أخبار ثقافية

القبيلة وتجلياتها في الرواية العربية

غلاف_القبيلة_والنص
غلاف_القبيلة_والنص

يثير كتاب "القبيلة والنص: تحوّلات البداوة في الرواية العربيّة" للدكتور ربيع ربيع، اهتمام الباحث في الرواية العربيّة بتركيزه العميق على الأطر المرجعيّة التي أدّت إلى تشكيل ظاهرة مهمّة في مجموعة من الروايات العربيّة، وهي ظاهرة البداوة، بما تتضمنه من تجليّات اجتماعيّة وثقافيّة وفنيّة. ويعتمد المؤلف في إطاره المرجعيّ عن البداوة ومفاهيمها القيميّة والاجتماعيّة على عالم الاجتماع العراقيّ الشهير علي الوردي، وهو أمرٌ في غاية الأهميّة لسببين رئيسين، أوّلهما معرفيّ خاصّ بالمادة العلميّة التي توفّرها دراسات علي الوردي، وثانيهما ثقافيّ عام يتصّل بالثقافة العربيّة في العصر الحديث.


وفي تفصيل السبب المعرفيّ، تقدّم دراسات الورديّ مادّة مناسبة تماما لموضوع الكتاب، وهو البداوة وقيمها وثقافتها في عالمها الأصليّ؛ البادية، ومن ثمّ يقدّم في دراساته المختلفة ما طرأ على البداوة والشخصيّة البدويّة على مستوى واقعها المعيش وتصوّراتها القيميّة من تحوّلات واختلافات بعد دخولها في المجتمعات المدنيّة الحديثة. وهذا التحوّل هو نقطة ارتكاز كتاب "القبيلة والنصّ"، فيوظّف ربيع ربيع دراسات الورديّ بشكلٍ يساعد على فهم الجانب السلوكيّ الاجتماعي والأخلاقيّ المثاليّ في الشخصيّة البدويّة، وما تشعر به بعد دخولها في فضاء المدينة الحديثة وخضوعها لسلطة الدولة.


ويعمد ربيع كذلك إلى الاعتماد على مرجعيّات نظريّة أخرى، عربيّة وأجنبيّة، مثل ابن خلدون، وروكس العزيزيّ، وأحمد أمين، وهارولد دكسون بالإضافة إلى آخرين، إلا أنّ علي الورديّ بقي المرجع الرئيس على مدار الكتاب، لأنّ الباحثين الآخرين تناولوا البداوة في صورتها الراسخة في البادية وعلى أنّ الشخصيّة البدويّة "لم تتغيّر منذ أيّام النبيّ إبراهيم" (ص 24) وفق ما يقتبسه الكتاب من دكسون.

 

أمّا الورديّ فيميّز بين طبيعة الشخصيّة البدويّة في بيئتها الأصليّة في البادية، وكيف تظهر معالم تلك الصورة الأصليّة في المدينة الحديثة بقيمها النفعيّة والقانونيّة الإخضاعيّة والتراتبيّة المهنيّة، وكيف تتصوّر ذاتها وماضيها في سياق التحضّر والتمدّن.


أمّا السبب الثاني، وهو الثقافيّ العامّ في السياق العربيّ الحديث، فهو متعلّق بالحاجة الماسّة إلى إبراز المنجزات البحثيّة الجادّة في العالم العربيّ والاعتماد عليها وتوظيفها بما يخدم الثقافة العربيّة ومنجزاتها، في وقت باتت الدراسات العربيّة لا تعتمد على بعضها ولا تبني على إنجازات الباحثين العرب، في ظلّ هيمنة المرجعيّات الغربيّة بلغاتها الأصليّة أو المترجمة. وهذا أمر في غاية الخطورة على المستوى الثقافيّ العام في العالم العربيّ؛ إذ إن الدراسات القيّمة إن لم تظهر في دراسات أخرى، سواء على مستوى مراجعتها ونقدها والبناء عليها أو توظيفها في مجالات بحثيّة مختلفة، سيكون مصيرُها غيرَ مختلف عن مصير الأبحاث الأقلّ جودة وقيمة وهو الضياع والموت.


ويبني ربيع ربيع في كتابه من المواد النظريّة الاجتماعيّة تصوّرا عن الطرف الأوّل من الثنائيّة المحوريّة التي تقوم عليها دراسته، وهو القبيلة،  التي تبرز من خلال شخصيّة البدويّ الفرد، كونه يُعدّ تمثيلا لمنظومة الأخلاق والقيم التي تُوصف بها القبيلة؛ فالفرد، كما يبيّن الكتاب، يستبطن الصورة العليا للقبيلة ويتحرّك مُوَجَّها من منظومة الأعراف الراسخة التي تمثّل "نموجا أعلى" للشخصيّة البدويّة.

