سياسة عربية

"الوطني الكردي" يتهم "قسد" بتعطيل الحوار الكردي السوري

 الأطراف فشلت في عقد الجولة الثالثة من الحوار الكردي و"قسد" تروج لفشل الحوار
الأطراف فشلت في عقد الجولة الثالثة من الحوار الكردي و"قسد" تروج لفشل الحوار

دعا "المجلس الوطني الكردي" في سوريا، قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إلى وقف كل الأعمال التي تضر بالعملية التفاوضية الكردية- الكردية السورية.


وأدان المجلس في بيان، صادر الثلاثاء، استهداف مكاتبه في شمال شرق سوريا، وتخريب المحتويات فيها.


وأضاف أن هذا التصعيد يهدف إلى ترهيب الشارع الكردي، واستهداف المفاوضات الجارية بين المجلس وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية بقيادة حزب "الاتحاد الديمقراطي".


وكان مجهولون قد أطلقوا النار على مكاتب حزب "الوحدة الديمقراطي الكردستاني"، أحد أحزاب "المجلس الوطني" في الدرباسية، والحسكة، وسط اتهامات لـ"قسد"، بالمسؤولية، لوقف الحوار الكردي- الكردي.


واتهم القيادي في "المجلس الوطني الكردي" في سوريا، وعضو الائتلاف السوري، شلال كدو، مجموعة تسمى "الشباب الثوري" بالوقوف خلف الهجوم.


وقال لـ"عربي21": استهدفت هذه المجموعة مقرات "المجلس الوطني" سابقا، في أكثر من مدينة، وغالبا هذه المجموعة هي التي استهدفت مقر "المجلس الوطني" في الدرباسية.


وحول علاقة هذه المجوعة (الشباب الثوري) بـ"قسد"، قال كدو: "نعتقد أن هذه الممارسات تستهدف الحوار الكردي، الذي يجري منذ 8 أشهر، ولكن هذه الممارسات لن تثنينا عن استعدادنا لمواصلة الحوار، رغم الاعتداءات والهجمات الإعلامية من الطرف الآخر (الاتحاد الديمقراطي)".


من جانبه، قال مظلوم عبدي زعيم (قسد)، إنه لا يحق لأحد الهجوم على مكاتب الأحزاب في شمال شرق سوريا، مؤكداً أن قوات الأمن الداخلي ستقوم بمهامها بموجب القوانين النافذة.


ولم يقنع رد عبدي أنصار "المجلس الوطني"، وقالوا إن الاعتداء مخطط له من "قسد" لقطع الطريق على أي محاولة للتقارب مع المجلس في سوريا، وأشاروا إلى حديث أكثر من مسؤول من "قسد" عن توقف الحوار الكردي.


وكانت الجولة الأولى من المفاوضات الكردية- الكردية التي انطلقت في نيسان/ أبريل الماضي، بدعم أمريكي وفرنسي، أفضت إلى التوصل إلى رؤية سياسية حول خمس نقاط سياسية، بحسب إعلان أطراف الحوار.


ومن ثم بدأت المرحلة الثانية في حزيران/ يونيو الماضي، بحضور زعيم "قسد" مظلوم عبدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، بالإضافة إلى ممثلين عن "المجلس الكردي"، وانتهت بالإعلان عن تشكيل "المرجعية السياسية الكردية".


لكن الأطراف فشلت في عقد الجولة الثالثة، وذلك بسبب الملفات الخلافية الكبيرة التي تم ترحيلها إلى الجلسة الأخيرة، منها المناهج التعليمية التي فرضتها "قسد"، وفك الارتباط بين "الاتحاد الديمقراطي" و"العمال الكردستاني".


الخلاف يتسع مع النظام


من جانب آخر، استهجنت "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد" تصريحات رئيس النظام السوري، بشار الأسد، التي أدلى بها خلال مشاركته في الاجتماع الدوري الموسع الذي عقدته وزارة الأوقاف في جامع العثمان بدمشق، معتبرة أن حديثه "لا ينسجم مع المتغيرات المطلوبة في سوريا، ولا مع جهود بناء سوريا الجديدة".


وأضافت أن "تعليق الأسد على بعض القضايا، ومنها تناوله غير الكامل للواقع السوري، وإنكاره للتنوع السائد الموجود في سوريا، لا يعبر بأي شكل من الأشكال عن الانفتاح الواجب توفره لدى كل الأطراف التي تدعي حرصها على مصلحة سوريا وشعبها".


وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي أسامة بشير، إن العلاقة بين النظام والأكراد لم تكن يوما منسجمة، والغزل المؤقت بينهما كان لمصلحة، وأضاف لـ"عربي21" أن النظام يخشى توافقا كرديا تركيا، تسعى إليه الولايات المتحدة.


وتابع بشير: "الأسد منفصل عن الواقع، ويعتقد أنه لا زال قادرا على تنفيذ ما يريد في سوريا، علما بأن "قسد" تحظى بدعم أمريكي".


لكن، الناشط السياسي محمود نوح، قلل من شأن الخلاف بين "قسد" والنظام السوري، وقال: "في الأصل تسلمت قسد هذه المناطق بضوء أخضر من النظام، لخدمة مصلحة الأخير".


وقال لـ"عربي21": نفذت "قسد" المطلوب منها من جانب النظام، والآن يطالب الأسد بإعادة الأمور إلى نصابها، لكن "قسد" تشترط بعض المكاسب، وغالبا هي شروط يضعها حزب "العمال الكردستاني".

 اقرأ أيضا: "الاتحاد الديمقراطي": فشل الحوار الكردي السوري.. ما صحة ذلك؟

التعليقات (0)