ما هي دلائل الانفجار الذي وقع قرب سفارة إسرائيل بالهند؟

قدم خبير عسكري إسرائيلي، مجموعة من الدلائل والمؤشرات التي يحملها الانفجار الأخير الذي وقع قرب السفارة الإسرائيلية في الهند.

 

وقال ون بن يشاي في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21؛ إن "التفجير قد يشير إلى صراع داخلي فيها، لكن بعض المؤشرات تعزز الشكوك بأن الإيرانيين يحاولون إيصال رسالة لإسرائيل والإدارة الأمريكية الجديدة، ولذلك يجب أخذ القنبلة التي انفجرت في مكان قريب من السفارة الإسرائيلية في نيودلهي على محمل الجد". 

 

وأضاف: "كل الدلائل التي يمكن جمعها من التفجير تؤكد أننا أمام عملية، المقصود منها نقل رسالة، وليس التسبب بخسائر في الأرواح، أو أضرار جسيمة في الممتلكات، صحيح أنه لا تزال هوية المنفذين مجهولة، لكن الشبهة الفورية تقع على عاتق فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الذي حاول نقل رسائل من خلال انفجار قنبلة صغيرة في العاصمة الهندية".

وأوضح أن "القيادة الإيرانية تسعى لإرسال إشارة انتقامية مفتوحة لاغتيال العالم النووي محسن فخري زاده وقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، والمعنى الإيراني الكلاسيكي لهذه العملية أن لدينا القدرة على تنفيذ هجمات انتقامية أكثر شدة ضد المصالح الإسرائيلية، وربما الأمريكية في الخارج، لكننا نمتنع عمداً عن استخدام هذه القدرة في الوقت الحالي، حتى لا ننسف فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين طهران وواشنطن". 

وكشف أن "الشرطة الحكومية الهندية وجهاز الأمن الداخلي على اتصال بأعضاء مجتمع المخابرات الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية، ويبدو أنهم يعملون ببطء، لكنهم يستخدمون تقنيات متقدمة، أفضت إلى جملة من الدلائل الإسرائيلية اللافتة أهمها، أن الشحنة صغيرة، وتحتوي على كمية صغيرة من المتفجرات غير القياسية، وليست للاستخدام العسكري مثل تي إن تي، وقليلة جدّا، إن وجدت". 

وأشار إلى أنه "ربما تم تنشيط الشحنة عن بعد بآلية خلوية، أو عبر جهاز توقيت لتحديد زمن الانفجار، لكن الشحنة بدائية وبسيطة التحضير، وقد يعني هذا أن الهجوم تم تنفيذه من عامل محلي، أو أن الجهة التي شنت الهجوم أرادت أن يبدو هكذا، كما تم تفجير الشحنة الساعة الخامسة من يوم الجمعة، حيث لا يوجد موظفون في السفارة الإسرائيلية، ولا مارة في الشارع، والفرضية أنه تم عن عمد، كي لا تقع إصابات أو أضرار جسيمة في الممتلكات".

وأوضح أنه "قرب مكان انفجار القنبلة، تم العثور على مغلف موجه للسفارة الإسرائيلية، مع رسالة تشير إلى "مقتل الشهداء" سليماني وفخري زاده، ويشير النص الذي تمت صياغته بنبرة تهديد، إلى أن الانفجار مجرد بداية لسلسلة من الهجمات، وهو ما جاء في إعلان مسؤولية "الجيش الهندي" عن الانفجار، ووفقا لمسؤولين أمنيين هنديين وإسرائيليين، يحتمل جدّا أن تكون المنظمة غير موجودة على الإطلاق، وهي محاولة للخداع".

وزعم أن "ذلك الإعلان يتحدث أيضا عن "سلسلة" من الهجمات المسلحة، وهذه حقيقة مهمة؛ لأنها تشير إلى نمط عمل استخدمه فيلق القدس في عملياته الانتقامية، لاسيما ما حصل في النصف الأول من 2012، حين حاول مهاجمة دبلوماسيين إسرائيليين في أذربيجان والهند وتايلاند وكينيا وقبرص وبلغاريا انتقاما لاغتيال علماء نوويين، وأعمال إسرائيلية تخريبية في البرنامج النووي".

وختم بالقول؛ إنه "تم الكشف عن هويات الغالبية العظمى من المنفذين ممن شاركوا في تلك الهجمات، ويمكن الافتراض أن فيلق القدس تعلم الدرس، وربما يكون هذه المرة أكثر حرصا، ويتحمل عناء إخفاء الآثار، ومع ذلك، فإن التهديد في نمط هذا العمل، لديه القدرة على الإشارة لنوايا إيران في حالة عدم تلبية مطالبها من الولايات المتحدة".