 

وتعدّ هذه الأعراف النسق الثقافي الذي ينتج الأفعال الفرديّة ويشكّل الهويّة الجمعية للقبيلة، فهي "تصوّرات مضمرة" توصل أبناء القبيلة إلى "النموذج المتوخى"، لذلك يحرص البدو على هذه الصفات بوعي وبدون وعي على مستوى الأفراد المختلفين الذين لا يعتمدون في تصوّراتهم على العقل الفرديّ المجرّد، وإنما يفكرون بعقل مجتمعهم الجمعيّ.


بذلك تكون مناقشة الصورة الجمعيّة للقبيلة متجسّدة داخل كلّ فرد من أفرادها، ويغدو وصف أفعال الأفراد تعبيرا عن القيم الكليّة المكوّنة لها على المستوى الكليّ، لا سيّما الصدق، والكرم، والشجاعة، والعصبيّة، وما ينتج عن هذه الصفات من أفعال رئيسة في حياة البادية، التي ينظر إليها البدو اعتمادا على منظور مختلف عن الحضر. ومن ذلك الغزو الذي لا يراه البدويّ مناقضا للكرم والصدق والأمانة، وإنّما يكتسب في المخيال البدوي تسميات إيجابيّة أهمّها "الكسب".

 

وكذلك الأمر انتفاء الولاء للكيانات الحديثة بما فيها الدولة، لأنّ ولاء البدويّ الأصيل هو للقبيلة، التي تتنقّل في الصحراء وتجد فيها خلاصها، وإذا تعرّضت القبيلة لعدوان يتولّى الدفاع عنها أبناؤها فتظهر شجاعتهم وقوّتهم. بذلك تكون مقوّمات خلق الولاء منفصلة عن الدولة، فالدفاع يقوم به أبناء القبيلة والحاجة تلبّيها الصحراء. وبالنتيجة، ما يجب الحفاظ عليه عند البدوي هو القبيلة وفضاؤها المكانيّ الممتد عبر الصحراء.

 

وبناء على هذا الظرف، يمكن تصوّر نظرة أبناء البادية للوظائف والعلاقة مع الآخر، فبما أنّ حياتهم تقوم على ما توفّره البيئة، ويمثّل الآخر لهم مصدرا للصراع ومجالا لإظهار الفروسيّة والشجاعة، فإنّ تصوّر البدويّ للآخر يقوم على "المغالبة"، وهو توصيف دقيق، يشمل علاقة الهجوم في الغزو، وصدّ الغزو للدفاع عن القبيلة، والحصول على مصدر الرزق من هذا الفعل، فتنتفي الحاجة للعمل ويُصبح محتقرا، لأنّ العمل يستدعي إخفاء "المغالبة" والتخلّي عن الصفات التي تقوم عليها كالقوّة والشجاعة. 


أما تحوّل البدو للمدينة فقد كان إجباريّا نتيجة إخضاع الدولة الحديثة لهم والقدرة على الوصول إلى فضائهم في البادية، فطرأت تحوّلات كبيرة على منظومة الأخلاق البدويّة وما ينتج عنها من أفعال. ولعلّ أهم ما يمثّل ذلك هو التخلّص من "المغالبة" وما تقوم عليه من أخلاق، وفي مقدّمتها الشجاعة والقوّة والأنفة، فلم يعد بالإمكان الاعتماد على الغزو مصدرا للرزق، ولم يعد ممكنا الاعتماد على القبيلة في الدفاع، الأمر الذي تطلّب البحث عن العمل والمهن والوظائف، والدخول في الجيش وتحويل الولاء من القبيلة وعصبيّتها إلى الدولة. وهذا أنتج نوعين من الصراع: الأوّل على المستوى النفسيّ بين ضرورة الخضوع والتقنين للسلوك في المدينة والتوق إلى الحريّة وممارسة الشجاعة والمغالبة، والثاني على المستوى الواقعيّ، حيث يُضطرّ البدويّ للعمل والتخلّص من النديّة في التعامل مع الآخرين وتقديرهم.


