سياسة تركية

على ماذا يعوّل العراق في زيارة الكاظمي الأولى إلى تركيا؟

ملفات عدة يحملها الكاظمي بجعبته إلى تركيا أبرزها شمال العراق- وكالة الأنباء العراقية
ملفات عدة يحملها الكاظمي بجعبته إلى تركيا أبرزها شمال العراق- وكالة الأنباء العراقية

يجري رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الخميس المقبل، زيارة إلى تركيا تلبية لدعوة سابقة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفي أول زيارة يجريها منذ تسلمه رئاسة الحكومة في أيار/ مايو الماضي.

وقال سفير العراق لدى أنقرة، حسن الجنابي، في تصريحات لصحيفة "الصباح" الرسمية، الأحد، إن زيارة الكاظمي، تسبقها زيارة لوزير الخارجية فؤاد حسين، للاتفاق على أبرز الملفات التي ستُناقش خلال الزيارة.

جملة ملفات

من جهته، قال رئيس مركز "التفكير السياسي" الدكتور إحسان الشمري في حديث لـ"عربي21" إن "العراق يعول أولا على قضية وقف الانتهاكات التركية للسيادة العراقية، خصوصا في استهداف إقليم كردستان، بسبب حزب العمال الكردستاني".

وأضاف: "الموضوع الآخر هو أن يكون هناك تفهّم من تركيا إزاء قضية المياه التي لم تحل، إذ أنه على الرغم من الوعود الكثيرة التي أعطتها أنقرة إلى بغداد، لكن حتى الآن لا يوجد ذلك التفهم الكبير لاحتياجات العراق".

وأشار الشمري إلى أن "المباحثات قد تتناول إيجاد أرضية مشتركة لحل أزمة تصدير نفط إقليم كردستان، خصوصا أن الأخير كان قد استدان على مدار السنوات الثلاث الأخيرة مبالغ كبيرة مقابل تصديره كميات كبيرة من النفط".

 

اقرأ أيضا: الكاظمي يتلقى رسالة من أردوغان.. هذا ما جاء فيها

وأكد أن "الكاظمي يحاول أن يدفع باتجاه إمكانية حسم حكومته ملف حزب العمال الكردستاني من خلال تقديم نموذج سنجار إلى تركيا، والذي سبق وأن لوّحت باجتياحه (سنجار) لتواجد العمال الكردستاني"، في إشارة إلى الاتفاق الأخير بين بغداد وأربيل على إخراج "بي كاكا" من سنجار.

وأوضح الشمري: "رغم وجود مواد دستورية لا تتيح لأي جماعة استخدام الأراضي العراقية لاستهداف أمن المناطق الأخرى، لكن بلا شك أن قضية العمال الكردستاني ستكون حاضرة جدا في المباحثات".

ونوه إلى أن "تركيا ستستمر بالنظر بقلق لنشاط العمال الكردستاني، خصوصا أن الموضوع لا يتعلق بقدرة الحكومة العراقية بقدر ما يتعلق بوجود توافق داخل إقليم كردستان ضد الحزب المذكور".

ولقت الشمري إلى أن "أنقرة تنظر إلى أنه لا توافق في إمكانية الحد من نفوذ العمال الكردستاني، وبالتالي قد يكون هناك تعاون وتنسيق لن يصل إلى مستوى انسحاب تركي كامل من الأراضي العراقية".

وتطرق الشمري إلى موضوع منح تأشيرة الدخول للعراقيين، بالقول: "ليس من مصلحة تركيا الاستمرار في تقييد منح التأشيرة للعراقيين، لأن العراق بالنسبة لتركيا بلد مهم في مجال التجارة والسياحة، لذلك اتوقع أن يكون عودة تنظيم آلية منح التأشيرة التركية للعراقيين، جزءا من مخرجات هذه الزيارة".

إيصال رسالة

من جهته، قال الخير الأمني والسياسي العراقي مؤيد الجحيشي إن "تعقيدات الملف العراقي التركي كثيرة جدا، تبدأ من موضوع سنجار وحزب العمال الكردستاني، وتصدير الخام من إقليم كردستان إلى ميناء جيهان التركي، إضافة إلى إسناد تركيا إلى نصف الاقتصاد العراق".

 

اقرأ أيضا: هل زار رئيس مخابرات تركيا العراق سرا.. ولماذا؟

وأضاف الجحيشي في حديث لـ"عربي21" أن "الزيارة ستتطرق إلى مشكلة الماء والسدود رغم ضعف الحكومة العراقية في هذا الملف، لأنها لا تمتلك أي أوراق قوة للتفاوض مع الأتراك ومناقشتهم حول الموضوع".

الخبير الأمني والسياسي توقع أن يكون الكاظمي يحمل رسالة إلى تركيا من إيران، لتهدئة الأوضاع بينهما بعد السجال الذي حصل قبل أيام بسبب أبيات الشعر عن نهر آراس، بمناسبة الانتصار الأذربيجاني على أرمينيا، لأن إعلان العراق عن زيارة جاء مباشرة بعد ذلك.

ورأى الجحيشي أن "التوتر في تصاعد بين تركيا وإيران، ولا سيما أن أنقرة أعلنت عن القبض على شبكة جواسيس إيرانيين اختطفوا معارضا إيرانيا، في وقت كانت قد سلمت بنفسها معارضة إيرانية قبل مدة ليست بالبعيدة، لذلك لا أستبعد أن يكون الكاظمي حاملا رسالة تهدئة".

تفعيل اللجان المشتركة

وعلى صعيد التصريحات الرسمية، فقد أكد سفير العراق لدى أنقرة حسن الجنابي أن من أبرز الملفات التي ستبحث خلال الزيارة، "منع تسلل الإرهابيين عبر الحدود والعمليات العسكرية المرتبطة بها، وتنشيط وزيادة التبادل التجاري البالغ حاليا 15 مليار دولار".

واستدرك: "إضافة إلى قضايا التعاون بمجال المياه، والحدود، وتصدير واستيراد النفط والاقتصاد"، مؤكدا أنه سيتم خلال الزيارة تفعيل اللجان المشتركة بين البلدين لاسيما المجلس الأعلى للتعاون الإستراتيجي، واللجنة الاقتصادية المشتركة برئاسة وزيري النفط والطاقة في البلدين.

وأعرب عن أمله بعودة العمل بالاتفاقية السابقة بين البلدين بمنح التأشيرات في المطارات والمنافذ الحدودية، بعد أن ألغيت من الجانب التركي في عام 2016. ولم يتطرق الجانبان إلى مدة الزيارة.


وفي 14 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعلنت الحكومة العراقية، في بيان، تلقي الكاظمي دعوة رسمية من الرئيس أردوغان لزيارة أنقرة، لكنها لم تكشف عن موعد تلبيتها.

التعليقات (1)
احمد
الإثنين، 14-12-2020 10:10 م
لا قيمه للزياره لان الاتراك يعلمون جيدا ان الكاظمي صبي من صبيان خامنئي مهما ادعى انه مستقل في قراره . زيارته كانت بموافقه ايرانيه لان ايران تدرك جيدا قوة الاتراك و ان ثقلهم في المنطقه يجب ان يحسب له خاصه بعد انتصار اذربيجان الاخير . اما اقناع الاتراك بان ميشلشيات حزب العمال انسحبت من جبل سنجار فهذه لا تنطلي على الاتراك فهم ما يزالون بمحيط مركز سنجار هم و قطعان الحشد .