ملفات وتقارير

مرشحون لحقيبة الخارجية بإدارة بايدن.. هذا موقف تل أبيب منهم

تعهد بايدن بتعيين حكومة متنوعة تشبه أمريكا- جيتي
تعهد بايدن بتعيين حكومة متنوعة تشبه أمريكا- جيتي

تتجه الأنظار إلى الحقائب الوزارية المهمة في الولايات المتحدة، والتي تكشف معالم السياسة الخارجية المرتقبة لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، والمتوقع أن تكون مختلفة تماما عن الرئيس الحالي دونالد ترامب.


وتعد حقيبة وزارة الخارجية الأهم في هذا الاتجاه، إذ إنها ترسم ملامح السياسة الخارجية الأمريكية لإدارة بايدن، مع ترجيح بعمل الأخيرة على تهدئة التوترات الخارجية، التي خلفتها إدارة ترامب، والتركيز على القضايا المحلية، وتحديدا في ما يتعلق بملف وباء فيروس كورونا المستجد وآثاره الاقتصادية والصحية.


ونظرا للتأثير المباشر للسياسة الخارجية الأمريكية على الاحتلال الإسرائيلي، اهتمت صحف عبرية بهوية وزير الخارجية المتوقع، واستعرضت أسماء مرشحة لهذه الوزارة.


وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير ترجمته "عربي21"، إن "بايدن سيختار قريبا وزيرا للخارجية، قد يكون له التأثير على إسرائيل دراماتيكيا"، مؤكدة أن بايدن لا يعاني من نقص في المتنافسين على منصب وزير خارجيته.


الأوفر حظا


وتساءلت الصحيفة: "هل سيختار دبلوماسيا أم سياسيا؟ وكيف سيتم الترحيب بهم في القدس؟"، مشددة على أن إسرائيل حريصة على معرفة من سيكون وزير الخارجية الأمريكي القادم، وما هو السجل الذي سيكون لهذا الشخص في سياسة الشرق الأوسط.


ولفتت إلى أن الاسمين الأكثر حظا لمنصب وزير الخارجية، ضمن قائمة بايدن القصيرة، هما مستشارة الأمن القومي السابقة وسفيرة الأمم المتحدة سوزان رايس، ونائب مستشار الأمن القومي توني بلينكن.


وأوضحت الصحيفة أن "رايس لديها عوامل عدة تقف لصالحها، حيث كانت واحدة من الاختيارات النهائية لشغل منصب نائب الرئيس لبايدن، وبعد أن اختار السيناتورة كامالا هاريس في النهاية، كان من المفترض أن تختار رايس لمناصب عليا في الإدارة الجديدة".

 

اقرأ أيضا: تقرير: هذه أبرز ملامح سياسة بايدن الخارجية


وتابعت: "تعهد بايدن بتعيين حكومة متنوعة تشبه أمريكا، وهذا يزيد من فرص رايس باعتبارها امرأة سوداء"، مستدركة بأن "أكبر عيب لها، هو احتمال معارضة تعيينها في مجلس الشيوخ".


وأشارت إلى أن الجمهوريين طالما حمّلوا رايس مسؤولية التضليل المحيط بالهجمات المميتة على القنصلية الأمريكية في بنغازي أيلول/ سبتمبر 2012، مؤكدة أن العداء تجاهها كان كبيرا لدرجة، أنها سحبت اسمها من الخلاف، عندما كان الرئيس باراك أوباما يفكر بها كمرشح ليحل محل هيلاري كلينتون كوزيرة للخارجية.


وذكرت الصحيفة أن رايس كتبت في وقتها خطابا لأوباما، قالت فيه: "إذا تم ترشحي، فأنا مقتنعة الآن أن عملية التثبيت ستكون طويلة ومضطربة ومكلفة، لك ولأولوياتنا الوطنية والدولية الأكثر إلحاحا"، لكن في النهاية عيّنها أوباما كمستشارة للأمن القومي، وهو منصب لا يتطلب موافقة مجلس الشيوخ.