وأما الطرف الثاني في الثنائيّة فهو البحث في تمثيلات هذا التحوّل في حياة البدو وتأثير الرؤية التي يُنظر من خلالها إلى تحوّل البدو إلى الحياة المدنية في النصوص الروائيّة في أربعة نماذج من الرواية العربيّة، وهي "زنوج وبدو وفلاحون" لغالب هلسا، و "فرس العائلة" لمحمود شقير، و "الفاعل" لحمدي أبو جليل، و "فخاخ الرائحة" ليوسف المحيميد. ويتتبع ربيع ربيع في هذه الروايات الأربع صورة الشخصيّة البدويّة وقيمها الأخلاقيّة المثاليّة والسلوكيّة الواقعيّة قبل التحوّل إلى حياة المدينة وبعده، وطبيعة نظرتها إلى المكان الصحراويّ بفضائه الواسع وما يمثّله من مهربٍ وخلاصٍ من أيّ فسادٍ يخشاه البدويّ على نفسه وأهله وأخلاقه.

 

ويثبت ربيع أنّ صورة البدوي عبر تحليله الرواياتِ المختارة في كتابه مماثلة للمادة النظريّة التي اعتمد الكتاب عليها لا سيّما علي الوردي. فقدّم الكتاب تمثيلات تلك المعرفة النظريّة في شخصيّات الرويات وأمكنتها وأحداثها على مدار الفصلين: الأوّل الذي يركّز على تحوّلات الإنسان، والثاني الذي يركّز على تحوّلات المكان.


وينجح الكتاب في تحليل الروايات الأربع وأحداثها على أنّها ذات قيمة رمزيّة، فربط المؤلف صورة الشخصيّات بما سمّاه البدوي النموذج أو البدويّ الأعلى الماثل في نفس البدو، فتتشابه أفعالهم، فينظر الابن إلى أبيه على أنّه تمثيل لهذا النموذج. وتظهر براعة التحليل في الكشف عن رمزيّة حدث عاديّ، مثلما فعل في تفسيره حدث إيقاظ زيدان والضيوف من الغرباء في مضاربهم في رواية "زنوج وبدو وفلاحون" بالخروج عن المعنى المباشر للتعبير عن طلب الاستعداد للصراع القادم وفق ما تشير الظروف المحيطة (57). وفي الإطار نفسه، تتخذ بعض الأفعال الأساسيّة في السلوم قيمة رمزيّة خاصة، مثل الجنس، حيث يعبّر عن قوّة البداوة في البدوي، فتحقيق تلك القيم يظهر في الارتواء الجنسي (ص 78-79)، وتراجع البداوة وانكسار قوّتها يتجلّى في شكل هذا الفعل (ص 66-67).


ويأتي الفصل الثالث ملقيا الضوء على الفرق بين الروايات المدروسة في الكتاب من حيث طبيعة الرؤية المتبناة فيها وأثر تلك الرؤية على تشكيل الروايات على المستوى البنائيّ والفنيّ. وينجح أسلوب المؤلف نجاحا كبيرا في اعتماده على التفريق بين الرواية الحديثة والراوية الجديدة، جاعلا رواية "زنوج وبدو وفلاحون" ورواية "فرس العائلة" تنتميان للرواية الحديثة، ورواية "الفاعل" ورواية "فخاخ الرائحة" تنتميان للرواية الجديدة.


وبالنظر إلى تفسير هذا التقسيم، يظهر المؤلف مدى ارتباط ظهور الرواية بالحداثة والمدينة الحديثة ومناسبة فنّ الرواية للتعبير عن فضاءاتها وتكويناتها، فالرواية الحديثة تُبنى على إحساس فهم الظواهر وإبراز الترابط بينها وتفسيرها. ويبرز ربيع عبر تحليل الشخصيّات والأحداث في كلّ من رواية "زنوج وبدو وفلاحون" ورواية "فرس العائلة" أنّهما تعبّران عن هزيمة البداوة أمام سطوة المدينة وتظهران تحوّل البدوّ إلى التمدن ودخولهم في إطار تنظيمات الدولة الحديثة وتحوّلهم إلى الخضوع لقيم الدولة وتحالفاتها. وينظر هذا التحليل إلى أنّ الرواية الحديثة تؤسس لنموذج كليّ وشامل يتضمّن خلاله الأعراف والثقافات المختلفة في إطار من الوحدة، وتتجلّى هذه الوحدة بصورة أساسيّة من خلال الدولة.


