صحافة إسرائيلية

جنرال إسرائيلي: التطبيع مع الخليج ليس بديلا عن الأردن

قال الجنرال الإسرائيلي إن حكومة الاحتلال "تتابع التغيرات الأردنية لاسيما اقترابه من النظام الاستراتيجي العربي بقيادة الخليج"- جيتي
قال الجنرال الإسرائيلي إن حكومة الاحتلال "تتابع التغيرات الأردنية لاسيما اقترابه من النظام الاستراتيجي العربي بقيادة الخليج"- جيتي

قال جنرال إسرائيلي إن التطبيع مع دول الخليج، لا يغني عن العلاقة الاستراتيجية مع الأردن.

 

وأوضح عيران ليرمان نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، في مقال ترجمته "عربي21" أنه "لا ينبغي أن تنسى إسرائيل بفعل تأثير اتفاقيات التطبيع، والانفراج مع السودان والمغرب، والتوجه الإيجابي في العلاقات مع مصر، تلك الأهمية الاستراتيجية للمملكة الأردنية، وفي الوقت نفسه، يمكن في القنوات غير العلنية مناقشة مطالب عمّان، خاصة لتغيير الأجواء العدائية في الجمهور الأردني".


وأضاف أن "إسرائيل تتابع التغيرات الأردنية، لاسيما اقترابه من النظام الاستراتيجي العربي بقيادة الخليج، وتوثيق علاقاته مع المحور العراقي الأردني المصري، وتفتح هذه السياسة في النظام الإقليمي فرصة لتحسين علاقاته بإسرائيل، بعد توتر أعقب قرار الملك بعدم تجديد إيجار الأراضي الأردنية لإسرائيل بموجب اتفاق السلام لعام 1994".


وأوضح ليرمان، الذي خدم في الجيش الإسرائيلي 20 عاما، ويترأس دائرة الشرق الأوسط في اللجنة اليهودية الأمريكية، أنه "في ظل التطورات الدراماتيكية بعلاقات إسرائيل مع العالم العربي، خاصة التطبيع مع الإمارات والبحرين، والتقدم نحو السودان، والانفراج مع المغرب ودول أخرى، وربما السعودية نفسها، يجب الحرص على عدم الاستهانة بالعلاقات مع الأردن، رغم أن ثقلها الاقتصادي لإسرائيل ليس كبيرًا، لكن كلا البلدين، ومعهما تركيا، لديهم مصلحة باستخدام ميناء حيفا لنقل جزء كبير من التجارة للأردن، ومن هناك للمنطقة العربية".


وأكد أن "العلاقة بين إسرائيل والأردن تكتسب أهمية استراتيجية كبيرة جدا، حيث يساهم التعاون الأمني والاستخباراتي بين مخابرات البلدين، والتنسيق العسكري بين الجيشين الإسرائيلي والأردني، مساهمة حيوية في الأمن واتفاقية السلام التي لم تنتهك منذ سنوات، على طول أطول حدود إسرائيل، وقد صمدت الأجهزة الأمنية الأردنية في تنسيقها الاستخباري مع إسرائيل مرارًا وتكرارًا في الاختبارات القاسية".


وأوضح أنه "لا توجد عمليات مسلحة معادية لإسرائيل من الأردن، رغم أن جزءًا كبيرًا جدًا من سكانه فلسطينيون، ويضم مليون لاجئ سوري، وهذه شهادة جودة على فعالية المؤسسة الأمنية الأردنية، كما تستفيد إسرائيل من الاندماج المناسب للأردن في القوة الإقليمية الناشئة، وتشمل الإمارات ومصر وإسرائيل واليونان، وربما فرنسا، فالأردن عضو في "منتدى غاز شرق المتوسط"، وأطر أخرى، بحكم وصوله للموانئ الإسرائيلية". 

 

وأشار إلى أن "إسرائيل مطالبة بإبعاد الأردن عن دائرة النفوذ التركي، وربما استخدام موقعه الاستراتيجي كجسر بين الخليج والبحر المتوسط، وبين مصر والعراق لدفع المصالح المشتركة مع إسرائيل، بما في ذلك إمكانية التأسيس لعلاقة مستقبلية بين إسرائيل ودول الخليج".


وأكد أنه "فيما يتعلق بالقدس، فإن لإسرائيل والأردن مصلحة مشتركة بالحفاظ على الوضع الراهن، بينما يعني عمليًا استمرار سيادة إسرائيل عليها، بجانب وضع الموقف الأردني في الحرم القدسي، حتى لو كان للمغرب والسعودية طموحات للتأثير في القدس، فسيكون من الخطأ أن ترقى لمستوى توقعاتهم على حساب الأردن".


وأوضح أنه "مع تنصيب الإدارة الأمريكية الجديدة، سيكون من المفيد لإسرائيل والأردن أن يقدما لها وللكونغرس رؤية للحوار المفتوح والتعاون، بما في ذلك في المجالات القريبة من الديمقراطيين، وتشمل هذه المناطق الطاقات المتجددة والبيئة والحفاظ على الأصول الطبيعية الفريدة مثل البحر الميت، على أن يعقد لقاء إسرائيلي على مستوى سياسي رفيع فرصة لإقامة علاقات أفضل مع الحكومة الجديدة في الأردن، بعد فترة طويلة من التوتر".


وتابع: "في الوقت نفسه، تسمح التغيرات الدراماتيكية في المناخ الإقليمي في بعض بلدان المنطقة، لإسرائيل بإثارة قضايا حساسة، هذا ليس شرطا لتحسين العلاقات، والدعم الإسرائيلي لمواقف الأردن في واشنطن وتجاه دول الخليج، لكنه نتيجة واضحة ستخدم في نهاية المطاف المصلحة الأردنية واحتياجات المملكة وقائدها".


وأشار إلى أن "الدراسات الاستقصائية التي أجرتها معاهد الأبحاث، تظهر أنه رغم علاقات السلام مع الأردن، لكن هناك عداء عميق لإسرائيل ولليهود، مما يتطلب الحاجة لتغيير الجو العام بالأردن تجاه إسرائيل، وهذا انعكاس لما يشهده البرلمان والإعلام والخطاب العام بالمملكة، ولا يمكن وضع حد لذلك بضربة واحدة، لكن هناك طرق يمكن من خلالها منع الظواهر المتطرفة تدريجياً، وبث أصوات أخرى في الخطاب العام والتعليم". 


وختم بالقول إنه "على عكس مصر، فإن الأردن لم يرحب بعد بالاتفاقيات بين إسرائيل ودول الخليج والسودان والمغرب، وقد يكون لذلك أهمية رمزية، ومن النقاط الأخرى التي قد تسهم في تغيير الأجواء قرار أردني بالاستجابة لمطالبة الولايات المتحدة بتسليم أو استبعاد أحلام التميمي المسؤولة عن تنفيذ هجوم ضد إسرائيل، خاصة وأن مكانتها الكبيرة في الإعلام الأردني تشكل ظاهرة خطيرة تثير الاستياء في واشنطن وتل أبيب".

 

للاطلاع على النص الأصلي (هنا)


التعليقات (0)