سياسة عربية

وثيقة أممية بمجلس الأمن تكشف تحركا بشأن مرتزقة ليبيا

قدّرت الأمم المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر عدد العسكريين والمرتزقة الأجانب في ليبيا بعشرين ألفا- الأناضول
قدّرت الأمم المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر عدد العسكريين والمرتزقة الأجانب في ليبيا بعشرين ألفا- الأناضول

كشفت وثيقة أممية سلمها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء، إلى مجلس الأمن، عن وجود تحرك طفيف لسحب بعض المرتزقة في ليبيا.


وأعرب غوتيريش عن قلقه العميق إزاء استمرار وجود عناصر أجنبية في سرت ومحيطها ووسط ليبيا، مضيفا أنه "لم يتم الإبلاغ عن أي خفض في عدد القوات الأجنبية أو أنشطتها في وسط ليبيا".


وبحسب الوثيقة التي أوردتها وكالة فرانس برس، فقد جرى سحب قوات أجنبية من وسط مدينة سرت وغربها نحو منطقة وادي هراوة الواقعة على مسافة خمسين كيلومترا شرق سرت، للمساهمة في تأمين المدينة وإعادة فتح مطار القرضابية.


وقدّرت الأمم المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر عدد العسكريين والمرتزقة الأجانب في ليبيا بعشرين ألفا.


وقال الأمين العام للمنظمة: "أكرر دعوتي إلى جميع الجهات الفاعلة الوطنيّة والإقليميّة والدوليّة لاحترام أحكام اتفاق وقف إطلاق النار من أجل ضمان تنفيذه بالكامل من دون تأخير، وهذا يشمل الامتثال الكامل وغير المشروط لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة".

 

إخراج المرتزقة


واعتبرت تقارير أممية عديدة سابقة أن الحظر "غير فعال بشكل كامل"، وأشارت إلى أنه يوجد في ليبيا مرتزقة روس وتشاديون وسودانيون وسوريون، إضافة إلى وحدات من الجيش التركي نشرت بموجب اتفاق ثنائي مع حكومة الوفاق الليبية.

 

وفي سياق متصل، دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، يان كوبيش، الأربعاء، مجلس الأمن الدولي إلى "تشجيع السلطة الليبية الجديدة على مواصلة العملية السياسية"، بالإضافة إلى إخراج المرتزقة الأجانب من البلاد.

 

اقرأ أيضا: مقتل محمود الورفلي القيادي بمليشيات حفتر في بنغازي


جاء ذلك في إفادة لكوبيش، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، خلال مشاركته في أول جلسة لمجلس الأمن منذ تعيينه في منصبه، يوم 18 كانون الثاني/ يناير الماضي.


وقال كوبيش إن القادة الليبيين بحاجة إلى "الدعم المتواصل والمتسق من مجلس الأمن والمجتمع الدولي بشكل عام".


وأكد كوبيش على "دعم واستعداد بعثة الأمم المتحدة لمساعدة السلطة المؤقتة على تحقيق أولوياتها، وبينها إعادة توحيد البلاد ومؤسسات الدولة، والتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، وإصلاح قطاع الأمن".


وتابع كوبيش: "مستعدون للمساعدة في نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج وتوفير الخدمات الأساسية لليبيين وفقا لنظام غير مركزي ومواجهة انتشار فيروس كورونا، وضمان العدالة الانتقالية، والنهوض بتمكين المرأة وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل".


وشدد على أنه "يجب البدء فورا في العمل على قوانين الانتخابات، وتأسيس إطار قانوني ودستوري واضح للانتخابات".

 

إعادة تموضع


وأبلغ كوبيش أعضاء مجلس الأمن (15 دولة) بأن "المقاتلين الأجانب والمرتزقة لا يزالون في البلاد، وأعادوا تموضعهم في مدينة سرت (غرب) وضواحيها، وكل الليبيين من كافة الأطياف يطالبونهم وبشدة بمغادرة البلاد".


وأردف: "بينما يستمر سريان اتفاق وقف إطلاق النار، توجد تقارير عن استمرار التحصينات وإنشاء مواقع دفاعية على طول محور سرت الجفرة (وسط)، فضلا عن استمرار تواجد العناصر الأجنبية".


من جانبها، دعت واشنطن "جميع الأطراف الخارجية المشاركة في الصراع الليبي إلى إنهاء تدخلها العسكري، واحترام اتفاق وقف إطلاق النار الليبي، والبدء في الانسحاب من ليبيا على الفور".


وفي إفادة المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة "ليندا توماس غرينفيلد" خلال الجلسة قالت: "طالب الليبيون بسحب القوات الأجنبية من بلدهم في إعلان 23 أكتوبر الماضي الخاص بوقف إطلاق النار وأكدت اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 هذا الطلب مؤخرا".


وأضافت: "لا يمكن أن يكون هناك استثناءات لهذا الشرط خاصة، واستمرار وجود بعض القوات أصبح ذريعة لاستمرار وجود البعض الآخر".


كما دعت إلى "محاسبة مرتكبي انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، وضمان وصول العاملين في المجال الإنساني إلى أولئك الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة".


والسبت، أعلن الجيش الليبي، أنه رصد قيام مرتزقة "فاغنر" الروس (داعمين لحفتر) ببناء ساتر ترابي بين مدينتي سرت والجفرة.


واعتبر كوبيش أن "إعادة فتح الطريق الساحلي بين مصراتة (غرب) وسرت (شرق) يظل خطوة حاسمة للتنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار".


وأفاد بقرب إعادة فتح هذا الطريق، خلال الأسبوعين المقبلين، نتيجة لإحراز تقدم كبير في نزع الألغام، عبر اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5).

التعليقات (0)