في المقابل، يبيّن المؤلف أنّ الرواية الجديدة رافقت في ظهورها أطروحات ما بعد الحداثة، لا سيّما في تركيزها على فوضى الوجود وتفككه والأهميّة الكبيرة للمهمّش من المكوّنات الاجتماعيّة والثقافيّة، بعيدا عن مقولات الحداثة المتجهة نحو الحقيقة الثابتة والهويّة الجامعة والموضوعيّة. لذلك، يبدو مقبولا أن تهتمّ الرواية الجديدة بالتعبير عن الهويّات المهمّشة، بدلا من تبنّي مواقف الدولة الحديثة ووحدتها. وهذا الإطار تجلّى في كلٍّ من رواية "الفاعل" وراية "فخاخ الرائحة" عبر رثائهما للبداوة وقيمها ورغبتهما العارمة في التعبير عن الهويّة البدويّة وما تعرّضت له من تهشيم في الدولة الوطنيّة الحديثة، فهما تحاولان التمسّك بروح البداوية وقيمها أكثر من التعبير عن قبولها للمدينة الحديثة.

 

ويتضمّن هذا النقاش في الفصل الثالث بشكل غير مباشر إجابة عن تساؤل طرحه المؤلّف في المقدّمة عن مدى ملاءمة فنّ الرواية للتعبير عن القبيلة والبادية، ما دامت الرواية نشأت في سياق المدينة الحديثة ومرجعيّاتها المتداخلة والمتشابكة. ويظهر الجواب في أنّ سمات الرواية الجديدة تناسب التعبير عن العودة إلى المهمّشين والجماعات القائمة على هُويّات خاصّة، وهذا يتوافق مع الأطر الفكريّة لما بعد الحداثة التي تتضمن الحنين لمجتمع الماضي وقيمه وصورة الإنسان فيه.


ويبدو هذا أمرا إشكاليّا؛ ذلك أنّ الروايتين الجديدتين "الفاعل" و "فخاخ الرائحة"، في موقفهما الراثي للبداوة في ظل إخضاع الدولة الحديثة للبدو وفرض قوانينها عليهم، تعتمدان في رثائهما للبداوية ولزمنها الماضي وقيمها المنبتّة وفي عدم القدرة على التوافق مع أطر المدينة وزمانها الحديث وقيمها العمليّة البراجماتيّة على مرجعيّة حضريّة تستند في إطارها الفكريّ على المدنيّة بالدرجة الأولى، فهما تتخذان موقفا من التحوّل إلى شكل الحياة الجديد في المدينة والصراع مع القيم المحدثة فيها من الداخل.

 

ووضع المؤلف الروايتين في سياق ما بعد الحداثة وبحثها عن الهُويّات المهمّشة والاختلافات والتعدد والتشكك يؤكّد إشكاليّة هذا الأمر، فما بعد الحداثة تطوّر وردة فعل على الحداثة ومقولاتها وتتمركز في السياق الحضاري في الشك والريبة من الكليّات الفكريّة والأيديولوجيات الراسخة، فتعود إلى النماذج والولاءات القديمة لتحييها في الزمن الحديث وفي فضائه، وليست رجوعا يبحث عن تكرار الماضي واجتراره. فتتصف ما بعد الحداثة، كما يصفها ميشيل مافيزواي، بأنّها "تقدميّة لا ترى حرجا في إدماج الموروث التقليديّ وأشكال من التجذّر الطبيعيّ في سيرورة النماء المجتمعيّ العام." (عود على بدء، الأشكال الأساسيّة لما بعد الحداثة، عبدالله زارو، دار إفريقيا الشرق، ص 39)


والشكل الذي تعود له فكرة الصراع تتعلّق بملاحظة حاضرة في الكتاب وكان من المفيد نسبة المسألة لها، وهي صراع الجماعات المكوّنة للمجتمعات التي تتناولتها الروايات الأربعة على هويتها ودورها في الدولة الحديثة التي تعمل على إخضاع المكوّنات الاجتماعيّة المختلفة لقانونها وحكمها. هذا يقابل الدور الذي قامت به الرواية الغربيّة تاريخيا في التعبير عن قيم الدول الحديثة، وعملها على توحيد المجتمع وإبراز الهوية الوطنية بشكل يوحّد فرقاءها في إطار الدولة، ويعمل على تسهيل عمل أجهزة الدولة على أراضيها كاملة وفق نُظُمها القانونيّة والمؤسسية.

 

وعند الحديث عن تحوّلات البداوة في المجتمع العربيّ الحديث، يلزم بشكل ملح التركيز على الجانب التاريخيّ لهذه الدول والجماعات، لأنّها كانت ضمن المرحلة الاستعماريّة التي نشأت فيها الدول العربيّة، فخضعت المكوّنات الاجتماعيّة كاملة لمواجهات تداخلت بين الدولة الوطنيّة والقوى الاستعماريّة.

