صحافة دولية

وثائق نادرة تكشف الموقف الأولي لبايدن تجاه "إسرائيل"

الوثائق تقول إن بايدن لم يكن له ارتباطات كافية مع إسرائيل- جيتي
الوثائق تقول إن بايدن لم يكن له ارتباطات كافية مع إسرائيل- جيتي

كشفت صحيفة إسرائيلية النقاب عن وثائق قديمة نادرة يفهم منها أن جو بايدن في شبابه كان حليفاً لإسرائيل ولكنه كان متردداً في المشاركة في نشاطات المؤسسات المناصرة لها.


وبحسب تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" وترجمته "عربي21"، فإن الوثائق السرية التي حصلت عليها صحيفة "هآرتس" من الأرشيف الإسرائيلي تكشف النقاب عن لقاء جرى في عام 1986 بين السيناتور بايدن، حينذاك، والسفير الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة مائير روزين والموظف السابق في السفارة يوسف لامدان.


ووثق لامدان حينها ما اعتبره ارتباطات غير كافية لبايدن مع إسرائيل، لأنه لم يكن يشارك في سياسات الحزب الديمقراطي في واشنطن تجاه إسرائيل ولم تكن له علاقات تذكر مع أي من المنظمات المناصرة لإسرائيل.

 

اقرأ أيضا: كيف يرى بايدن "إسرائيل الصديقة" وما أفق التعاون معها؟

وفي ذلك الوقت، كان الرئيس هو رونالد ريغان على سدة الحكم، وتقول الصحيفة، إنه كان يُنظر إلى الحزب الجمهوري على أنه الحزب الأقل مودة لإسرائيل مقارنة بالحزب الديمقراطي.

وفي ما يأتي نص التقرير:


بينما كان بايدن يدعم الحملات الكبيرة المناصرة لإسرائيل داخل الكونغرس في ثمانينيات القرن الماضي إلا أن القوائم التي أعدتها السفارة حينذاك لم تصنف بايدن على أنه مع أو ضد إسرائيل، ما يشير إلى أنه كان يصنف ضمن المحايدين.


ولكن يبدو أن لقاءه مع لامدان وروزين كان مؤشراً على تبدل محوري في انطباع إسرائيل عن بايدن، حيث رسم مسؤولا السفارة صورة للسيناتور حينذاك اعتبراه من خلالها داعماً متحمساً لإسرائيل، إذ عبر خلال ذلك الاجتماع عن موقف يرى أن الولايات المتحدة كانت في بعض الأوقات شديدة أكثر من اللازم على حليفها.


ووفقا لثلاث صفحات دونت عليها ملاحظات السفارة حول اللقاء الذي استمر لساعة واحدة، كتب لامدان عن أن بايدن قال إنه يعتقد بأن المسؤولين الأمريكيين الذين ينتقدون إسرائيل علانية – بالرغم من تزويد البلد بالدعم كحليف مهم – كان تصرفهم متناقضاً وخاطئاً، وذلك بحسب ما جاء في تقرير صحيفة هآرتس حول الوثائق.


بالإشارة إلى جهود الولايات المتحدة كوسيط بين إسرائيل وفلسطين والبلدان العربية المجاورة، كتب لامدان: "أراد (بايدن) القول إنه على الرغم من أن مواقف الولايات المتحدة كانت، فيما عدا استثناءات قليلة، حسنة، فإن الولايات المتحدة مستمرة في الزعم في العلن أنها تتمنى أن تكون صديقاً على مسافة واحدة من جميع الأطراف".


ومضى لامدان يقول: "يعتقد بايدن أنه يتوجب على الولايات المتحدة أن تقول للعرب إن إسرائيل تأتي في المرتبة الأولى ضمن أصدقائها وأنه إذا كانت لدى العرب مشكلة في ذلك فإن عليهم أن يدركوا أنه ستكون لديهم مشكلة مع الولايات المتحدة أيضاً".


وورد أن بايدن أخبر المسؤولين في السفارة بأنه "ينبغي على الولايات المتحدة أن تغير من نقاشها العلني" وأنه فيما لو أصبح رئيساً فإن الولايات المتحدة ستعاملها "كما تعامل أصدقاءها الآخرين".