وفي ما يتعلق بالشخص الآخر الذي يحظى بفرص عالية ليتقلد منصب وزير الخارجية، رجحت الصحيفة أن يكون "لدى توني بلينكن رحلة أسهل عبر مجلس الشيوخ"، موضحة أنه "رغم شغله مثل رايس مناصب سياسية بارزة في البيت الأبيض خلال إدارة أوباما، إلا أنه أقرب إلى بايدن من رايس".


وأردفت الصحيفة: "لقد عمل الرجل البالغ من العمر 58 عاما، كمستشار كبير لبايدن خلال ترؤس الأخير للجنة السياسة الخارجية في مجلس الشيوخ"، مشيرة إلى أن بلينكن يعتبر ديمقراطيا معتدلا من وجهة نظره العالمية، وقد يجد الجمهوريون صعوبة في إثارة اعتراضات ذات مصداقية على تعيينه.


الموقف الإسرائيلي


بدوره، توقع الدبلوماسي الإسرائيلي السابق نداف تامير، أن يكون للحكومة الإسرائيلية الحالية رد فعل سلبيا بحال اختيار رايس لمنصب الخارجية الأمريكية، مبينا أنهم "سيعتبرون ذلك إشارة على أن إدارة بايدن ستواصل سياسات أوباما".


ولفت تامير إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "لا يحب رايس بشكل خاص"، مرجعا ذلك إلى رواية مفاوض السلام السابق دنيس روس، وإشارتها إلى أن "نتنياهو كان عنصريا".


واستكمل بقوله: "الرواية تؤكد أن رايس حينما كانت مستشارة الأمن القومي، كانت غاضبة للغاية من رد فعل نتنياهو الغاضب على أنباء تسريع المحادثات النووية الإيرانية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013"، معتقدا في الوقت ذاته أن "رايس ستكون شخصية عظيمة".


ورأى تامير أن "حكومة نتنياهو ستفضل بالتأكيد بلينكن، الذي سيلتزم بشكل وثيق بأجندة بايدن عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط"، مضيفا أنه "سيكون شخص بايدن، وبسبب ذلك سيتم استقباله في إسرائيل بشكل أفضل من رايس، التي ستظل مرتبطة بأوباما على الدوام".

 

اقرأ أيضا: استقالة عدد كبير من مسؤولي البنتاغون بعد إقالة إسبر


واستدرك: "لكن بسبب علاقة بلينكن الوثيقة مع بايدن، فإن من المتوقع أن تعرض عليه وظيفة مستشار الأمن القومي، وهو دور في البيت الأبيض من شأنه أن يضعه إلى جانب بايدن".


وتطرقت "هآرتس" إلى أسماء أخرى قيد الدراسة لشغل منصب وزير الخارجية بإدارة بايدن، وهي أسماء دبلوماسية، مثل "ويليام بيرنز" (64 عاما)، والذي شغل نائب وزير خارجية إدارة أوباما، وعمل لمدة 33 عاما كضابط في السلك الدبلوماسي في كل من الإدارات الجمهورية والديمقراطية.


وذكرت أنه من بين الأسماء أيضا "نيكولاس بيرنز" (64 عاما)، والذي لديه سيرة ذاتية طويلة في وزارة الخارجية، وشغل مناصب رفيعه، بما في ذلك سفير الولايات المتحدة في اليونان، ووكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية في إداراتي كلينتون وبوش.


وحول الموقف الإسرائيلي، أكد تامير أن المسؤولين في تل أبيب سيكونون سعداء بهذين الاسمين، لأنهما يمتلكان صفة دبلوماسية محترفة، ولم يتم استثمارهما بشكل كبير في سياسيات الحزب الديمقراطي، ما يسهل مسألة قبولهما.


وبحسب تقدير الدبلوماسي الإسرائيلي، فإن الأيدي الدبلومسية القديمة ستكون أكثر قدرة على تولي مسؤولية إعادة بناء البنية التحتية لوزارة الخارجية، بعد تدميرها في ظل إدارة ترامب، منوها إلى احتمال وجود مرشحين من المجال السياسي، وهم أعضاء بمجلس الشيوخ الديمقراطيين، أحدهما من الوسط والآخر أكثر تقدمية، وهما السيناتور كريس كونز والسيناتور كريس مورفي.

 
التعليقات (0)