التعليقات (3)
sandokan
الإثنين، 08-02-2021 11:51 ص
بعث الله سبحانه وتعالى آخر أنبيائه ورُسله من العرب تشريفًا لهم، وبهذه الرِّسالة بقيت اللُّغة العربيّة خالدةً إلى قيام السَّاعة ما دام القرآن الكريم موجوداً بين أيدي النّاس محفوظاً من التَّحريف والتَّبديل، كما بُعث النّبي صلى الله عليه وسلم من قبيلةٍ عربيّةٍ هي من أشرف القبائل العربيّة المشهود لها بالرِّفعة وعلوُّ الشَّأن، والشَّرف، والقداسة الدِّينيّة بين سائر القبائل العربيّة؛ فكان النّبي صلى الله عليه وسلم من أُسرةٍ هي أشرف أُسر قبيلة قُريش تُعرف بالأسرة الهاشميّة، نسبةٍ إلى جدِّه الثَّاني هاشم الذي وَرِث عن قُصيّ: السِّقاية والرِّفادة، وهو الذي أقرّ رحلتيّ الشِّتاء والصَّيف، ولُقِّب بسيد البطحاء .
sandokan
الإثنين، 08-02-2021 11:19 ص
قصة شمس الزناتي الحقيقية / من منا لا يعرف شمس الزناتي، الشاب المصري الذي تحول من حياة الإجرام والبلطجة إلى بطل شعبي، حيث حمى أهالي إحدى الواحات في الصحراء الغربية من بطش «الهليبة»، إنه شمس الزناتي الحقيقي، وعُرض فيلم «شمس الزناتي» في دور العرض في العام 1991، حيث حقق نجاحًا جماهيريًا منقطع النظير، فالبطل عادل إمام والذي جسد دوره أضفى على الشخصية الروح المصرية التي تجمع بين الجدية والحزم في آن واحد. وبالرغم من أن الفيلم – «شمس الزناتي» – ظهر بصورة مصرية خالصة، هل تصدق أن الفيلم تم اقتباسه من قصة حقيقية؟، أُخذت قصة الفيلم عن قصة الفيلم الأميركي الشهير «العظماء السبعة» والذي عُرض في السينمات عام 1960، وهو فيلم من أفلام الغرب الأميركي أو «الويسترن»، ولكن تبين أن هذا الفيلم نفسه مأخوذ عن قصة فيلم ياباني بعنوان «الساموراي السبعة»، وعُرض في السينما عام 1954. والفيلم من إنتاج استوديوهات «توهو» اليابانية الفيلم، وبلغت تكاليفه نحو 300 مليون ين، وهي قيمة ضخمة آنذاك، ووفق التقارير الفنية طالت مدة تصويره أكثر من اللازم وتوقفت عدة مرات بسبب تجاوز الميزانية الأصلية، إلا أن الفيلم أخرج في النهاية. ويصنف الفيلم ضمن الأفلام التاريخية الحربية اليابانية، وهو نوع كان شائعًا في السينما اليابانية، إلا أن «كوروساوا» أعطى روحًا جديدة لهذا النوع من الأفلام، فقد كان أول من صور المعارك بطريقة واقعية عنيفة، حيث كانت السابقة تتميز بحركة مشاهدها البطيئة. وكشف أكيرا كوروساوا، مخرج وكاتب العمل، عن مفاجأة، حيث أكد أن شخصية تاكاشي شيمورا في «الساموراي السبعة» – شمس الزناتي في فيلم «شمس الزناتي» – هي شخصية حقيقية لساموراي ياباني وكان يقطن شمال اليابان، وكانت إحدى القرى المجاورة تتعرض لهجمات من قطاع الطرق بشكل مستمر. قرر هذا الساموراي الدفاع عن هذه القرية وبالفعل نجح في هذا الأمر بتدريب ومعاونة رجال القرية، ولكنه قُتل في المعركة، وبعد موته، خشي أهل القرية من أن يعرف قطاع الطرق ذلك الأمر ويستبيحوا القرية من جديد، فقرروا طمس معالم قبره وإخفاء اسمه إلا أنهم كانوا يكرمونه ويصفونه دائمًا بـ «قبر المعلم».
محمد النطاح
الأحد، 07-02-2021 10:45 ص
اتمنى لك التوفيق والى الامام جميل جداً وعميق

خبر عاجل