سياسة دولية

جهود دولية لوقف التصعيد في غزة بين المقاومة والاحتلال

انحازت دول أوروبية إلى الجانب الإسرائيلي ومنحته حق "الدفاع عن نفسه" متجاهلة مجازره في غزة- جيتي
انحازت دول أوروبية إلى الجانب الإسرائيلي ومنحته حق "الدفاع عن نفسه" متجاهلة مجازره في غزة- جيتي

تسري جهود دولية عالية المستوى للتوصل إلى تهدئة في غزة بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.

 

وأجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالا بنظيره الإسرائيلي جابي أشكنازي الأربعاء، أكد خلاله على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وأهمية العمل على تجنيب شعوب المنطقة المزيد من التصعيد واللجوء إلى الوسائل العسكرية.

 

وأكد شكري حرص مصر على استقرار المنطقة على أساس تسوية القضايا بالوسائل الدبلوماسية وعبر المفاوضات.

 

وقالت وزارة الخارجية المصرة إن شكري تلقى اتصالين من وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، والممثل الأعلى للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، تناول خلالهما تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية نتيجة المواجهات في القدس ومع قطاع غزة.

 

ونقلت قناة "الجزيرة" عن مصادر داخل حركة "حماس"، قولها إن الحركة تشترط أن يتم الوقف المتزامن للقصف قبل أي حوار عن تهدئة.

 

 

الموقف الأمريكي

بدوره، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إنه يأمل أن "يتم إنهاء التوتر في الشرق الأوسط عاجلا لا آجلا"، مؤكدا على ما اعتبره "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في وجه آلاف الصواريخ التي تسقط عليها".

 

وأضاف بايدن، في تصريح الأربعاء، أنه هاتف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ناقشا خلاله التصعيد الحاصل في الأراضي الفلسطينية منذ أيام؛ بسبب محاولة مستوطنين إخلاء عائلات مقدسية من بيوتها في حي الشيخ جراح، وكذا بسبب اعتداء قوات الاحتلال على المصلين في المسجد الأقصى.


وقال بايدن إن فريقي الأمن القومي والدفاع في إدارته تواصلا مع نظراء لهما في الشرق الأوسط، لتهدئة الأوضاع في المنطقة.

 

وفي السياق ذاته، أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، الأربعاء، في اتصال مع وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن "على غزة إيقاف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل فورا".

وأشار بيان صدر عن البيت الأبيض، أن "الجانبين ناقشا تطور الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والتصعيد الأخير في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة".

 

وتلقى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أكد خلاله عباس أهمية وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في كل مكان.

 

وشدد عباس على "أهمية خلق أفق للوصول إلى حل سياسي مبني على أساس الشرعية الدولية، يضمن إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية".

من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي أهمية الوصول للتهدئة ووقف العنف، مشيرا الى أن واشنطن "تبذل جهوداً مع كل الأطراف المعنية للوصول للتهدئة".

 

مبعوث إلى المنطقة

وقال بلينكن إن الولايات المتحدة سترسل وفدا دبلوماسيا رفيعا إلى الشرق الأوسط؛ لحث الطرفين على التهدئة، واصفا المشاهد في المنطقة بأنها "مروعة".


وأضاف أن "الصور التي خرجت الليلة الماضية مروعة. مقتل أي مدني مأساة. طلبت من هادي عمرو نائب مساعد وزير الخارجية أن يتوجه إلى المنطقة فورا للقاء الإسرائيليين والفلسطينيين. سيحث على وقف التصعيد نيابة عني وعن الرئيس بايدن".

 

اجتماع للرباعية

دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، إلى عقد اجتماع عاجل للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط؛ سعيا إلى إنهاء التصعيد بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية.

 

وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في موسكو، إنّ "المهمة الأكثر إلحاحا تتمثّل في عقد اجتماع للّجنة الرباعية للوسطاء الدوليين، روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي".

 

فيما دعا الرئيس فلاديمير بوتين إلى "خفض التصعيد" خلال محادثة مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.

وبحسب الكرملين، أعرب الرئيسان عن "قلقهما العميق إزاء استمرار القتال وزيادة عدد القتلى والجرحى".

 

 دعوات دولية

وجهت دول أوروبية دعوات إلى وقف التصعيد مع الطرفين، مع انحياز غالبيتها إلى الجانب الإسرائيلي، ومنحه حق "الدفاع عن نفسه"، متغافلة عن المجازر التي ارتكبها في قطاع غزة.

 

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في تغريدة: "أحض إسرائيل والفلسطينيين على التراجع عن حافة الهاوية وضبط النفس"، مؤكدا أن "المملكة المتحدة قلقة جدا بشأن العنف المتزايد والخسائر في صفوف المدنيين، ونريد وقف التصعيد بشكل عاجل".

 

فيما كتب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في تغريدة: "أنا قلق جدا من تصاعد العنف الأخير والهجمات العشوائية"، وذلك بعدما تحادث هاتفيا مع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين.

 

وأضاف: "يجب إعطاء الأولوية لوقف التصعيد، وتجنب الخسائر في الأرواح البشرية البريئة في الجانبين

 

في مواجهة "التصعيد المأساوي"، اعتبرت باريس أنه ينبغي على الولايات المتحدة التدخل.

 

وقال وزير الخارجية الفرنسي للشؤون الأوروبية، كليمان بون، إن "من الواضح أنهم (الأمريكيون) هم الذين ما زالوا يملكون الروافع الدبلوماسية الرئيسية حاليا، رغم أنه ينبغي لأوروبا أن تكون أكثر حضورا".

 

وأكدت برلين بدورها "حق إسرائيل الدفاع عن النفس في وجه هجمات" حركة حماس "في إطار الدفاع المشروع عن النفس".

 

ورأى المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، أن الهدف من هذه الهجمات هو "القتل بشكل عشوائي وتعسفي".

 

التعليقات (0)