صحافة إسرائيلية

سياسي إسرائيلي: نشهد موت الأيديولوجيا وانتشار الفوضى

"المعركة السياسية اليوم في إسرائيل ذات أبعاد شخصية"- جيتي
"المعركة السياسية اليوم في إسرائيل ذات أبعاد شخصية"- جيتي

أطلق "نجمان شاي"، عضو الكنيست السابق، والمتحدث الأسبق باسم جيش الاحتلال، تحذيرا من "حالة موت الأيديولوجيا" وانتشار الفوضى في "إسرائيل".

 

وفي مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21"، قال "شاي" إن تقييمه "يشمل جميع الأحزاب: الليكود، غدعون ساعر، أزرق-أبيض، يسرائيل بيتنا، وحزب العمل. الجميع متشابهون وغير مبالين، وباتت السياسة الإسرائيلية بلا منصة حقيقية، وأصبحت مملة".

 

وأضاف: "وضع إسرائيل اليوم يذكرنا بعام 1973 حين انجرت لحرب مروعة، وبعد أربع سنوات على اندلاعها، جاء عام 1977 حين حدثت فيها الاضطرابات، وكشفت عن نقاط ضعف وفشل لإسرائيل وحكومتها، واليوم بعد إعلان غدعون ساعر انشقاقه عن حزب الليكود، وتشكيل حزب جديد، شكلت استقالته من الكنيست إنذارا باضطراب اليوم التالي".


وأشار شاي إلى أن "الاضطرابات التي شهدتها إسرائيل في عقود سابقة حصلت بين معسكرات اليمين والوسط والمتدينين، لكن صراعاتها اليوم ليست بين اليمين واليسار، وبين الأيديولوجيات المختلفة والمتعارضة والمتضاربة، بل ببساطة مع بنيامين نتنياهو أو ضده".


وأوضح شاي، الأستاذ الزائر بجامعة "ديوك" بولاية نورث كارولاينا الأمريكية، نيابة عن "معهد الدراسات الإسرائيلية"، أن "المعركة السياسية اليوم في إسرائيل ذات أبعاد شخصية.. والنقاش الوحيد المتبقي هو من سيكون سائق المركبة، دون حديث عن السيارة والأمتعة".

 

اقرأ أيضا: خلافات الاحتلال الداخلية تشتعل.. والليكود يهاجم ساعر المنشق


وتابع بأن "الوضع الذي تعيشه إسرائيل يشبه الرمال المتحركة، وهبطت التطورات المتلاحقة على الساسة الإسرائيليين مثل العاصفة، وتظهر مئات الآلاف من الأصوات التي ليس لها انتماء سياسي بخلاف موقفها تجاه نتنياهو، لكنها بحاجة ماسة للولاء الأيديولوجي، بعد أن باتوا يشعرون أن الفوز في الانتخابات لا يؤدي لتحقيق المثل العليا، لذلك باتوا يذهبون مع الأسماء والأشخاص، بدلا من الانحياز للأفكار السياسية".


وقال: "نشهد تغييرا كبيرا في إسرائيل، ويبقى السؤال المهم، ليس ما إذا كان نتنياهو سيفوز مرة أخرى في الانتخابات أم سيخسر، لكن السؤال الأكثر أهمية: لماذا تخلت إسرائيل عن الجدل الأيديولوجي؟".

 

ونتيجة لتلك التطورات السياسية المتلاحقة، بحسبه، فإنها "لم تشهد خريطتنا السياسية أبدا مثل هذه الفوضى في الكنيست والحركات السياسية الملتوية، والتواصل والانفصال والانضمام والمغادرة، واللافت أنه مع تحسن مكانة إسرائيل الدولية، تتحسن قدراتها العسكرية والاستخبارية، ويختفي أعداؤها، ما يتطلب منها أن تحول تركيزها لشؤونها الداخلية".

 

وأضاف أن "غالبية من في المجتمع الإسرائيلي لا يديرون نقاشا مثمرا حقيقيا دون إهانات وألفاظ نابية، الأمر يتعلق بعلاقات اليهود والعرب، المتدينين والعلمانيين، الفقراء والأغنياء، ورغم أن هذه النقاشات ترتبط بالقضايا الدراماتيكية، فإن الإسرائيليين يفضلون إغلاق أعينهم، لأن أيا من الأحزاب والحكومات في السنوات الأخيرة لم تقدم لهم العلاج اللازم".


وتابع بأن "الجمهور الإسرائيلي يعيش أجواء مستمرة من العاصفة، بسبب المعسكرات السياسية والحزبية اليائسة وغير المبالية بالنقاشات الأساسية، خاصة مع زيادة الفجوات الاقتصادية والاجتماعية التي تقسم المجتمع الإسرائيلي، لذلك فإن غدعون ساعر عندما أسس حزبه الجديد، فإنه كما فعل ساسة آخرون، لم يركز على البرنامج الأيديولوجي، واكتفى بالتسويق الشخصي لقادة الحزب".

التعليقات (0)