ملفات وتقارير

ليبيا.. تنديد رسمي وشعبي بالعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين

وزيرة الخارجية الليبية تدعو لإصدار تحذير لقوات الاحتلال بضرورة إيقاف عدوانها على الشعب الفلسطينيي- (فيسبوك)
وزيرة الخارجية الليبية تدعو لإصدار تحذير لقوات الاحتلال بضرورة إيقاف عدوانها على الشعب الفلسطينيي- (فيسبوك)

أكدت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا رفضها للعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلية على أبناء الشعب الفلسطيني مستخدمة الأسلحة المحرمة دولياً في التدمير الشامل للأبراج والمباني السكنية فوق رؤوس ساكنيها، وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والتحرك العاجل لوقف هذا العدوان السافر.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها نجلاء محمد المنقوش وزيرة الخارجية والتعاون الدولي الليبية في الاجتماع الاستثنائي الافتراضي مفتوح العضوية للّجنة التنفيذية على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي أمس الأحد.

وقالت المنقوش: "هل بات من المقبول أن نقف مكتوفي الأيدي والإنسانية جمعاء قبل شعوبنا هي من تطالبنا اليوم بالتحرك لإنقاذ شعب فلسطين من إبادة جماعية وجرائم حرب متكاملة الأركان ترتكب بحقه؟".


وأكدت المنقوش أن "الموقف لا يحتاج إلى كلمات بل إلى أفعال وأفعال"، وقالت: "واجبنا الإنساني قبل الديني هو المنطلق الذي يحتم علينا العمل مع كافة المنظمات الإقليمية والدولية والدول والقوى الفاعلة المحبة للسلام والمؤمنة بمبادئ العدل والإنصاف، على اتخاذ خطوات فاعلة وإجراءات عاجلة للتحرك في الإطار الدولي للدعوة إلى عقد اجتماع عاجل وطارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة لإسماع صوت دولنا إلى مجلس الأمن الدولي وخاصة الدول دائمة العضوية فيه لتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية لاتخاذ القرار الحاسم تجاه ما يحدث".

وحذّرت المنقوش "من أن استمرار العدوان في الأراضي الفلسطينية المحتلة سيكون له تداعيات إقليمية ودولية تهدد السلم الدولي لن يكون العالم قادرا على مواجهتها في وقت تعاني فيه جميع دوله من ظروف اقتصادية وأمنية واجتماعية صعبة وضاغطة خلفتها جائحة كورونا".

واعتبرت المنقوش أن "استمرار صمت المجتمع الدولي وتأخر تحركه العاجل والحاسم سيكون بمثابة ضوء أخضر لقوات الاحتلال لمواصلة القتل والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وسيزيد حتماً من حدة تصاعد العنف والدماء ويجر المنطقة والعالم إلى ما لا تحمد عقباه".

ودعت المنقوش الأمانة العامة لمنظمة التعاون الاسلامي والأمانة العامة لجامعة الدول العربية لتنسيق مشترك للجهود الرسمية والشعبية في الدعم وتقديم المساعدات العاجلة للشعب الفلسطيني في ظل أوضاع إنسانية صعبة تضاف إلى معاناته من الحصار الجائر المستمر منذ سنوات.

 



وكانت الخارجية الليبية قبل ذلك قد أصدرت بيانا أدانت فيه اقتحام قوات الاحتلال لباحات المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين الآمنين العزل من أبناء الشعب الفلسطيني وهم يؤدون شعائرهم الدينية في شهر رمضان المبارك، وممارسات سلطات الاحتلال المتعلقة بالتهجير القسري لعائلات فلسطينية من مدينة القدس الشريف، وما يمثله كل ذلك من استفزاز لمشاعر المسلمين في العالم وانتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي والدولي الإنساني، وينذر بتصعيد الموقف وبتداعيات خطيرة تهدد حياة المواطنين الفلسطينيين وتقوض إمكانية تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.

وطالبت ليبيا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه توفير الحماية لأبناء الشعب الفلسطيني وصون وحماية ممارسة الشعائر الدينية والأماكن المقدسة والتاريخية للمسلمين والمسيحيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 



سياسيا أيضا ثمّن حزب العدالة والبناء بيان وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية، ورأى أنه جاء منسجما مع موقف الشعب الليبي من القضية الفلسطينية ومعبرا عنه.

وأدان الحزب العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، الذي تمارس فيه قوات الاحتلال أبشع أنواع الجرائم من قتل وقصف للمدنيين وتدمير للمنازل، وانتهاك لحرمة المسجد الأقصى الشريف، وتطهير عرقي، وسلب للممتلكات عبر التوسع الاستيطاني والتهجير القسري للعائلات الفلسطينية.


واستنكر الحزب الصمت الدولي تجاه هذا العدوان والانحياز السافر لموقف الاحتلال من قِبل بعض الدول التي لطالما ادعت دفاعها عن حقوق الإنسان، وطالب المؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية بالقيام بدورها لرفض هذا العدوان الذي ينتهك القوانين الدولية والمحلية ويخالف مبادئ حقوق الإنسان، ودعا الحزب إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية في اتجاه اتخاذ تدابير فورية لحماية الفلسطينيين ووقف كل عمليات الاعتداء وصون حق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية.

 



من جهته أكد تحالف القوى الوطنية في ليبيا أنه يتابع الأحداث المؤلمة المتسارعة داخل فلسطين المحتلة، وقال بأنه "يتضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حماية حقه في العيش بكرامة على أرضه، ويدين هذه الاعتداءات ويحمّل المجتمع الدولي دماء الضحايا التي تسقط ولا يحرك ساكناً أمام هذه الانتهاكات".

وأضاف تحالف القوى الوطنية في بيان له بهذا الخصوص: "إن تحالف القوى الوطنية وهو يسعى في الداخل الليبي لجمع شتات شعبه ومأسسة دولة قائمة على المواطنة وحق الناس في تقرير مصيرهم، لن ينسى أبداً أن يدعم قضية الشعب الفلسطيني في حقه لاسترجاع  أرضه وصون كرامته".

 



وتشهد العاصمة الليبية طرابلس منذ يوم عيد الفطر المبارك مظاهرات شبه يومية في ساحة الشهداء، تنديدا بالتصعيد العسكري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الداخل وفي قطاع غزة.

ودعت السفارة الفلسطينية في طرابلس إلى التظاهر غدا الثلاثاء تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.

وكان لافتا للانتباه، وفق مراقبين، أن غالبية التحركات المناصرة للقضية الفلسطينية والرافضة للعدوان الإسرائيلي تجري في غرب ليبيا دون الشرق، الذي ما زالت فيه الكلمة للجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر.  

ومنذ 10 مايو/ أيار الجاري، يتواصل تصعيد عسكري وميداني كبير في قطاع غزة، نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر على جميع مناطق قطاع غزة، ورد الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ والقذائف باتجاه البلدات الإسرائيلية.

والأحد، ارتفع عدد ضحايا العدوان العسكري الإسرائيلي المتواصل على غزة، إلى 197 شهيدا، بينهم 58 طفلا و34 سيدة، إضافة إلى 1235 جريحا، إضافة إلى 21 شهيداً ومئات الجرحى في الضفة الغربية المحتلة، وفق وزارة الصحة.

فيما قتل 10 إسرائيليين وأصيب المئات، خلال قصف صاروخي للفصائل الفلسطينية من غزة باتجاه مناطق في إسرائيل.‎


التعليقات (0)