صحافة إسرائيلية

خبير إسرائيلي: لهذا أقر بايدن بيع "أف35" للإمارات بعد هجوم نطنز

الخبير قال إن الرسالة الإسرائيلية بهجوم نطنز التقطت بالفعل جيدا في واشنطن- جيتي
الخبير قال إن الرسالة الإسرائيلية بهجوم نطنز التقطت بالفعل جيدا في واشنطن- جيتي

سلط خبير إسرائيلي في الشؤون الأمريكية، الضوء على أداء إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال الفترة الماضية، حيث يظهر تحمسها لفتح صفحة جديدة مع إيران، منوها إلى أن الرسالة الإسرائيلية لواشنطن من هجوم نطنز، وجد تعبيره في قرار تلك الإدارة بيع الإمارات طائرات.

وبين المعلق في صحيفة "إسرائيل اليوم" للشؤون الأمريكية البروفيسور أبراهام بن تسفي، أنه "مع نهاية الشهر الجاري، تنتهي المئة يوم الأولى للرئيس جو بايدن في البيت الأبيض، والتي تميزت بمبادرات حثيثة وخارقة للطريق على المستوى الداخلي". 

وذكر أن بايدن الذي "يتمتع بريح إسناد في الرأي العام، أرسى البنية التحتية لـ"صفقة جديدة" أخرى، تخرج من غياهب النسيان الإجراءات الدراماتيكية للرئيس فرانكلن دلانو روزفيلت، والتي تعنى بتغيير الأنماط والطابع الاجتماعي والاقتصادي لأمريكا في مواجهة الانهيار الكبير". 

تكتيك منهجي لواشنطن 

ولفت بن تسفي، إلى أنه "في بؤرة نشاط الرئيس الأمريكي الحالي توجد رزمة إعادة بناء عظمى، بحجم نحو تريليوني دولار، وأضيف لها مؤخرا خطة طموحة وبعيدة المدى بحجم نحو 2.3 تريليون دولار هدفها الأساس هو تجديد وجه أمريكا". 

ونبه إلى أن "هدف فك الارتباط عن مراكز الاحتكاك والأزمة، والذي وجه خطى إدارة سلفه دونالد ترامب، تلقى مؤخرا زخما إضافيا مع الاعلان عن إخراج كل القوات الأمريكية من أفغانستان، وتخفيف التواجد العسكري في الخليج"، لافتا أن "بوادر التحول الذي عملت عليه إدارة بايدن في منطقة الشرق الأوسط تبدو واضحة، وفي مركز هذه الصورة توجد سياسته تجاه إيران، التي بضربة واحدة غيرت استراتيجيتها الحازمة بلا هوادة من مدرسة ترامب التي تقوم على العقوبات المتصاعدة". 

 

اقرأ أيضا: مشرعون أمريكيون يعلنون مراجعة صفقة الأسلحة مع الإمارات

وأضاف: "وهكذا فإنه مكان عصا الإنفاذ والعقاب يحتل خط معتدل ومتصالح، يسعى لإطلاق حوار رسمي ومباشر مع طهران، لإعادة واشنطن إلى الاتفاق النووي عبر تكتيك منهاجي يقوم على تحريم متدرج للعقوبات، مقابل تخصيب متقلص لليورانيوم في المشروع النووي الإيراني". 

ونوه الخبير الإسرائيلي، إلى أنه في الوقت الذي "تبث فيه المرة تلو الأخرى حماسة لفتح صفحة جديدة وودية مع نظام آيات الله، تبين لهم في ظل خيبة أملهم أنهم لا يعملون في الفراغ، إذ إن للتانغو الأمريكي – الإيراني أضيف فجأة ضلع ثالث، من شأنه أن يثقل على مساعي المغازلة الأمريكية لود نظام خامنئي، حيث يدور الحديث عن الشريك الإسرائيلي في منظومة العلاقات الخاصة مع واشنطن".

ولفت إلى أن "سلوك إدارة بايدن في المجال الإيراني يعد في نظر هذا الشريك (الإسرائيلي) حلقة مركزية في سياق كامل من إجراءات سياسية بادرت إليها وتناقضت تناقضا تاما مع طابع وروح علاقات الشراكة هذه"، موضحا أن "الحليف الإسرائيلي الذي يغيب عن طاولة المفاوضات بين القوى العظمى وإيران، يواصل حضوره في الساحة الإقليمية، وهذا من شأنه أن يشوش الخطاب الدبلوماسي، حيث شددت إسرائيل من نشاطها بضرب المشروع النووي في نطنز ومسار التآمر الإيراني في البحر الأحمر". 

الحافز لاستمرار التطبيع 

وأشار إلى أن "هذه العمليات تمت على خلفية استفزازات إيرانية، ويأتي توقيتها لنقل رسالة واضحة وقاطعة لبايدن جوهرها واحد؛ إسرائيل لن تسلم بعودة أمريكا لنفق الزمن في عهد الرئيس الأسبق أوباما، حين كان تجاهل موقفها، وذلك حتى بثمن الإزالة الجزئية لستار الغموض عن سلوكها في هذه الجبهة والمخاطرة برد إيراني متصاعد". 


وقال بن تسفي: "ومع أن من السابق لأوانه استخلاص الاستنتاجات النهائية من أحداث الأسبوع الماضي، فإن الانطباع الوارد، أن الرسالة الإسرائيلية التقطت بالفعل جيدا في واشنطن، وتعبير مركزي عن ذلك يمكن أن نراه في قرار البيت الأبيض إتاحة صفقة بيع طائرات إف 35 المتطورة للإمارات بعد يومين من هجوم نطنز".

وتابع: "عليه فيمكن أن نرى في هذا القرار، خطوة لبناء الثقة تجاه إسرائيل، وهذا مدماك مركزي في "اتفاقات إبراهيم" (التطبيع) التي كان يفترض منذ البداية أن تمنح الإمارات ولاعبين آخرين في المنطقة حافزا لمواصلة مسيرة التطبيع مع تل أبيب". 

وبحسب الخبير، فإنه "في نفس الوقت، يجب أن نرى في هذه الخطوة محاولة للإيضاح لطهران، أنه مع كل رغبة الولايات المتحدة في تحسين علاقاتها معها والتقدم السريع في المسار المؤدي لاتفاق نووي على أساس الاتفاق الأصلي، لن يكون هذا في ظل الترك التام لشركائها التقليديين لمصيرهم في الساحة ". 

وقدر أن "الأيام ستقول لنا ما إذا كان بايدن سينجح في التحرر من التراث المتصالح للغاية الذي اتخذه رئيسه (السابق أوباما) على المستوى الإيراني"، منوها إلى أن "الانطباع الحالي، أنه رغم الاشارة الأخيرة لإسرائيل ولإيران، فقد حسم مع بايدن أمر العودة إلى الاتفاق النووي في 2015 رغم معارضة إسرائيل".

التعليقات (0)