سياسة دولية

أموال يمنية بأمريكا تكشف تفاصيل جريمة قبل 300 عام

قراصنة بريطانيون ارتكبوا جريمة مروعة بحق حجاج كانوا عائدين من الحجاز إلى الهند- CC0
قراصنة بريطانيون ارتكبوا جريمة مروعة بحق حجاج كانوا عائدين من الحجاز إلى الهند- CC0

كشفت عملات يمنية قديمة، عثر عليها في بستان فواكه في "رود آيلاند" الأمريكية، وأماكن أخرى شمال شرق الولايات المتحدة، عن تفاصيل جديدة لجريمة ارتكبت قبل ثلاثة قرون.

 

وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، فإن قراصنة إنكليز، كانوا من الأكثر إجراما في العالم في أواخر القرن السابع عشر، نهبوا سفينة تقل حجاجا مسلمين عائدين من مكة إلى الهند، ثم أفلتوا من العقاب من خلال انتحال شخصيات أخرى، منها تجار رقيق.

 

وتكشف عملات عربية، وأبرزها القادمة من اليمن، أن القراصنة لجؤوا في نهاية المطاف إلى الولايات المتحدة.


وبدأت القصة في السابع من أيلول/ سبتمبر 1695، عندما نصبت سفينة قراصنة تدعى "فانسي" كمينا، واستولوا على سفينة ملكية تدعى "غانج ساواي" كانت تتبع للإمبراطور الهندي "أورانغزيب"، الذي كان وقتها أحد أقوى الرجال في العالم. 


ولم يكن على متن السفينة مسلمون عائدون من الحج فحسب، بل ثروة من الذهب والفضة بقيمة عشرات الملايين من دولارات الوقت الحاضر.


وتقول الروايات التاريخية إن فريق سفينة القراصنة عذبوا وقتلوا الرجال على متن السفينة الهندية، واغتصبوا النساء، قبل الهروب إلى جزر الباهاما، التي كانت ملاذا للقراصنة آنذاك. 


ولكن سرعان ما انتشر الخبر عن جرائمهم، ووضع الملك الإنكليزي ويليام الثالث، إثر ضغط هائل من الهند، مكافأة كبيرة للقبض عليهم. 


وقال جيم بيلي، وهو مؤرخ هاو ومكتشف أول عملة عربية سليمة من القرن السابع عشر في ميدلتاون: "إنه تاريخ جديد لجريمة شبه كاملة"، مشيرا إلى أن الجميع في ذلك الوقت كان يبحث عن أولئك القراصنة

وتظهر السجلات غير المكتملة التي تشوبها الغموض، أن سفينة تسمى "زهرة البحر"، استخدمها القراصنة بعد أن تخلوا عن السفينة "فانسي"، أبحرت على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ثم وصلت مع ما يقرب من أربعين من العبيد في عام 1696 إلى نيوبورت، رود آيلاند، التي أصبحت مركزا رئيسيا لتجارة الرقيق في أمريكا الشمالية خلال القرن الثامن عشر.


وإلى حين اكتشاف العملات المعدنية الجديدة، كان المؤرخون يعرفون أن القراصنة أبحروا إلى إيرلندا في عام 1696، ولكن الأموال المسروقة من على ظهر السفينة الهندية في المستعمرات الأمريكية، تظهر كيف تقطعت السبل بالقراصنة الذين سلكوا طرقا مختلفة للهرب، أو أنهم شقوا طريقهم لأول مرة إلى هذه المستعمرات، مستخدمين النهب لتغطية نفقاتهم اليومية.


وظهرت أول عملة معدنية كاملة عام 2014 في مدينة ميدلتاون في رود آيلاند الأمريكية، وهي بقعة أثارت فضول "بيلي" قبل عامين، بعد أن عثر على عملات معدنية قديمة من عهد الاستعمار.


وأكدت الأبحاث أن العملة الغريبة تم سكها عام 1693 في اليمن، وهو ما أثار تساؤلات على الفور لدى بيلي، الذي أشار إلى أنه لا يوجد دليل على أن المستعمرين الأمريكيين الذين كانوا يكافحون لكسب لقمة العيش في العالم الجديد سافروا إلى أي مكان في الشرق الأوسط للتجارة حتى عقود لاحقة.


ومنذ ذلك الحين، اكتشف باحثون آخرون 15 قطعة نقدية عربية إضافية من نفس الحقبة، 10 في ماساتشوستس، وثلاث في رود آيلاند، واثنتان في كونيتيكت. تم العثور على أخرى في ولاية نورث كارولينا.


وقالت سارة سبورتمان، عالمة الآثار بولاية كونيتيكت، حيث تم العثور على إحدى العملات المعدنية في عام 2018 في أثناء التنقيب المستمر في موقع مزرعة يعود إلى القرن السابع عشر: "يبدو أن بعض أفراد طاقمه كانوا قادرين على الاستقرار في نيو إنجلاند والاندماج"، مضيفة أنه "كان الأمر أشبه بمخطط لغسيل أموال". 

التعليقات (0)