قضايا وآراء

الأقصى يعيد توجيه البوصلة

عدنان حميدان
1300x600
1300x600

يوم واحد من الرباط في المسجد الأقصى كان كفيلا بإعادة توجيه بوصلة أمة كادت أن تضل طريقها، وظن أهل التطبيع فيها أنهم قد تمكنوا من إحكام قبضتهم عليها، فانبرى الفلسطينيون ليدافعوا عن قبلة المسلمين الأولى ومهد المسيح عليه السلام، والتحم القادم من المناطق التي احتلت عام 1948 مع ابن الضفة الغربية المحتلة ومضيفهم المقدسي في خندق واحد، وقد أبرق لهم ابن غزة بطريقته معلنا انخراطه معهم بنفس الصف.

وكانت الساعات الماضية كفيلة بتسطير ملاحم من البطولة وقصص من الفداء والوفاء لقضية فلسطين، تلك القضية المركزية للأمة بأسرها.

 

بل سجل الأقصى حضور أعاجم وأتراك من المؤمنين بقدسية القضية والمدافعين عن الحق الفلسطيني.

يوم واحد من الرباط في الأقصى أعطى الأصوات الناعقة على بعض منصات التواصل حجمهم الحقيقي، وأظهر المعدن الأصيل لأبناء وبنات هذه الأمة

يوم واحد من الرباط في الأقصى أعطى الأصوات الناعقة على بعض منصات التواصل حجمهم الحقيقي، وأظهر المعدن الأصيل لأبناء وبنات هذه الأمة.

ببركة القدس والأقصى أصبح الفلسطيني يتحكم بالاحتلال وينذره ويهدده، و يلجئه للاختباء، وأمكن للمرابطين في الأقصى بصدور عارية دحر أكثر الجماعات الدينية الصهيونبة تطرفا وإجبارها على إلغاء اقتحامها.

وبإعادة توجيه البوصلة أصبح الشهيد "إبراهيم الشنباري" الذي استشهد في غارة على ‫غزة أيقونة يتناقل الشباب قصته ويحلمون أنيكونوا مثله وقد رأوه قبل استشهاده بساعات يوزع هدايا العيد على طلابه الذين يحفظهم القرآن في المسجد ومع آذان المغرب كان ارتقاؤهوبقيت من بعده قصصه وهداياه ملهمة لمن بعده.

وبتغريدة واحدة انتصرت بها المقاومة للأقصى، فتح الاحتلال الملاجئ وأوقف حركة القطارات وغيّر مسار الطائرات ورفع درجة التأهب في المستشفيات وأغلق عددا من الشواطئ وألغى أنشطة وفعاليات.

برمزية الأقصى وصل صدى التضامن إلى اللد، هذه المدينة التي لم ينجح الصهاينة بتدجينها رغم نحو 73 عاما على احتلالها. 
الأقصى أعاد توجيه البوصلة معطيا الصهاينة العرب حجمهم الطبيعي في ذيل القافلة، ومؤكدا التفاف القطاع العريض من أمتنا حول خيار مقاومة الاحتلال ورفض الظلم

الأقصى أعاد توجيه البوصلة معطيا الصهاينة العرب حجمهم الطبيعي في ذيل القافلة، ومؤكدا التفاف القطاع العريض من أمتنا حول خيار مقاومة الاحتلال ورفض الظلم، واليقين بأن الكرامة فاتورتها باهظة والعزة لا تقدم مجانا، مهما حاول الاحتلال ضرب هذه الروح وقتل هذه الإرادة باستهداف الأطفال والأمهات.

حتى أولئك الغربيين الذين يقللون من أهمية النزاع المرتبط بالسيادة الدينية ويرون إمكانية التفاهم أو التقاسم، عادوا ليدافعوا عن الأقصى والمعتكفين فيه، وينأون عن طرف يدّعي الارتباط الديني بمقدس لديه ثم يعيث فيه فسادا وهمجية، بما ينتهك روحية المكان واحترامه.
مع عودة السفينة لمسارها الصحيح لا عذر بعد اليوم لمن ينحرف عنها أو يجنح، وستبقى القدس هي العاصمة والأقصى البوصلة

أعاد الأقصى توجيه البوصلة، وأكد للعالم كله حقيقة هؤلاء الغزاة ووحشيتهم بانتقامهم المتعمد من النساء والأطفال واقتحامهم الهمجي للأقصى وتعاملهم العنيف مع المصلين أثناء صلاتهم.

وللأقصى يسجل شرف الارتقاء بمنصات التواصل الاجتماعي لمشاهير "السوشيال ميديا" وتكثيف البث على صفحاتهم لنقل الحقيقة ورفع درجة الوعي، فلهم الفضل ولكل من خصص حساباته الإلكترونية لغزة والقدس كل التقدير والاحترام.

ومع عودة السفينة لمسارها الصحيح لا عذر بعد اليوم لمن ينحرف عنها أو يجنح، وستبقى القدس هي العاصمة والأقصى البوصلة. 


التعليقات (0)