ولاحظ لامدان أنه "مما لا يمكن تصور حدوثه الدخول في جدل علني مع السيدة ثاتشر حول القضايا المختلف بشأنها، ولكن في حالة إسرائيل فإن الولايات المتحدة لا تتردد في الاختلاف معها على الملأ. إنها مقاربة غير مقبولة. وفيما لو تم انتخابه فسوف يجري حواراً صريحاً معنا دون مجاهرة بذلك، وإنما من خلال القنوات الدبلوماسية".


بعد أربعة أشهر من ذلك صرح بايدن بمواقف مشابهة داخل الكونغرس، حيث قال مخاطباً زملاءه المشرعين: "لقد آن لنا أن نتوقف عن الاعتذار عن دعمنا لإسرائيل. فهي أفضل استثمار بثلاثة مليارات دولار يمكن أن نقوم به. ولو لم تكن هناك إسرائيل لتوجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تخترع إسرائيل لحماية مصالحها في المنطقة".


التطلع إلى المستقبل


يتوقع أن يقوم بايدن بالتراجع عن بعض التغييرات في الوضع الراهن المتعلق بإسرائيل وفلسطين والتي استحدثت في فترة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو على الأقل التلطيف من آثارها.


وبينما كان الرئيس المنتخب يعارض في البداية نقل إدارة ترامب السفارة الأمريكية إلى القدس، إلا أن بايدن صرح بأنه لا ينوي إعادتها إلى حيث كانت في تل أبيب.


بدلا من ذلك، تخطط إدارته لإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية المحتلة لخدمة الفلسطينيين. كما أنها تنوي إعادة فتح مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، والذي أغلقته إدارة ترامب.


في الماضي، كان بايدن يتخذ موقفاً متشدداً ضد منظمة التحرير الفلسطينية التي باتت الآن عضواً مراقباً معترفاً به في الأمم المتحدة بعد أن ظلت تعتبر منظمة إرهابية حتى مطلع تسعينيات القرن الماضي.


فخلال اللقاء الذي جرى في عام 1986 بينه وبين كل من روزين ولامدان، قارن بايدن منظمة التحرير الفلسطينية بالجيش الجمهوري الإيرلندي (آي آر إيه)، المجموعة شبه العسكرية التي قاتلت الحكم الاستعماري البريطاني أثناء حرب الاستقلال الإيرلندية ما بين 1919 و1921.


كتب لامدان: "كشخص ينحدر من أصول إيرلندية، اعتبر {بايدن} الجيش الجمهوري الإيرلندي مثله مثل أي منظمة إرهابية أخرى غير قابل للمساومة والتنازل مع المعتدلين، مع الحد الأدنى الذي يشكل أرضية مشتركة".


في نهاية الاجتماع قال لامدان إن "بايدن كرر التأكيد على التزامه لإسرائيل"، مضيفاً أنه "يعتقد بأن الولايات المتحدة لم تقم بما فيه الكفاية من أجل اليهود في الحرب العالمية الثانية. وانتهى إلى القول بأننا لن نندم فيما لو تم انتخابه للبيت الأبيض".


ولكن لامدان قال مؤخراً في حديث مع "هآريتس" إنه لا يتذكر لقاءه مع بايدن في عام 1986. أما روزين فقد توفي في عام 2015، ولذلك لم يكن أي من الرجلين قادراً على إعطاء المزيد من المعلومات.


وقال بايدن إنه سيعيد عدداً من برامج المساعدات التي كانت تقدم للفلسطينيين، والتي أوقفتها إدارة ترامب، مثل تمويل التعاون الأمني والتنمية الاقتصادية والمساعدات الإنسانية.


ولكنه في نفس الوقت ردد نفس الرأي الذي تبنته إدارة ترامب، أنه ينبغي أن تكون المساعدات المقدمة للسلطة الفلسطينية مشروطة بوقف دفعات الرعاية الحكومية التي تذهب إلى عائلات المساجين الفلسطينيين والفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل – وهي سياسة رفضت السلطة الفلسطينية التفاوض عليها.


في نفس الوقت تعهد بايدن بأنه سيعاود الدخول في الاتفاق النووي مع إيران، وهو الموقف الذي تعارضه إسرائيل ضده بقوة لاعتبارها إيران عدواً لدوداً.

التعليقات (0)