صحافة إسرائيلية

ضابط إسرائيلي يستعرض أسباب تردد السعودية في التطبيع

الكاتب قال إن السعودية تتردد في التقدم في علاقاتها مع إسرائيل لجملة متنوعة من العوامل الداخلية والخارجية- جيتي
الكاتب قال إن السعودية تتردد في التقدم في علاقاتها مع إسرائيل لجملة متنوعة من العوامل الداخلية والخارجية- جيتي

تحدث ضابط إسرائيلي، عن الأسباب التي تحول دون تقدم السعودية في التطبيع العلني مع الاحتلال الإسرائيلي، مستبعدا تولي ولي العهد الحالي عرش المملكة. 

حلف إقليمي 

وقال المقدم احتياط مردخاي كيدار، وهو أستاذ الدراسات الشرق أوسطية بالجامعات الإسرائيلية بمركز "بيغن - السادات للبحوث الاستراتيجية" التابع لجامعة "بار إيلان" العبرية: "يعجب كثيرون من التردد السعودي للانضمام إلى قطار التطبيع مع إسرائيل، رغم أنه من الواضح أن الرياض هي التي أعطت الضوء الأخضر للإمارات، البحرين والسودان للتقدم في علاقاتها مع إسرائيل". 


وأضاف: "بل فتحت السعودية مجالها الجوي أمام الطيران الإسرائيلي، والذي هو بحد ذاته خطوة تطبيع، ورغم كل هذا، من الواضح أن لقاء رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وولي العهد محمد بن سلمان بالسعودية لم يعط النتائج المرجوة، والدليل؛ النفي السعودي الرسمي بعقد اللقاء، وأما كشف اللقاء الذي حظي بتغطية عالمية فيحرج السعوديين، ولا يعمل في صالح تل أبيب". 

ونبه إلى أن "السؤال سيتعاظم؛ لماذا تتردد السعودية على خلفية تغيير الإدارة في الولايات المتحدة، بعد أقل من شهرين وجهود دول أخرى - الإمارات، البحرين، السودان وإسرائيل - لخلق واقع سياسي يتضمن حلفا إقليميا مناهضا لإيران يقف في وجه إدارة جو بايدن كحقيقة ناجزة لا يمكن إلغاؤها". 

ولهذا السؤال عدة أجوبة بحسب الباحث كيدار؛ "أهمها؛ تخوف الرياض من إيران ومن رد فعلها على التقرب من إسرائيل، فالسعوديون يتذكرون جيدا تلك الليلة، في منتصف أيلول/ سبتمبر 2019 والتي هاجمت فيها إيران منشآت نفط هامة وعطلتها لفترة طويلة، ويتذكرون أيضا أنه لم يرد أي طرف؛ لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل، على هذا الهجوم، ومن هنا استنتجوا بأنهم وحدهم في المعركة حيال إيران، وموازين القوى ليست في صالحهم". 

 

اقرأ أيضا: كاتبة إسرائيلية: هذه رسائل قمة نتنياهو السرية مع ابن سلمان

تجاوز الكبار 

ولفت إلى أن هناك "سببا آخر؛ وهو التخوف السعودي من إدارة بايدن وهو ينقسم لسببين فرعيين، الأول؛ ستحاول إدارة بايدن التقرب من طهران عبر رفع العقوبات والعودة إلى الاتفاق النووي، مما سيحيي الاقتصاد الإيراني ويسمح لها بصب الوقود على شعلة كفاح الحوثيين في اليمين ضد السعودية". 

والسبب الفرعي الثاني؛ "أن إدارة بايدن ستعود لتنظر للسعودية عبر الزجاجة المكبرة لحقوق الإنسان، وستطرح مرة أخرى أسئلة محرجة عن قضية الصحفي جمال خاشقجي، وسيكون الدعم الأمريكي للرياض متحفظا ومحدودا، ومشكوك جدا بأن يسمح بايدن وإدارته لإسرائيل بتسخين علاقاتها مع دولة يتحفظون عليها، ويتوقع من إدارة بايدن أن تعيد إلى الجبهة المسألة الفلسطينية، وستتعاطى بسلبية مع كل تقدم عربي مع إسرائيل لا يراعي هذه المسألة".

وأفاد كيدار، أن "السبب الثالث للتردد السعودي؛ يتعلق بالوضع الداخلي في المملكة، فإسرائيل ترى في المملكة وفي سلوكها أساسا عبر أقوال وأفعال ولي العهد محمد بن سلمان..، ولكن هذا يتجاهل عدة عناصر أخرى تلعب دورا هاما في السعودية وأولا وقبل كل شيء مكانة ابن سلمان؛ الذي يعتبر بالخطـأ كـ"رب البيت" في المملكة". 

وعمليا، "منذ عين ابن سلمان وكان عمره (32 عاما) وليا للعهد في حزيران 2017، يوجد صخب كبير في أوساط العائلة المالكة على مجرد التعيين وعلى سلوكه، في حين يعتبر العمر في مجتمع تقليدي مثل السعودية، عاملا أساسيا في الاعتبارات عند تعيين شخص ما في منصب عام هام، وعليه فإن تعيين شاب مع تجاوز الكبار في السن يعتبر غير شرعي". 

التدخل العميق 

وتابع: "نقيصة أخرى؛ أن ابن سلمان كان بلا تجربة في إدارة أجهزة وسياسة المملكة، مقابل سابقيه الذين كانوا وزراء، سفراء، قادة في الجيش أو مدراء شركات كبرى"، لافتا إلى أنه "بعد نصف سنة من تعيينه وليا للعهد، اعتقل ابن سلمان العشرات من أمراء العائلة المالكة، وأهانهم وابتز منهم مليارات الدولارات، وهم لم ينسوا ولم يغفروا له هذه الإهانة".

 

اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي: العلاقات مع السعودية ستبقى تحت الظل

وذكر أن "كثيرين في العائلة المالكة يتهمون ولي العهد بالتدخل العميق في اليمن وبثمن دموي تدفعه المملكة، كما يتهمه الكثير بمهزلة "اختفاء" خاشقجي في إسطنبول في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، وفي التداعيات الخطيرة للقضية على صورة الرياض وعلاقاتها الخارجية مع الولايات المتحدة وتركيا".

ونوه الباحث الإسرائيلي إلى أن "الإصلاحات التي أدخلها ابن سلمان على مكانة النساء لا تروق للكثيرين في المملكة، وعليه فإن احتمال أن يكون ابن سلمان مع حلول اليوم ملك السعودية القادم ليس 100 في المئة"، مضيفا: "من الصعب التوقع، لأن العائلة المالكة لم يسبق لها أن كانت في مثل هذا الوضع". 


وقال: "الهيئات الرسمية تتعاطى مع ابن سلمان كولي العهد؛ أي الملك القادم، ولكن توجد تيارات عميقة في اتجاه آخر".

وبين كيدار في نهاية مقاله، أن "السعودية تتردد في التقدم في علاقاتها مع إسرائيل لجملة متنوعة من العوامل الداخلية، الخارجية والثقافية، وسبب قوي فقط يمكنه أن يغير طبيعة هذا السلوك، ولا أرى سببا كهذا في هذه اللحظة".

التعليقات (0)