لقضية المرأة يحتاج إلى مراجعة وفقا لنصوص الشيخ ياسين نفسه.

الجوانب المعتمة في نظرة الشيخ ياسين لقضية المرأة

لم يختلف طرح الشيخ عبد السلام ياسين عمن سبقه من الإسلاميين الذين كتبوا في موضوع المرأة (الترابي، الغنوشي، الغزالي) في الإقرار بحقوق المرأة الاقتصادية، لكن نظرته لمشاركة المرأة في المجال العام، بقيت جد محافظة، ولا تختلف عن رؤية الإسلاميين الأوائل (البنا، السباعي وسيد قطب وغيرهم) ممن كانوا يميلون أكثر إلى التأكيد على الوظيفة التربوية للمرأة ومركزية دورها في البيت، ويتحفظون بشكل كبير على أي مشاركة لهافي المجال العام.

صحيح أن نظرة الشيخ ياسين لم تكن بنفس الدرجة من المحافظة، لكنه في العموم كان يميل إلى تقييد مشاركتها السياسية وانخراطها في التعبئة العامة، فقد ربط هذه المشاركة بما فضل من وقت المرأة بعد أ، تكون قد قضت جهدها الأساسي التربوي الذي تصرفه في تربية أجيال المستقبل (وظيفتها في البيت)، كما حذر الشيخ ياسين المرأة من أن يدفعها الولع بالانخراط في الشأن العام إلى إخراجها من وظيفتها الاستراتيجية.

يقر الشيخ ياسين للمرأة الحق في الانتخاب والترشيح، وبحرية التعبير السياسي وممارسة الخطابة السياسية، لكن فقط في صفوف النساء (تنوير المؤمنات ج2ص 306-307)، ويميل رأيه إلى التحفظ في قضية ولاية المرأة في الشؤون العامة، ويستعرض الجدل الفقهي بخصوص هذه القضية، ويميل إلى إبعاد المرأة عنها، وعن منصب القضاء، ومن الجيش، ومن كل المجالات العامة التي فيها الاحتكاك الذي لا يناسب طبيعة المرأة (تنوير المؤمنات ج2ص 309).

وهكذا، إذا تتبعنا رؤية الشيخ ياسين لمشاركة المرأة في المجال العام نراها تتأرجح بين الرؤية التقليدية التي حملها الإسلاميون الأوائل والتي كانت تركز على الوظيفة التربوية للمرأة، وبين الحد الأدنى مما تضمنته رؤية الشيخ أبي شقة في كتابه تحرير المرأة في عصر الرسالة، أي أن أفق رؤيته في مشاركة المرأة في المجال العام، كان دون الأفق الذي رسمه كتاب الشيخ ابي شقة، الذي احتفى به الشيخ ياسين، واعتبر أنه يرسم صورة عن المرأة زمن الرسالة، تلك الصورة، التي لم ير منها الشيخ ياسين إلا الحد الأدنى الطي سمحت به رؤيته لمشاركة المرأة في المجال العام.

ولذلك، نميل إلى اعتبار كتابه "تنوير المؤمنات" كتابا لم يأت فقط لبسط رؤية الشيخ ياسين لقضية المرأة، بل جاء ليغطي على كتاب الشيخ أبي شقة ويؤطر التنظيم بها، ويحول بينهم وبين تبني الصورة الكاملة التي رسمها أبو شقة في كتابه، لاسيما ما يتعلق بمشاركة المرأة في المجال العام. 


التعليقات (2)
مصطفى تاديست
الثلاثاء، 01-06-2021 12:42 ص
عودة إلى الموضوع .صحيح أن الحركة كانت أكثر تسامحا مع نشاط وحضور المرأة في فعالياتها بالنظر للعدل والإحسان بما في ذلك الأنشطة الترفيهية والحفلات والنزهات بله النشاطات السياسية ولكن ذلك يرجع في نظري بالأساس للخلفية الاجتماعية للطبقة المؤسسة لحركة التوحيد والإصلاح التي حاولت الظهور بمظهر الاعتدال والأريحية واتخاذ مسافة عن الحركة السلفية في نظر الحكام الذين يبحثون عن أدنى سبسب لضرب كل لحركات الاسلامية بمقابل الخلفية المحافظة لأعضاء وقيادات العدل والإحسان المنحدرين من محافظة جدا كسوس والجنوب والريف ووجدة وعدم اكتراث حركة العدل والإحسان للأصوات المنتقدة في هذا الجانب خصوصا مع طبيعة العلاقة الصدامية بين العدل والإحسان والنظام السياسي والتي تقتضي تجنيب النساء ما أمكن دوامة الخوض فيها.
مصطفى تاديست
الثلاثاء، 01-06-2021 12:36 ص
بغض النظر من موضوع المرأة ومكانتها في الحركة الإسلامية والمجتمع المسلم ككل، مع الأسف يعاني الكثير من المثقفين المنتمين للعدالة والتنمية من متلازمة يمكن أن نسميها متلازمة حضور العدل والإحسان. فلا يوجد موطئ قدم أم منبر يطأه قادة العدل والإحسان لبسط رؤيتهم والتعبير عن موقفهم إلا تبعهم هؤلاء بالقلم الأحمر تصحيحا وتعقيبا وأحيانا تسفيها أو مجرد تشويش وذلك أضعف الإيمان. كنت دائم التساؤل لماذا لا يفعل قياديو حركة العدل والاحسان نفس الشيء بل غالبا ما يشيدون بالخرجات الفكرية لأعضاء التوحيد والإصلاح ويتجاهلون مواقف حزب العدالة والتنمية. وقد اشتد هذا المرض منذ أن تراءت أنوار الوزارة لأعضاء حزب العدالة والتنمية فنصبوا أنفسهم سيوفا فكرية وإعلامية ضد إخوانهم في العدل والإحسان وهذا ما دفعني والكثيرين للنفور من التوجه السياسي للحزب والاكتفاء بالعمل الجمعوي داخل حركة التوحيد والإصلاح ووجدت فيه مندوحة عن العداوة المجانية مع إخوة لي يشتركون معي في أكثر ما أختلف فيه عن منافقي الجمعيات النفعية والأحزاب الانتهازية.